ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 06 - 2006, 08:29 م]ـ
الأستاذ الكريم عنقود الزواهر حفظك الله ورعاك , وجزاك الله خيراً.
اعلم رحمك الله إني على ثقة بأن المذاهب والطوائف المختلفة يستحيل اجتماعها يوماً , لاختلاف أفكارها ومذاهبها , فكل حزب بما لديهم مستمسكون كما قال القاسم حفظه الله. وأنا لم أدعُ إلى اجتماعها اللهم إلا في هذا النادي. حتى لا نحيد عن الطريق الذي من أجله أسس هذا المنتدى. ولعلك لاحظت جيداً أن في الآونة الأخيرة بعدنا كثيراً عن علوم اللغة , وذهبنا إلى أمور نأت بنا بعيداً عن ما نريد ونأمل.
ونحن الآن في مناقشة , هل يغلق المنتدى أم لا. ونأمل عدم غلقه لما فيه من الفائدة العظيمة. فلنجعل رأينا جميعاً بأن يفتح المنتدى , لكن مع تطبيق شروطه وعدم مجاوزتها. إن قلنا بذلك عاد لنا منتدانا , وإلا فالله المستعان.
ـ[معالي]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 06:00 ص]ـ
أخي أبو طارق، التاريخ يشهد شهادة واضحة على عدم إمكان الاجتماع والائتلاف بين هذه الطوائف، إلا فيما يتعلق بالفقه، وأما ما يتعلق بتفسير القرآن وبلاغته، فأهل السنة يتبرؤون من المذاهب المخالفة، وينادون بمحاربتها وبيان فسادها، كمذهب الجهمية، والرافضة، والمعتزلة، والأشاعرة، والماتريدية، والكلابية، وغيرهم.
أما ما يتعلق بالكلام في أمثال الرازي، فذلك دين ندين الله به، لما عرف عنه من خلال كتبه، كأساس التقديس والمطالب العالية والمباحث المشرقية، والمحصل، والتفسير الكبير، من مخالفة صريحة لمذهب أهل السنة والجماعة، فالنقل من مثل هذا الكتاب لا يخلو من تفسير فلسفي أو كلامي، ولذا تجده من أقل التفاسير عناية بالأثر؛ لأن مذهب القوم محاربة الحديث الآحاد في باب العقائد، وتقديم العقل عليه، وفي هذا ما فيه.
ويقال مثل هذا في كشاف الزمخشري، وغيره من كتب التفسير التي تنقل ما يخالف مذهب السلف في باب الأسماء والصفات والقدر.
والله أسأل أن يهدي الجميع لنصرة مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم من التابعين، وأن يجنبنا الخوض في كتاب الله وسنة رسوله بدون علم، وأن يجعلنا من أهل الاتباع لا الابتداع.
لا فض الله فاك، وتبوأت من الفردوس منزلا، وجزيت خير الجزاء.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[26 - 06 - 2006, 09:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا طارق، فمثلك من الفضلاء ممن يبحث عن الحق ويسعى لاستمرار هذا المنتدى، بعيدا عن النقاشات العقدية، وهذا من المحامد التي تشكر عليها، ونحن نعلم قدر أمثالك من الفضلاء، ونحترم رأيهم ونقدرهم، وما ذكرتُه في تعليقي السابق إنما هو لبيان عدم إمكان الاجتماع، حين ينقل بعض الزوار أو الفضلاء من كتب الأشاعرة ما يتعلق بعلم العقيدة، وخاصة فيما يتعلق بكلام الله أو وصفه بصفة من الصفات التي تأباها عقول القوم.
ملاحظتان:
الأولى: لن يستمر هذا المنتدى، إلا إذا ترك بعض الزوار النقل من كتب الأشاعرة والمعتزلة ما يتعلق بأسماء الله وصفاته، والقدر، والقرآن، فالخلاف بينهم وبين أهل السنة في هذه المسائل مشتهر، والنقل من كتبهم في ذلك يصادم مذهب أهل السنة فيما قرروه في هذه الأبواب.
الثانية: ذكر بعض المناقشين أن ابن حجر والنووي و ... ، من الأشاعرة، وهنا يجب التنبه إلى الفرق بين الأشعري المنظر وغيره، ممن قلد، ولم ينظر، فابن حجر والنووي وآخرون ليسوا من المنظرين، كالرازي والأيجي والتفتازاني والبيضاوي والجرجاني وغيرهم، ممن ألف في العقيدة وأكثر من الأدلة العقلية، وطعن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، الآحاد، في حال مخالفتها عقله والقوانين التي وضعها اليونان، فالمنظر يحذر منه، وغيره ممن لم يكن من المنظرين، يبين ما وقع فيه من مخالفة السلف، ويعد له ذلك من الخطأ الذي لا يسلم منه أحد، وابن حجر والنووي من علماء الحديث، وقد عرف عنهما تعظيمهما للحديث والأثر، فما وقع لهما من التأويل، وهو قليل، يغمس في بحر حسناتهما في خدمة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأختم هذه الملاحظة بنقل ما يدل على ذم الكلام، الذي كثر استعماله في التفسير عند الأشاعرة والمعتزلة.
سئل أبو حنيفة: ما تقول فيما أحدثه الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؟ فقال: " مقالات الفلاسفة. عليك بالأثر وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة، فإنها بدعة".
¥