تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[0 - بين يدي الدورة]

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 03:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى في سورة (العلق) (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ -1 - خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ-2 - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ -3 - الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ -4 - عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ -5 - )

وقال سبحانه في سورة (يوسف) ( o 2 o)( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)

وقال تعالى في سورة (الزمر) ( o 28 o)( قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

وقال سبحانه في سورة (الشورى) ( o 7 o)( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)

ثم إنه سبحانه اختار خاتم الأنبياء من العرب من أفصحهم لسانا وأحسنهم بيانا ليحمل الرسالة للناس كافة بهذا الكتاب وهذا اللسان العربي وكما ورد في صحيح البخاري حيث أمر عثمان: r : زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم، أن ينسخوا ما في المصاحف، وقال لهم: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في عربية القرآن، فاكتبوها بلسان قريش، فإن القرآن أنزل بلسانهم، ففعلوا.

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى {إِنَّا أَنزلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس؛ فلهذا أنزلَ أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه؛ ولهذا قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ}.

قال ابن تيمية (ا فإن الله أنزل كتابه باللسان العربي، وجعل رسوله مبلغا عنه الكتاب والحكمة بلسانه العربي، وجعل السابقين إلى هذا الدين متكلمين به، فلم يكن سبيل إلى ضبط الدين ومعرفته إلا بضبط هذا اللسان، وصارت معرفته من الدين إذ هو أسهل على أهل الدين في معرفة دين الله وأقرب إلى إقامة شعار الدين، وأقرب إلى مشابهة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في جميع أمورهم، وقد أمر العلماء بالخطاب العربي، وكرهوا مداومة غيره لغير حاجة، واللسان تقارنه أمور أخرى من الأخلاق والعلوم، فإن العادة لها تأثير عظيم فيما يحبه الله ورسوله أو فيما يكرهه، فلهذا جاءت الشريعة بلزوم طريقة السابقين في أقوالهم وأعمالهم وكراهة الخروج عنها إلى غيرها لا لحاجة؛ لما يفضي إليه من فوت الفضائل التي جعلها الله للسابقين الأولين.) المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

وقال ابن خلدون في مقدمته في الفصل الخامس والأربعين

(في علوم اللسان العربي

أركانه أربعة: وهي اللغة والنحو والبيان والأدب. ومعرفتها ضرورية على أهل الشريعة، إذ مأخذ الأحكام الشرعية كلها من الكتاب والسنة، وهي بلغة العرب ونقلتها من الصحابة والتابعين عرب، وشرح مشكلاتها من لغتهم، فلا بد من معرفة العلوم المتعلقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشريعة)

ثم قال في الفصل التاسع والأربعين

(ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ويروم تحصيلها أن يأخذ نفسه بحفظ كلامهم القديم الجاري على أساليبهم من القرآن والحديث، وكلام السلف، ومخاطبات فحول العرب في أسجاعهم وأشعارهم، وكلمات المولدين أيضاً في سائر فنونهم، حتى يتنزل لكثرة حفظه لكلامهم من المنظوم والمنثور منزلة من نشأ بينهم ولقن العبارة عن المقاصد منهم، ثم يتصرف بعد ذلك في التعبير عما في ضميره على حسب عباراتهم، وتأليف كلماتهم، وما وعاه وحفظه من أساليبهم وترتيب ألفاظهم، فتحصل له هذه الملكة بهذا الحفظ والاستعمال)

أقول لا أظنني أقول مزيدا بعد كلام الله ثم كلام العلماء عن أهمية تعلم العربية أما ما يخص هذه الدورة فقد تطوع لها مشكورا الأستاذ أبو عمار بشرح متن قطر الندى وبل الصدى للعالم الكبير ابن هشام الذي لطالما أعجبت به وبعقله الفذ وبسيرته العجيبة وبملكته الرائعة ولكم سرني العزم منه بعد أن سرتني الرغبة وقبل أن يسرني هذا العدد من الراغبين في تعلم هذا العلم الجليل الذي اختصت بفريده وعجائبه هذه اللغة العظيمة التي تتسامى فوق كل شيء فلا هي تموت بموت أهلها ولا أهلها يحيون بغيرها.

وكفى شرفا بهذا العلم أن يكون السبيل الأوحد لإقامة لسان قارئ القرآن وإبانة أحكام السنة التي فيهما نجاة المرء من تدابير الشيطان والهلاك الأبدي بالتفريط بأعظم نعمة يمن بها الله على عبده ألا وهي التوحيد الخالص لله تعالى.

إن في علم النحو ميزات عجيبة ونوادر فريدة لا يمنحها الله لأحد إلا وقد منحه بعد التوفيق عقلا واعيا وفهما حاذقا ومتقن هذا العلم قد وهبه الله ذكاء وحكمة لأن معظم قواعده وأدلته إنما يستخرجها العقل فليس فيه من المحسوسات شيء سوى أصوات تخرج من فم المتكلم إلى أذن السامع وقد امتن الله على الإنسان بتعليمه البيان في سورة الرحمن حيث قال تعالى (الرَّحْمَنُ -1 - عَلَّمَ الْقُرْآَنَ -2 - خَلَقَ الْإِنْسَانَ -3 - عَلَّمَهُ الْبَيَانَ -4 - ) لما في ذلك من نعمة عظيمة خص الله بها الإنسان دون غيره من بقية أجناس الأرض المرئية وخصه بخطابه بهذا البيان المعجز الذي أنزله من فوق سبع سموات ليتلى ما شاء الله أن يتلى.

أشكر من اقترح إقامة هذه الدورة

أشكر من تصدر لها

أشكر من طلب المشاركة

أشكر من بذل كل جهد لإنجاحها

ثم أشكر من له كل الحمد والشكر أن وفق وأعان وسدد سبحانه وتعالى.

ومشرفو هذا المنتدى جميعا يولون هذه الدورة كل اهتمامهم ولن نتوانى في تقديم كل ما يمكننا تقديمه وكل ما عليكم فقط أن تبلغونا بما تحتاجون لنحرص على تنفيذه بعون الله تعالى.

أترككم موفقين مباركين

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير