[المجلس الثاني - المبادئ العشرة لعلم النحو]
ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[03 - 10 - 2009, 08:34 م]ـ
المقدمة الأولى:
المبادئ العشرة لعلم النحو
معلوم أن العناية بأصول العلم – أيِّ علم - وتأصيلَه هي الأساس والأصل، ومن ضبط الأصولَ ضمِن الوصول بإذن الله تعالى، وقد وضع عدد من المؤلفين بعضًا من الضوابط ونظموها ليسهل حفظها؛ لأن النظم أثبت في الذهن.
ومن ذلك قول الناظم الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى، أبو العباس، المقّرِي، التِّلمساني:
مَن رامَ فنًّا فلْيُقدّمَ أولا ... علماً بحده وموضوعٍ تلا
وواضعٍ ونِسْبة وما استمدّْ * منه وفضلِه وحكمٍ يُعتمدْ
واسمٍ وما أفادَ والمسائل * فتلك عشرٌ للمُنى وسائلْ
وبعضُهم منها على البعض اقتصرْ*ومَن يكنِ يدري جميعَها انتصرْ
ومن ذلك أيضًا قول محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة (1206 هـ). وهو صاحب الحاشية المشهورة على شرح الأشموني في النحو، وغيرها:
إن مبادي كلِّ فنٍّ عشرةْ * الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرةْ
وفضلُه ونسبةٌ والواضعْ * والاسمُ والاستمدادُ حكمُ الشارعْ
مسائلٌ والبعضُ بالبعض اكتفى * ومَن درى الجميعَ حاز الشرفا
والأخير هو ما سنعتمد عليه بترتيبه في بيان مبادئ علم النحو.
وهذه المبادئ العشرة لهذا العلم هي:
أولا: حد علم النحو (1): وهو ما يسمى التعريف، فأمّا حد النحو لغة:
فيطلق ويراد به عدة معان، منها:
الجهة- الظرف - اتجهت نحوالبيت.
القصد: نحو: نحوت معروفه. ونحوت نحوك.
المثل: زيد نحوعمرو.
القدر: عندي نحو ألف ريال.
النوع: هذا الشيء على خمسة أنحاء.
الأصل: محمد نحوه من مكة.
القسم: نحوت مالي بين أولادي، و هو على أربعة أنحاء.
بعض: أكلت نحو الطعام.
ويأتي أيضًا بمعنى: النوع، وعند، والقرب، واسم قبيلة تسمى: بنو نحو، وهم قوم من الأزد، والإمالة: نحوت جسمي. لكن المشهور الستة الأُوَل. وأكثرهن الثلاثة الأُوَل.
وقيل: النحو في اللغة يأتي على أربعة عشر معنًى أشهرها ستةُ معانٍ مجموعة في قول الناظم:
قصدٌ ومثلٌ جهةٌ مقدارُ ... قِسمٌ وبعضٌ قالَه الأخيارُ.
وقال الداودي:
للنحو سبع معانٍٍ قد أتت لغة ... جمعتها ضمن بيت مفردٍ كمُلا
قصد ومثل ومقدار وناحية ... نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا
ويحتمل أن يكون مصدرًا: نحوت نحوًا قصدته. قال أبو الفتح: وأصله المصدر.
واصطلاحًا: له عدة تعاريف فمن ذلك:
* العلم الذي يدرس الجملة.
* علم بأصول (2) يعرف بها أحوال أواخر الكلم إعرابًا وبناءً. (وهو أحسنها)
* علم بالأحوال والأشكال التي بها تدل ألفاظ العرب على المعاني، والأحوال: وضع الألفاظ في تركيبها للدلالة على المعاني المركبة.
*العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من الإعراب والبناء وما يتبع ذلك.
ثانياً: موضوع علم النحو: الكلمات العربية من حيث عروض الأحوال لها حال تركيبها كالإعراب والبناء. أي أن النحو يبحث في أحوال أواخر الكلمات العربية في الجملة، وليس في حال الإفراد الذي يختص به علم الصرف.
ثالثاً: ثمرته: أهمُّها: فهم الكتاب والسنة، وأنعِم بهما ثمرة،، وقد قيل إن من ثمار تعلم النحو: صون اللسان عن خطإ النطق، والبنان عن خطإ الخطِّ، والجنان عن خطإ الفهم، والأركان عن خطإ العمل.
رابعًا: فضل علم النحو: هو دعامة العربية وقانونها الأعلى، روي عن عمر بن الخطاب: " تعلموا اللحن والفرائض فإنه من دينكم ".
ومن كلام مالك بن أنس " 179 هـ ": الإعراب حَلي اللسان فلا تمنعوا ألسنتكم حُلِيَّها. وقال الشعبي: النحو كالملح للطعام.
وذكر السيوطي أن النحو يُفتضح فاقده بكثرة الزلل، ولا يصلح الحديث للحّان. وقال الجاحظ: كان أيوب السختياني يقول: تعلموا النحو فإنه جمال للوضيع وتركه هجنة للشريف.
وقال بعضهم:
النحو زَيْنٌ للفتى يُكِْرمُهُ حيثُ أَتَى
من لم يَعْرِف النحو فَحَقُّهُ أن يَسْكُتَا
وقالوا أيضًا:
النحو قنطرة إلى العلوم فهل ** يُجاز بحر على غير القناطير
إن النحاة أناس بان مجدُهمُ ** فوق العباد جميعا بالمقادير
أصل الفصاحة لا يخشون من أحد ** عند القراءة في أعلى المنابير
لو يعلم الطير ما في النحو من شرف** غنت ورنت إليه بالمناقير
¥