تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما ابتكرت النظرية مفهوم (المعنى المركزي للمنطوق = النواة) وهو أصل دلالات المنطوق، ويصاحبه (المعاني الهامشية = الثانوية) التي يكتسبها من خلال دورانه في فلك الأنساق الكلامية المتنوعة. ويتضح هذا المفهوم عند دراسة (المشترك اللفظي Polysemy ) ( ). وتبعاً لهذا يوجد أربعة أنواع من السياق هي ():

أ – السياق اللغوي.

ب – السياق العاطفي (الانفعالي).

ج – سياق الموقف (المقام).

د – السياق الاجتماعي (الثقافي).

وتعد النظرية بنموذجها الدلالي من النظريات العملية الأكثر تعلقاً بالنظام اللغوي، بل إنها بطريقتها الإجرائية في تحديد جملة السياقات وما يصاحبها من العوامل الخارجية مثل المقام والحال، تعد من أهم النظريات التي تصدت لدراسة (المعنى).

5 – النظرية التحليلية Componential Analysis of Meaning ( )

تهتم هذه النظرية بتحليل الكلمات إلى مكونات وعناصر. واتخذت هذه النظرية من (المحدد النحوي، والمحدد الدلالي، والصفة المميزة) أساساً ثلاثياً للتحليل التكويني للكلمات. فالمحدد النحوي يقوم بوظيفة التمييز بين دلالتين لصفة واحدة تأخذ إحداها في التركيب وظيفة (الفعلية) وتأخذ الأخرى وظيفة (الفاعلية). والمحدد الدلالي يقوم بتخصيص معنى شامل للتراكيب انطلاقاً من الدلالات الفردية للمورفيمات التي تؤلف هذا التركيب. والصفة المميِّزَة تشرف على التمييز الدلالي بإبراز العلاقات الحادثة بين الوحدات المميَّزة ().

إن تحليل الصيغة (الكلمة) إلى مكوناتها هو الذي يحدد مجالها الدلالي، وذلك من خلال تطابقها مع صيغ أخرى لها المكونات نفسها (). وتكمن أهمية هذه النظرية في طابعها التوظيفي إذ إنها تُسْتَخدم في الكثير من مجلات اللغة كالمجاز، والترادف، والمشترك اللفظي.

6 – نظرية الحقول الدلالية Semantic Fields Theory ( ):

وتُعْنَى هذه النظرية بتجميع المفردات في حقول أو مجالات دلالية، مع التوفر على دراستها لإبراز السمات المميزة لهذه المجموعات. فأي مجال دلالي يتكون من مجموعة من المعاني (الدلالات) المتقاربة، والتي تجمعها ملامح دلالية مشتركة (). ويرى أولمان أن الكلمة " مكانها في نظام من العلاقات التي تربطها بكلمات أخرى في المادة اللغوية " (). وتتمثل هذه العلاقات في ():

1 – الترادف Synonymy : إذا كانت الكلمتان تتضمنان المكونات نفسها، ولديهما عناصر تصويرية متماثلة.

2 – الاشتمال = العموم Hyponymy : وتكون أحد الكلمتين مشتملة على الأخرى وأعم منها.

3 – التضاد Antonymy ، وله أنواع هي:

أ – التضاد الحاد Antonymy : وهو التضاد غير المتدرج مثل (حي / ميت) فهما متقابلتان في الدلالة، ونفي أحدهما يثبت الآخر.

ب - التضاد المتدرج Graded Antonymy : وهو التضاد الذي يسمح بالتدرج بين طرفي التضاد، وليس نفي أحدهما مطلقاً مثل: (الصغير / الكبير)، (الساخن / البارد).

ج – تضاد التضايف: وهو نسبة بين (منطوقين) كل منهما مرتبط بالآخر مثل (الأب / الابن) فإن أحدهما لا يدرك إلا مع إدراك الآخر.

د – علاقة التنافر: وهو نسبة بين (منطوقين) يمكن اجتماعهما معاً في شيء واحد وفي زمان واحد. كذلك يمكن انتفاؤهما معاً في زمان ومكان واحد مثل (الطول / اللون الأبيض).

4 – علاقة الجزء بالكل.

وهذه النظرية بأساسها (التجميعي التصنيفي) تُعد منهجاً ملائماً لتفعيل منهج المقارنة بين المجموعات اللفظية في اللغة نفسها.

تلك هي أهم نظريات دراسة (المعنى) وما تشمله من أصول وتفريعات لهذا المصطلح اللغوي.

المصطلح الثاني: أقسام الدلالة ():

تقسيم المعنى في علم (الدلالة) يخضع لمبدأ عام مفاده أن القيمة الدلالية لأي وحدة معجمية لا يمكن اعتبارها دلالة (مستقرة ثابتة)، وإنما يخضع تحديد تلك القيمة لمجموع استعمالات هذه الصيغة في السياقات المختلفة. وتأسيساً على هذا فإن تقسيم الدلالة لابد وأن يخضع لمعايير تُراعي العلاقة بين (الدال = الكلمة) و (المدلول = المعنى)، هذه المعايير تتمثل فيما يلي ():

1 – اعتبار العُرْف.

2 – اعتبار الطبيعة.

3 – اعتبار العقل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير