تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجمالي والمعرفي للمصطلح من الحد البلاغي الخطى كما هو في البلاغات الكلاسيكية السائدة، إلى الحد التخييلي المنظومى البيني التشعبى، كما تجلى في الشعريات الحداثية وما بعد الحداثية،وقد حضر المؤتمر معنا البحاثة السعودي الدكتور عبد الله الفيفى، وناقشني في هذا الموضوع ضمن من ناقشني فيه من المفكرين العرب،وقد قدم في ذات المؤتمر الدكتور محمد غيث بحثا مطولا أيضا عن (الالتفات وتفاعل نظم الخطاب القرآني)،وفيه يجمع مفاهيم جمالية ومعرفية متعددة للالتفات من صيغة إلى صيغة (كما يرى ابن المعتز) أو نقل الكلام من حالة إلى أخرى (كما تصور ابن القيم في فوائده) أو بما هو مقولة بيانية دلالية (استنادا إلى السكاكي الذي يضعه في علم المعاني) بما يحقق توسعة جمالية ومعرفية للمصطلح تنحو به صوب ((وضعية الخطاب)) كما تنبأ عز الدين إسماعيل استنتاجا من تمام حسان، وبما يدفع مصطلح الالتفات ليشمل حركية النص كله كما تصور صلاح فضل، خصوصا إذا نظرنا للنص على أنه (مجموعة من الأنساق المتغايرة، والمترابطة ضمن وحدته الكلية كما يقترح كمال أبو ديب)).ولا أريد أن أطيل في هذا الباب الذي صار مطروقا مشاعا بين الباحثين العرب والغربيين أيضا: أقصد جماليات الشكل الطباعى أو جماليات التوزيع البصري للبناء الشعري، ولا أكون مبالغا إذا قلت بأنه ليس للشعراء ولا للنقاد العرب المعاصرين فضل في اكتشافه بل كان الشعر نفسه سباقا إلى تأسيس جمالياته التجريبية الخلاقة لمصطلح الالتفات بعيدا عن تنظيرات النقاد العرب القدامى والمعاصرين، لكن مفهوم النص البصري في الجماليات العربية أو قل كتابة وقراءة النص بصريا هو لون من ألوان التأثر المباشر بالشعريات الغربية، ولا يعنى هذا أية شبهة بالتقليل من قيمة الشعرية العربية فالجماليات بين الأمم تأثير وتأثر وأخذ وعطاء، ولكننا نلفت النظر النقدي إلى هذا اللون من الكتابة الجديدة الذي كان تأثرا مباشرا بالغرب الجمالي والمعرفي مما يعكس درجات متعددة من ألوان الاستجابة الجمالية العربية لحاجات روحية معرفية وحضارية أيضا،مما غير من أشكال بنية القصيدة العربية المعاصرة خصوصا هذا اللعب التشكيلي البصري وإفادته من مفهوم النص الكتلى الكتابي المفتوح كما هو معروف لدى (إمبرتو إيكو)،والذي فرق بين النص المغلق والنص المفتوح والمصطلحان يتقاربان ويتداخلان أيضا بمصطلحي (رولان بارت) عنالنص المكتوب، والنص المقروء) ويكاد يقترب مفهوم النص المغلق لدى أمبرتو إيكو من مفهوم النص المكتوب لدى رولان بارت وكلاهما يرى النص انفتاحا جماليا على كل ((احتمالات التفسير والتأويل والتأمل)،بما يضع القارئ في وضعية إبداعية إنتاجية جنبا إلى جنب النص الإبداعي نفسه، وهذه المفاهيم الجديدة تنطلق من فلسفة جمالية مغايرة لمفهوم الزمن واللغة والواقع، فاللغة ليست تعيينا ماديا للأشياء بل هي فاعلية وجودية نشطة تعبر باستمرار من الثابت إلى المتغير ومن النسبي إلى الكلى ومن ثوابت العرف إلى إمكانات اللاعرف، بصورة يتقاطع فيه الذاتي والموضوعي واللاموضوعى والتجريبي والاستشرافى في وقت واحد، في صورة تفرق جيدا بين مفهومين جد مختلفين هما (النص والأثر)،وقد شاع ذلك في الحقل الجمالي الثقافي العربي، وينقل (عمر أوكان) هذه الفروق المعرفية والمنطقية والجمالية عن الجماليات الغربية في كتابه (مدخل لدراسة النص والسلطة) فيرى أن ما يفرق بين النص والأثر هو: المنهجية التي ترى إلى الأثر بوصفه قطعة من مادة (فيشغل فضاءا فيزيقيا في المكتبة))،أما النص فهو حقل منهجي، فالأول تتناوله اليد أما الثاني فتتناوله اللغة) 2ـ الأجناس فما يحدد لنص خلافا للأثر هو الخلخلة: خلخلة الآراء .. خلخلة الذات الفاعلة في صلابتها وتشتيتها على جغرافية الصفحة، خلخلة اللغة عن طريق فض بكارة المعيار، إن النص يهرب دائما من التصنيف، هذه الخلخلة هي دائما: صدمة، بدعة، هزة، تبعثر) 3ـ التعدد فتعمد المراوغة والبعثرة والتشتت يقود حتما إلى تعدد المعنى 4 ـ السلالة: فإذا كان الأثر ينتسب إلى نوع أو إلى أب يملكه فإن النص يرفض ذلك ويثور عليه 5ـ القراءة: فقراءة النص إستهلاكية ذات بعد أحادى تقيد القارىء ... ما قراءة النص فهى سير حثيث يعمد إلى ممكنات الاكتشاف وإعادة الإنتاج، 6ـ اللذة: إن الأثر حسب وعى بارت عديم اللذة، أما النص فهو مشدود

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير