تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إلى اللذة من كل جانب إنه الفضاء الذي لا تعرف فيه لغة حاجزا عن أخرى وحيث اللغات تمر، تجرى، تدور، تنتقل))،وكل التصورات الجمالية والمعرفية السابقة تعيدنا إلى فكرة (جامع النص) لدى جيرار جينيت وهو كل ما يضع النص في علاقة ظاهرة أو سرية مع نصوص أخرى وذلك من خلال العلاقات عبر النصية المعروفةالتناص ـ النص النظير ـ ما وراء النص ـ النص الأعلى ـ جامع النص وهو ما يتضمن مجموعة من الخصائص التي ينتمى إليها كل نص على حدة، أصناف الخطابات ـ صيغ التعبير، الأجناس الأدبية، ويخلق النوع الأدبي المكتوب على ظهر الغلاف (أفق انتظار)،خاص يكون بمثابة المقود الذي يوجه عملية القراءة لدى المتلقى)،وكل هذه التصورات تقدم مفهوم الفضاء بعدا مركزيا في النص الحداثى وما بعد الحداثى، ودون أن نطيل أكثر من ذلك ونحن نكتب في جريدة سيارة لا في مؤتمر علمى متخصص، لكن كان لابد من الإطالة النسبية في تتبع أصول المفاهيم والتصورات حتى يطامن الأستاذ خالد الأنشاصى أو حتى أي ناقد عربى آخر من حدة الإعجاب بالذات النقدية فيظن أن ما قدمه من تصورات عن مفهوم الالتفات هي مفاهيم من بنات فكره أو على الأقل هو السابق الهادي إلى ما يقوله في السياق العربي دون الغربى (وهو ادعاء عربى عريض يأخذ مواقعه الإدعائية على كل المستويات الثقافية العربية)، وهو لا يشمل خالد الأنشاصى وحده بل معظم النقاد العرب المعاصرين ـ إلا من رحم ربى ـ فالقول النقدي عندهم على مكرور مستنسخ الحقيقة وهو كما يقول المتنبى ((فالقول قبل القائلين مقول))، وهذا يجعلنا نؤكد أن فكرة النص البصري هي فكرة كتابية، تبعد كثيرا بالثقافة الجمالية السمعية العربية التليدة عن مكونات الذوق العربي القديم والمعاصر معا، وبالطبع نحن لسنا هنا ضد التجديد، ولكننا لسنا مع التجديد الهارب إلى الأمام شكليا لا بنائيا ولا معرفيا ولا منهجيا، أو التجديد بمغامرات الآخرين وليس بقوة التأصيل الجمالى العربى النابع من الجدل الجمالى والمعرفى مع أشكال التراث الجمالى الخاص بنا، على العموم لا أستطيع أن أسلم ـ أنا أوغيرى من النقاد ـ بسهولة للأستاذ خالد الأنشاصى ولا لغيره من النقاد أيضا فى دعواهم العريضة بابتكار نظرية جديدة فى الأدب العربى المعاصر، أو حتى فى أى مساق ثقافى من مساقات الحضارة العرية المعاصرة، ـ فكيف لك أن تأتى بنظرية نقدية عربية فى واقع جمالى عربى يرتهن فى معظم مقولاته المعرفية والمنهجية والجمالية ـ بل المنطقية ـ للثقافة الغربية المعاصرة ـ ولك أن تنظر أيها القارىء الكريم إلى المحاولات النقدية الجادة والأصيلة التى قارب بها بعض الباحثين العرب المعاصرين هذه الأزمات المنهجية على مستوى المصطلح والثقافة والنص والإجراء والنظرية، والمطلع على كتاب الدكتور المغربى محمد الدجمومى ((نقد النقد وتنظير النقد العربى، المغرب، منشورات كلية الآداب بالرباط، ط1، 1999،ص100) يقدر هذا الجهد العلمى الرصين فى رؤيته لأزمات خطاب نقد النقد فى ثقافتنا الجمالية المعاصرة وكيف توصل الباحث إلى أن معظم آليات نقادنا فى التعامل مع النص الشعرى العربى المعاصر كانت خاضعة للارتهان للمثاقفة الجمالية والمعرفية الغربية لا العربية، ففى غيبة الفلسفة الجمالية الرصينة للزمان العربى، خضعت آلياتنا النقدية فى الأغلب الأعم لآليات جمالية مرتبكة وهشة ومتناقضة ومفككة ينقصها العقل النظرى العربى الأصيل فى المنهج والرؤية والتأصيل ويحصر الناقد المغربى: محمد الدجمومى، أوجه التسلط المنهجى فى خطابنا النقدى المعاصر فى الآليات الآتية:: (الترجمة – الاقتباس – النقل – الاستعارة – الانتقائية – الاحتذاء – المقارنة – الإقصاء – التلفيق – الادعاء – الاعتذار – التحول).وهناك دراسات أخرى جادة وأصيلة تعرضت لمفاهيم نقد النقد فى الخطاب النقدى المعار ومنها دراسة الدكتور مصطفى الكيلانى: الذى كشف عن تخبط المقاربات المنهجية فى الخطاب النقدى العربى المعاصر، فى كتابه المهم ((نداء الأقاصى: القصيدة والتأويل))،دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة، تونس،2004وانظر أيضا: دراسات الناقد المفكر السعودى. سعد البازعى: بين متن النقد وهامشه، شكرى عياد وقلق التأصيل، النقد الأدبى على مشارف القرن، النقد والممارسة النقدية، أعمال المؤتمر الدولى الثانى للنقد الأدبى، القاهرة، نوفمبر 2000،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير