ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 09:50 م]ـ
يَقُوْلونَ زُرْ حَدْراءَ والتُّرْبُ دونَها = وكَيْفَ بِشَيءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقَطَّعا
يبدو أن مثل هذا الرثاء ليس إلا من باب الاستهلال للغرض الرئيسي وهو الهجاء.
ـ[أنوار]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 09:51 م]ـ
الأخت الفاضلة أنوار:
النص حمال أوجه ..
وهذه من جماليات النص الأدبي، إذ يتيح لقارئه أفقاً واسعاً رحباً يجول فيه بخياله في حدود وأطر معينه.
وأحترم وجهة نظركوما فيها من قراءة وتتبع للمعطيات , ولكن _في رأي القابل للأخذ والرد _ أن مجموعقول الشنفرى هو رفض ملازمة المرأة ومطالعته في ما يعتري المرء من أمور سواء عن جهلأو غير جهل ,ولا نجد في ما طرحه أيضا ما يحتمل قبول المشورة في سياق دون آخر , فالظاهر _والله أعلم_ أنه رفض من أصله ....
على العموم, ومما يدخل تحت المعنى الشنفري السابق أيضا قول الأخطل في هجاءجرير:
النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا
.................. وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ
وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم
.................. وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيارِ
وقول جرير:
فَيسَ البَراجِمِ شَرُّ الخَلقِ كُلِّهِمُ
.................... أَخزاهُمُ رَبُّ جِبريلٍ وَميكالِ
الظاعِنونَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم
.................. وَالخافِضونَ بِدارٍ غَيرِ مِحلالِ
ولازال الموضوع في حاجة لمداخلات الأخت الفاضلة ومعارضاتها.
لن أفند كل قول على حده، ولكن سأعمد إلى قول مجملٍ من جانبين:
الأول سيكون وجهة نظر مرتكزة على قراءات سابقة:
وهي أن النص وحدة متكاملة، فإن أراد القارئ الحصيف الوقوف على نص معين وحتى ينصف ذلك النص، لابد أن يقدم له قراءتين ..
الأولى خارجية:
يعمد فيها للمنهج التاريخي والنفسي والاجتماعي.
والأخرى داخلية:
يعمد فيها للغوص في أعماق النص .. والإحساس بمزية التآخي بين الكلمات .. ولا نغفل هذا الجانب، إذ وحدة السياق وفكرة النص وموضوعه كلاً متكاملاً
لا ينفك أحدهما عن الآخر ..
وهنا تحضرني قصة عمر بن لجأ عندما قال لأحد الشعراء: أنا أشعر منك، قال وبم ذاك؟ قال: لأني أقول البيت وأخاه، وأنت تقول البيت وابن عمه ..
وقول أحدهم:
وبات يَدْرس شعراً لا قران له.
وقول خلف الأحمر:
وبعض قريض القوم أبناء علةٍ ...... يكدُُّ لسان الناطق المتحفِّظّ
هذا من جانب النص نفسه، فكيف بجانب النقد .. إذ يتاح للناقد حرية إبداء الرأي ولكن لابد أن يكون ضمن حدود معينة تحكمها ظروف الشاعر النفسية وغرضه الأساسي من نصه.
.................................
والثاني وجهة نظر شخصية ..
إذ أن الشعراء في مدحهم يعمدون غالباً للفضائل النفسية، والعكس حال هجائهم فهم يعمدون إلى النقائص النفسية ..
وبما أن الرجل امتاز بصفات نفسية كان أبرزها وضوحا الشجاعة والقوة .. فإن أهم سمات المرأة الضعف والخوف .. ولا يعيب المرأة إن اتصفت بصفة من صفات الرجل .. والعكس صحيح ..
وفيما روي أن أحدهم في العصور الأول، كان يقاتل فارساً مدرعاً، وفي أثناء القتال علم أن هذا المقاتل امرأة، فألغى السيف وتنحى جانباً .. فقيل له: لمَ لم تقاتل وهو من صفوف الأعداء، قال: إن قتلتها قالوا: قتل امرأة .. وإن قتلتني قالوا: قتلته امرأة.
.........................................
ولفت نظري أمراً لدى العرب الأوائل ..
قيل أن العرب كرهت في المرأة صفتين:
الشجاعة والكرم.
وجحدتُ هذه المقولة .. وظننتُ أنها قد تكون نقلاً غير صائب من الرواة ..
فلم أصدق أن أولئك العرب الذين تحلوا بفضائل الصفات ومعاليها، لديهم هذا الاعتقاد.
وطرحت هذا السؤال على سبيل الاستفسار في الشبكة .. وأتتني إحداهن بجوابٍ مفحم مقحم من مصدره .. بصواب المقولة ..
إلا أني لن ألتفت إليها وإن توثقت بعشر مصادر.
ـ[هكذا]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 12:11 ص]ـ
الأخت الفاضلة أنوار ,جزاك الله خيرا
وعلى مجموع ما ذكرت ,فالقراءة الخارجية ونحن أمام مجتمع جاهلي ومع صلعوك يجوب الصحاري وقد قتل تسعا وتسعين نفسا ... فهل من الممكن أن في البيت السابق توجيه من لدن الشنفرى يحدد فيه المشورة المقبولة من المرأة متى تكون ومتى لا تستحب؟ خصوصا وأن البيت ومن الناحية الداخلية كما أشرتِ في معرض الذم ,وفي سياق صفات مذمومة"في نظر الشاعر" ينفيه عن نفسه ومن ضمنها مطالعة المرأة في شؤونه وأحاوله.
حقيقة يجب أن نعترف ان رفض مشورة المرأة قيمة عربية جاهلية وإن كانت خاطئة , وقد جاء في كتب الأدب أنه "لما مات لعبد الملك ابن فجاءه ابنه الوليد فعزاه، فقال: يا بني، مصيبتي فيك أكبر من مصيبتي بأخيك، متى رأيت ابناً عزى أباه؟ فقال: يا أمير المؤمنين أمي أمرتني بذلك. قال: هو من مشورة النساء.
وبيت الشنفرى يحقق هذه القيمة ويعززها دون استثناء أو توجيه كما يظهر
والله أعلم
¥