تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تحققت من هذا القول استنادا إلى الدكتور محمد العلمي في إحصائه للزحاف في دواويين الشعراء الجاهليين، لأجد أن امرأ القيس قد قبض مفاعيلن في حشو الطويل أربعا وثمانين مرة، بينما قبضها النابغة اثنتين وعشرين مرة، وزهير أربعين مرة، والأعشى خمسا وثلاثين مرة. أضف إلى ذلك أن امرأ القيس كف مفاعيلن في الطويل أربع مرات، ولم يكفها أحد من الشعراء الثلاثة المذكورين مرة واحدة. أفلا يكون امرؤ القيس أيضا هو قائد لواء الشعراء إلى جحيم الزحاف.

وختاما، أقول لأخي أحمد إنك لم تدخل معترضا، فهذا المنتدى منتداك تحل فيه أيان شئت، ولذا فلم يحن لك الأوان بالانصراف بعد.

أستاذي الفاضل والعروضي الواصل / سليمان أبو ستة

لا أدري ما أقول لك سوى أنْ أحسن الله إليك كما أحسنت ظنك بهذا التلميذ الشادى، وأنْ رفع قدرك كما رفعت من كلامه الانطباعي حتى وثقته بالتأصيل العلمي المحرَّر، ووصلته بالنتائج العلمية الكبرى. أما تلميذك الشادي فلم تكن مهمته أكثر من إثارة التساؤلات بحثا عن إجابات وبعث النظرات وصولا إلى النظريات.

وقد قرأت مداخلتك الثرية أكثر من مرة فألفيتني أمام مقدمات تصلح لأن تكون نواة لعمل علمي جبار قد يحدث تغييرا مهما في خارطة علم العروض (الإنشاد).

وكما ظهر لي من كلامك الدقيق فإن هناك إشارات مهمة لبعض نقادنا القدماء المتميزين تدعو إلى نظرات أخرى في نظرية النغم والإنشاد في الشعر العربي، وكم سيكون رائعا لو عرضت هذه النظرات بمزيد من البسط مع التطبيق على الشعر الجاهلي خاصة، ولا بأس بعقد المقارنات بغية الوصول إلى استنتاجات مهمة في هذا الباب.

كلمة أخيرة أستاذي الكريم: لا أخفيك إنني معجب بتوجهك المنهجي في البحث العلمي؛ فلا يخفى عليك ما أصيبت به دراساتنا الأكاديمية ـ لا سيما اللغوية منها والأدبية ـ من الدوران حول الحلقات المفرغة؛ فاكتفت من القديم بما عرفت أو بما عُرِّف لها. وها هي اليوم تتجه إلى الدراسات الحديثة؛ ولمَّا تقض بعدُ حق تراثها. ورب إشارة واحدة من ناقد أو لغوي قديم ـ كالإشارات التي عرضت لها في مداخلتك العبقرية وغيرها ـ أقول: رب إشارة واحدة أغنت عن دراسات كثيرة مما امتلأت به المكتبة الحديثة. وكل ذلك ـ لا شك ـ إنما هو عائد إلى تلك المنهجية المحكمة التي كان عليها أسلافنا العظماء.

وأرجو ألا يفهم من كلامي أن نعطِّل عقولنا أو نلجم دواعي أذواقنا؛ أو نترك الحديث لحداثته، كلا! ولكن أن نقيس الأمور بميزان العدل والإنصاف ونعرف لكل ذي حق حقه، وأن نحفظ للمتقدم فضله. فإن الله أكرمهم بمزيد العقل والفضل. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. والله تعالى أعلى وأعلم

والحمد لله رب العالمين

ـ[الباز]ــــــــ[09 - 04 - 2009, 08:55 م]ـ

مع أن أساتذتنا الكرام لم يبقوا لقائل بقية فقد ارتأيت أن أورد اقتباسا للدكتور مصطفى حركات لعله لا يخلو من فائدة:

http://www.monsterup.com/upload/1239296656332.gif

-----

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[10 - 04 - 2009, 09:05 م]ـ

أخي وأستاذي الفاضل أبا يحيى

إن التلميذ الشادي الذي لم "تكن مهمته أكثر من إثارة التساؤلات بحثا عن إجابات وبعث النظرات وصولا إلى النظريات " هو في واقع الأمر عالم محنك كبير وإن تزيا بزي التلاميذ؛ ذلك أن إثارة التساؤلات هي من سمات العلماء، وكذلك من سماتهم التواضع فيما نعلم.

لكنهم، وأعني العلماء، قد يبالغون في المجاملة حتى ليقول الواحد منهم " فألفيتني أمام مقدمات تصلح لأن تكون نواة لعمل علمي جبار قد يحدث تغييرا مهما في خارطة علم العروض (الإنشاد) ". وحقا إنه لعمل علمي جبار لو نهض به جمع من العلماء في مختلف التخصصات ما بين عروض وموسيقى ولغة ورواية. ولقد نظرت في عروض الخليل فرأيته قد أغفل كثيرا من الروايات التي كانت متداولة في زمانه، ولم نجد أحدا جمع هذه الروايات دفعة واحدة مثلما وجدنا الدكتور محمد العلمي يضطلع بجمعها ويقدمها لنا موثقة الأسانيد في رسالته للدكتوراه وعنوانها "عروض الشعر العربي – قراءة نقدية توثيقية"، الأمر الذي وفر لنا قاعدة بيانات ضخمة تحتاج منا جميعا أن ننهض بدراستها والبحث في مكنوناتها ما بين ظواهر إيقاعية لم يلتفت إليها الخليل أو ملامح من سوء الرواية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير