تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مفهوم الخطأ الجوهري (محاكاة الشاعرلشيء مستحيل فيعجز عن ذلك) (4)

وأوضح ابن سينا أن المحاكاة في الشعر عنده هى الكلام و اللحن و الوزن وأن للمحاكاة تلذذا يقول " و الدليل على فرحهم بالمحاكاة أنهم يسرون بتأمل الصور المنقوشة للحيوانات الكريهة والمتقذر منها ولوشاهدوا أنفسها لتنكبوا عنها " (5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

1 – نفس المصدر ص 168

2 - انظر قضايا ونصوص نقدية: د/ سعد عبد العظيم ص 54 دار الهاني

3 - فن الشعر ص 183

4 - انظر قضايا ونصوص نقدية: د/ سعد عبد العظيم ص 56 دار الهاني

5 - فن الشعر ص 192

(7)

وتجدر الإشارة هنا إلى قضية هامة جدا وهى أن ابن سينا ذكر لنا في ترجمته لكتاب فن الشعرأن أرسطو كان مقصورا على الأدب اليوناني فقط في حديثه عن الشعر، وعلى ذلك لم يتورط ابن سينا في تطبيقه للشعر فكان يعلم أن كل ما جاء في كتاب الشعر لا يصلح تطبيقه على الشعر العربي

" إذ أكثر ما فيه اقتصاص أشعار ورسوم كانت خاصة بهم ومتعارفة بينهم يغلبهم تعارفهم إياها عن شرحها وبسطها " (1)

ويلمح ابن سينا بدقة الفرق بين الشعر العربي، والشعر اليوناني على نحو يدل على أنه يعي طبيعة كلا منهما، فيقول في طبيعة الشعر اليوناني:

" و الشعر اليوناني إنما كان يقصد فيه في أكثر الأمر محاكاة الأفعال و الأحوال لا غير " (2)

ويقول في طبيعة الشعر العربي:

" وكانت العرب تقول الشعر لوجهين أحدهما ليؤثر في النفس أمرا من الأمور تعد

به نحو فعل وانفعال و الثاني للعجب فقط فكانت تشبه كل شيء للتعجب بحسن

التشبيه وأما اليونانيون فكانوا يقصدون أن يحثوا بالقول على فعل أو يردعوا

بالقول عن فعل وتارة كانوايفعلون ذلك على سبيل الخطابة وتارة على سبيل

الشعر فلذلك كانت المحاكاة الشعرية عندهم مقصورة على الأقاويل و الأحوال و

الذوات من حيث لها تلك الأفاعيل و الأحوال " (3)

يقول ابن سينا نهاية تلخيصه وترجمته لكتاب فن الشعر

"هذا هو تلخيص القدر الذي وجد في هذه البلاد من كتاب الشعر للمعلم الأول وقد بقى منه شطر صالح ولا يبعد أن نجتهد نحن فنبتدع في علم الشعر المطلق وفي علم الشعر بحسب عادة هذا الزمان كلاما شديد التحصيل و التفصيل " (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

1 - فن الشعر ص 187

2 - نفس المصدر ص 188

3 - نفس المصدر ص 188

4 - نفس المصدر ص 198

(8)

النقد عند ابن رشد

يعد ابن رشد واحدا من الفلاسفة الذين ترجموا كتاب (فن الشعر)، و يعتبر أيضا الوحيد الذي اختلفت ترجمته عن باقي الترجمات والشروح، فقد لوحظ عليه سوء الفهم للمصطلحات الواردة في الكتاب، ورأى البعض أنه أخطأ في ترجمته؛ وذلك يرجع إلى تخلصه من الأمثلة التي أوردها أرسطو للنصوص الأدبية اليونانية واستبدلها بالنصوص العربية من شعر وآيات قرآنية، وهذا هو ما جعل الكثير من النقاد و الباحثين وأنا معهم أن نظن أن ترجمة ابن رشد لكتاب أرسطو عبارة عن كتاب مستقل تمتزج فيه أقوال أرسطو مع أقوال ابن رشد.

يعتبر ابن رشد المحاكاة هي العمود والأساس في المديح، وريط بين المحاكاة و التشبيه حيث قال:

"والتشبيه والمحاكاة هي مدائح الأشياء التي في غاية الفضيلة " (1)

وأن المحاكاة عنده ترادف التخييل، بمعنى أنها ستظل محصورة في نطاق الصور الحسية التي يغلب عليها التشبيه، تليه الاستعارة القائمة على التشخيص، يعدها أيضا من أنواع المحاكاة (2)

يقول ابن رشد " والأقاويل الشعرية هي الأقاويل المخيلة، وأصناف التخييل ثلاثة، اثنان بسيطان وثالث مركب منهما، أما الاثنان فأحدهما تشبيه شيء بشيء وتمثيله به، والقسم الثاني هو أن يبدل التشبيه، والصنف الثالث هو المركب من هذين (3)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير