تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تأتي المحاكاة مقترنة بالتخييل، فيصبح كل منهما متمما للآخر، فيشملان معا معنى التصوير، أو ما قد يتضمن معنى التأليف الشعري عامة؛ يوحي بذلك قوله: "ويجب على الشاعر أن يلزم في تخييلاته ومحاكاته الأشياء التي جرت العادة في استعمالها في التشبيه، وألا يتعدى ذلك طريقة الشعر (4)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

1 - ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 121

2 - ينظر المصدر السابق 122

3 - نفس المصدر

4 - نفس المصدر 112

(2)

والمحاكاة الشعرية عند ابن رشد تكون من قبل ثلاثة أشياءالوزن، واللحن، والكلام، والتخييل، والمحاكاة في الأقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة أشياء: من قبل النغم المتفقة، ومن قبل الوزن، ومن قبل التشبيه نفسه وقد تجتمع هذه الثلاثة مع بعضها وهذا الذي يوجد في الموشحات و الأزجال وقد توجد كل واحد منها مفردا مثل وجود النغم في المزامير، والوزن في الرقص، والمحاكاة في اللفظ (1).

ابن رشد جعل الشعر يقوم على عنصريين مهميين جدا وهما المحاكاة و الوزن؛ ليميز بهما الشعرعن النثر، وصنع مقابلة بين التراجيديا (المأساة) اليونانية، والموشحات والأزجال الأندلسية.

وبمناسبة المقابلة التي وظفها ابن رشد بين التراجيديا اليونانية والأزجال الأندلسية، فالشيء بالشيء يذكر فلا ننسى في هذا المقام أن نذكر قضية مهمة جدا آثارت جدلا كبيرا بين النقاد و الباحثين حول كلام ابن رشد المتعلق بالأمور الطبيعية التي توجد للأمم الطبيعيين، ووصف الأمة العربية بأنها أمة غير طبيعية فهذه القضية أحتاجت إلى تأمل كبير من قبل الباحثين، فنجد مثلا محمد خلف الله أحمد طرح تساؤلا عن هذه المقولة مثله مثل كثير من النقاد أراد أن يستفسر، ويعرف ما المقصود بمقولة ابن رشد يقول:

" أيريد بها كونها على درجة معينة من البدائية والفطرية؟ أم يريد بها تلك الأمم قبل أن تتأثر بتشريع سماوي أو أحوال اجتماعية طارئة؟ لاحظ أن هذا الأمر في حاجة إلى مزيد من البحث " (2)

ومن الباحثين أيضا الذين رصدت لهم بعضا من أفكارهم حول موقفهم من ابن رشد (عباس أرحيلة)، الذي حاول أن يكشف عما تحمله عبارة ابن رشد من غموض، وكان كلامه يرتكز على عدة أشياء منها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

1 - ينظر ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 60 - 61.

2 - محمد أحمد خلف الله، بحوث ودراسات في العروبة وآدابها دار الشروق، 145

(2)

1 - ابن رشد ينظر إلى الشعر على أنه لحن ووزن وتشبيه، وهذا مشترك بين جميع الأمم، وهو موجود في الموشحات والأزجال. أما الأشعار الأخرى للعرب فليس فيها لحن وقد تجتمع هذه الثلاثة بأسرها مثل ما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى الموشحات والأزجال إذ كانت الأشعار الطبيعية هي ما جمعت الثلاثة أمور، والأمور الطبيعية إنما توجد للأمم الطبيعيين…" (1)

2 - "الشعراء اليونانيون يعتمدون في تأليف الخرافة على الأمور الموجودة، أو على الأمور الممكنة الوجود، والعرب يفضلون الأمثال والقصص من الأمور المخترعة الكاذبة ويقول الدكتور عباس والشعر اليوناني أقرب إلى الفلسفة من صناعة اختراع الأمثال، فهم تجنبوا الأمور المخترعة، أما أشعار العرب فجاءت بعيدة عن الفلسفة؛ لأن اليونان اعتنوا بالكليات فمالوا إلى الفلسفة، لذلك كانوا طبيعيين. أما العرب فاهتموا بالجزئيات، لذلك ابتعدوا عن الفلسفة، فلم يكونوا طبيعيين ... (2)

3 - لاحظ ابن رشد أثناء حديثه عن التراجيديا اليونانية (صناعة المديح عنده)، أن كثيرا مما أتى به أرسطو في هذا المجال خاص باليونان. وقد ورد بعضه في الكتب الشرعية عند المسلمين،

يقول ابن رشد: "وذكر فروقا بين صناعة المديح/وبين صنائع الشعر الأخرى عندهم وخواص تختص بها تلك الأشعار الأخرى في الأوزان والأجزاء والمحاكاة والقدر، وأن هاهنا أوزانا هي أليق ببعض الأشعار من بعض" (3)

ثم يضيف كذلك، أن كل ما ذكر خاص باليونان وغير موجود مثاله عندنا. إما لأن ذلك ذكر غير مشترك للأكثر من الأمم، وإما لأن طبع العرب لا يقبله وهو الرأي الأقرب إلى الصواب في نظر ابن رشد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي منشورات كليةالآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1999م،ص 928

2 - ابن رشد، تلخيص كتاب الشعر، تحقيق محمد سليم سالم، 57

3 - عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي، 928.

(3)

وابن رشد يلوم أرسطو كما يعرض عباس أرحيلة وهو ما ذهب إليه محققا التلخيص، من "أن ابن رشد بإثباته أن اليونان وأهل الأندلس من الأمم الطبيعية، ونفيه أن يكون العرب منهم، إنما يشير به ابن رشد إلى أن العادات الحضرية عند الأولين، تساعدهم على الانتقال إلى مرحلة تكوين الأمة، وعاشوا مجموعات كبيرة، ولم يقوموا شأن العرب قبائل وعشائر. ورجح المحققات أن يكون ابن رشد قد جعل الأمة العربية غير طبيعية، بسبب إصراره الشديد على الآثار الأخلاقية والتربوية والسياسية للشعر (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

1 - ينظر عباس أرحيلة، الأثر الأرسطي، 929

** أرجو المعذرة فقد كتبت الموضوع في صفحة Word أولا ثم قمت بنسخه مباشرة.

** هذا الموضوع ليس إلا إشارات بسيطة جدا أنصح طالب العلم ألا يقف عندها كثير بل يجعلها إن شاء عونا له فقط وحافزا لتكملة ما يبحث عنه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير