تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمرافدة في معناها اللغوي هي: الممانحة بعطاء (3) , يقول الزمخشري في أساس البلاغة: ومانحني ممانحة، وهي المرافدة بعطاء (4) ,وهذا المعنى قريب جدًا؛ لأن المرافدة في مسابقات مالية لن تكون _في الغالب_بدون عطاء, ولربما يكون من دوافعها في زمن (صوّتوا لشاعركم) ما يسمى في عصرنا (بالوجه الإعلامي) , فيتقدم للمسابقة الشاب الغض, ويخلفه في القبيلة الرجل الصالح:يكتب له من الشعر ما استطاع, ويمارس لصالحه السمسرة الشعرية, ويهيّج عبر رسائل الـ ( sms) والمواقع الكترونية الجماهير, والعار العار يا مضارب بني (مخ الناقة) إن لم تقتطعوا من قوت أبنائكم وعلف دوابكم الحصة الأكبر وترسلوها عبر الـ ( sms) لمن ظلموا شاعركم! وعندها ترسل الأموال للظالم نصرة للمظلوم!!! وهذا الدافع (للمرافدة) يخلق تناصا مع روية الشاعر الشهيرة في الأدب الأوربي, ولكن بشكل يميل إلى الكوميديا ودواعي تختلف إلى حد كبير, إلا أن الوسيلة فيها نسبة متقدمة من المشابهة. (5)

والمرافدة في معناها الاصطلاحي، وكما عرفها الحاتمي هي: أن يتنازل الشاعر عن بعض أبيات له يرفد بها شاعرًا آخر؛ ليغلب خصما له في الهجاء. (6)

ونلاحظ أن الحاتمي وضع تعريفه متكئًا على دافع من دوافع المرافدة وهو: الخصومة والهجاء، كما فعل الفرزدق نصرة لعمر بن لجأ التيمي، ضد جرير عندما أعانه بقوله ردا على جرير كما أورد الحاتمي في الحلية:

لقد كذبت وشر القول أكذبه ...... ما خاطرت بك عن أحسابها مضر

فقال جرير: هذا شعر حنظلي , هذا شعر العزيز_يعني الفرزدق_ رفدك به. فلما ذهب قول جرير للفرزدق، ضحك حتى ضرب الأرض برجليه ثم قال:

وما أنت إن قرما تميم تساميا ...... أخا التيم إلا كالوشيظة في العظم (7).

والحقيقة أن الدافع آنف الذكر غير متأتي في المسابقات الشعرية إلى حد ما, ولكن هناك دوافع لم يوردها الحاتمي في تعريفة وشواهده, ولربما لعدم وجودها في عصره , كما أن تعريفه يقنن المرافدة في بيت أو بيتين وفي غرض واحد, فهل احتفظت المرافدة بكلاسكيتها من ناحية الرفد في بيت أو بيتين فقط في عصر (صوّتوا لشاعركم) أم أنها رغبت عن ما قننه لها الحاتمي؛ وأصبح الرفد بقصائد تماشيًا مع الواقعية (العشائرية)!!!.

إلى هنا نخلص إلى أن الكثير في مجالهم لا تخفى عليهم خافية وأهل الشعر يعرفون وكما قال جرير: (من كانت قصائده اجتلابا) , أضف إلى ذلك أن المناهج النقدية تعطي قرائن متقدمة في كشف مثل هذه السلوكيات_خصوصًا_ المناهج التقليدية، والتي تصب جل اهتمامها على المرسل ,ونخص منها المنهج الاجتماعي والمنهج التاريخي, و اللذين صاحب دخولهما مع الدكتور طه حسين إثارة قضية مشابهة إلى حد كبير. (8)

وفي الختام أودُّ التنبيه إلى أن كشف مثل هذا الأمر من لدن القائمين على البرامج قد يكون مستبعدا حيال من صنعوهم؛ لأن في كشفهم ضربًا للمصالح المادية والتي تتضح أهميتها عند القائمين على تلك البرامج، ولربما يحمل النجم المكذوب إلى كشف أمور لا يعلمها المصوّت المخدوع ,كما أن كشف ذلك من أصحاب الفكر العشائري من سابع المستحيلات؛ لأنهم يرونه إساءة للقبيلة، ويتناسون أن الإساءة الأكبر للقبيلة هو إقحامها والتلاعب باسمها وتكريسها لمصلحة الغير!!! ليبقى الغش متفشيا حتى في الأدب والتخلف حليفنا.

ــــــــــــــــ

الحواشي:

1 - رسائل الجاحظ, كتاب القيان ج2ص155 - 156, ت هارون, ط1دار الحيل.

2 - خطاب الحداثة في الأدب, الأصول والمرجعية ,د. جمال شحيد ص82ط1دارالفكر.

3 - تاج العروس مادة منح بتصرف.

4 - أساس البلاغة مادة منح.

5 - روية ((الشاعر)) للأديب الفرنسي إدمون روستان.

6 - تاريخ النقد الأدبي عند العرب, د إحسان عباس ص251ط1دارالشروق.

7 - من حلية المحاضرة ,مظهر الحجي ج2ص341 - 342ط الثقافة السورية 200.

8 - المقصود قضية الانتحال, ومدى الاختلاف بسيط جدا حيث أن الراوي في الانتحال

ينحل الأموات, والسمسار في زمن (صوتوا لشاعركم) ينحل الشاب الغض

وختاما:

الموضوع منشور في صحيفة عكاظ على الرابط:

http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100101/Con20100101324108.htm (http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20100101/Con20100101324108.htm)

.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 09:05 ص]ـ

أي عمود عكاظي يستوعب كل هذه الكلمات

يبدو أنك أرسلت المقال وقد هموا بشغل الصفحة بإعلان خيري

بمعنى آخر (عندهم أزمة كتّاب):)

يا صفيح مالك غير الفصيح

ربما نعود للنصرة فأنا معك فيما قلت قلبا وقالبا

صديقك الحميم

الجبلي

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[01 - 01 - 2010, 09:26 ص]ـ

هكذا لم يعد هكذا

ما فائدة الاسم المستعار؟

مقالك أصاب كبد الداء وسيوجعه لو كان لدينا قراء , لكن لدينا من يأتي إلى عكاظك المطوية وأنت تفطر في العمل ليفتحها وينتف منها صفحة الرياضة وآخر ..............

لتنهي البيض بالجبنة وما بقي لديك من صفحات في يد شخص يقرأ العناوين على عجل:)

كل هؤلاء يمرون على مقال رائع كالذي كتبه الأستاذ مشعل البراق مرور اللئام بحارة الأيتام ....

ويبقى البراق ومؤيديه وشاعر المليون ومستثمريه

والغلبة لأكثرهم صبرا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير