تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيه.

تبقى داليا وحيدة في كندا فتقرر العودة إلى الوطن، وبالفعل تسافر إلى فلسطين وتحط طائرتها في تل أبيب ومنها تذهب إلى القدس حيث تستغرق في وصفها وفي وصف التغييرات التي اعتمرت الأماكن بشكل عام، فالمستوطنات كثرت ووجود الجدار زاد من دهشتها، تذهب داليا إلى حي قديم في القدس تعرف أن عمتها أم وائل كانت تسكن فيه، فتقصده فتجده فارغا بعد مغادرة عمتها إلى العيش في جنين، ومفتاح البيت يكون بحوزة جارتها"أم أنوار" التي خافت عليه من استيلاء المستوطنين، فتسكن فيه داليا وتتعرف إلى جاراتها العربيات وتنسجم معهن طيلة إقامتها في بيت عمتها، وتذهب مع أم أنوار وتتعرف على القدس، أسواقها وأحيائها وسكانها ومناطقها وحاراتها، وتشعر بسعادة لا تضاهى وتستغرق في وصف هذه المدينة، حتى أنها تنسى مودي الذي غابت عنه فترة طويلة، حتى تذكرها هو وعاد إليها وفسر سبب غيابه بأن بريده الالكتروني قد سرق، ومودي عاد إليها بشوق وحب شديد، حيث إنه حاول نسيان داليا فلم يستطع وصارحها بذلك، وذلل العقبات أمام حبهما، وهي شعرت بالسعادة لذلك.

وفي خضم هذه الأحداث يخطر لداليا الذهاب إلى غزة لرؤية أبيها، لكنها منعت من ذلك، وهي ترى في ذلك تحطيما لها حتى أنه أغمي عليها ولم تستفق إلا على أيدي الجارات.

وبعد الاستفاقة من فجعتها، تذهب إلى المدرسة اليهودية لرؤية ابنها ديفيد الذي تركته صغيرا، فتفاجأ بزوجها السابق، ويستغرب وجودها في المدرسة وعند معرفته السبب يخبرها انه منع ابنها من رؤيتها، فتعود خائبة، فما تلبث وتذهب إلى مكان مدرسته الجديد في تل أبيب فترى ابنها، ولكن جرحها كان أعمق حيث إنه رفض التعاطي معها كونها عربية، واستاء من وجودها ودعاها إلى الخروج من المدرسة، واكتفى بعدم استدعاء رجال الأمن لوجود امرأة عربية في المنطقة!

تعود أدراجها إلى القدس حاملة أعظم معاني الحزن والأسى، لكن رؤية القدس تريحها فهي رائعة المدن.

وفي هذه الأثناء يدخل مودي الدردشة ليعلن موقفه من علاقته بداليا، ليبين لها صعوبة التعايش مع هذا الحب ويطلب رخصة الانسحاب منها، تُجرح داليا أكثر وتصدر الأحكام الكثيرة على الشباب، أنانيون، مزاجيون نخاسون ....

وهي بدورها تفصل حاسوبها من الكهرباء لتقطع التواصل معه.

وبعد مرور أيام يصلها مرسال من أبيها يطمئن عليها، تطير فرحا وبكاء لسماع أخباره وبأنه ما يزال يتذكرها.

بعد ذلك تعرف جارتها بطريقة ما أنها يهودية فتستاء لذلك وتطلب منها الرحيل وتهجر داليا لأيام معتقدة أنها اتخذت الجارات أضحوكة وما شابه، لكن داليا ترفض، وتتمسك ببيت عمتها وبعد نقاش طويل تهجر أم أنوار داليا لأيام، ثم تعود الجارة نادمة معتذرة ومحتضنة لداليا مرة أخرى.

تعيش داليا حالة من الصدمات المتتالية وشعورا من الضياع، مع قليل من الأمل، تخرج ليلا لتسرح في معالم القدس تتغنى بها وتعود إلى ذكرياتها، يصيبها نوع من الشرود الذهني لتلقى نفسها بين ذراعي حارس ليلي أشفق عليها فيكون صديقا جديدا لها تسهر معه على الطرق وتعد القهوة له.

مرة أخرى يعود مودي إلى داليا ولكن هذه المرة تطلب منه داليا أن لا يتورط في حب مستحيل، وتخبره أنها تود القدوم إلى نابلس فيخبرها باستحالة ذلك لصعوبة الطرق، وفي الوقت نفسه لم يبد سروره من الفكرة، ومن ثم يصارحها بأنه وقع في حب ابنة عمه، ويطلب من داليا الدعاء له بالتوفيق، صعقت داليا بدورها من الخبر وتركت نافذة الدردشة مسرعة إلى السرير.

تتوالى الأحداث لتصل رسالة أخرى من غزة فيها خبر وفاة والدها، وهي من زوجة أبيها ولتعتذر لها عن عدم إيصال أي رسالة لأبيها منها كي لا تعيد له ذكرياته القديمة. وهنا تقع داليا مصدومة من موقف زوجة أبيها. وتعود حاملة أحزانها باكية مرة أخرى وأخرى على ما يصيبها من مصائب.

بعد ذلك تقرر داليا الذهاب إلى نابلس لرؤية مودي، وتركب إحدى سيارات الأجرة متوجهة إلى رام الله.

في الطريق تفاجأ بأخيها (نوئيل) على إحدى الحواجز وتسمع مدح السائق له بأنه متعاون مع الفلسطينيين وتعمل على إخفاء نفسها منه كي لا يراها وتنجح في ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير