تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وحينما نظرت في التهذيب للأزهري – رحمه الله- وجدت ما يلي في مادة (قَثدَ):" وقال ابن دريد: القَثَد القِثاء المدوَّر.

قال حصيب الهذلي:

تُدعى خُثيم بن عمرٍو في طوائفها ** في كل وَجهٍ رَعيلٌ ثم يُقتثَدُ

أي: يقطع ". تهذيب اللغة، 5/ 37، إشراف د. محمد عوض ومجموعة من الأساتذة، ط 1، 2001م، دار إحياء التراث، بيروت.

وعلى هذا فابن منظور- رحمه الله- أخذ هذا القول من التهذيب، ولم يأخذه من المحكم لابن سيده.

ومثله أيضا عند حديثه في مادة (قعد)، حيث نقل ابن منظورفي اللسان ما يلي:" والقُعْدَة السرجُ والرحل تَقْعُد عليهما والقَعْدَة مفتوحة مَرْكَبُ الإِنسان والطِّنْفِسَةُ التي يجلس عليها قَعْدَة مفتوحة وما أَشبهها وقال ابن دريد: القُعْداتُ الرحالُ والسُّرُوجُ. " اللسان 7/ 432.

وبالنظر إلى المحكم نجد ابن سيده في مادة (ق – ع – د) يقول:" القُعدة: السرج والرحل يُقْعَد عليهما. والقُعْدة، والقَعُودة، والقَعود من الإبل: ما اتخذه الراعي للركوب، وحمل الزاد. والجمع: قِعدة، وقُعَد، وقِعْدان، وقعائد ". المحكم 1/ 37 – 38.

طبعا هذا على الاقتطاف مما أورده ابن سيده – رحمه الله- في المحكم ضمن صفحتين تقريبا عن هذه المادة ولم يذكر فيهما قول ابن دريد.

والحق أنّ ابن منظور أخذه أيضا من التهذيب للأزهري، ذكر الأزهري – رحمه الله- في مادة (قعد) ما يلي:" وقال ابن دريد: القُعُدات: الرحال والسُّروج." التهذيب 1/ 139.

لم يكتف ابن منظور – رحمه الله- بنقل أقوال ابن دريد - رحمه الله - من التهذيب فقط، بل وجدت أنّه نقل عنه من الصحاح للجوهري.

فمثلا ذكر ابن منظور في اللسان عند مادة (قصم) ما يلي:" والقَصْماء من المعز التي انكسر قرناها من طرفيهما إِلى المُشاشة.

وقال ابن دريد: القَصْماء من المعز المكسورة القرنِ الخارجِ، والعَضْباء المكسورة القرن الداخل وهو المُشاش. " اللسان 7/ 394.

ففي المحكم ذكر ابن سيده في (ق- ص- م) ما يلي:" وقصمت سنه قصماً، وهي قصماء: انشقت عرضاً.

والقصماء من المعز: التي انكسر قرناها من طرفيهما إلى المشاشة. " المحكم 6/ 219.

ولم أجد ذلك في التهذيب.

ولكن في الصحاح للجوهري وجدته – رحمه الله – يذكر في مادة (قصم) مايلي:" قال ابن دريد: القَصْماءُ من المعز المكسورة القرنِ الخارج، والعَضْباءُ: المكسورة القرن الداخل، وهو المُشاش. " الصحاح للجوهري، 4/ 1630، ط1، 1999م، طبعة دار إحياء التراث، وفي حاشيته حواشي ابن بري، وكتاب الوشاح.

فالملاحظ أنّ ابن منظور أخذ بعض أقوال ابن دريد من التهذيب، ومن الصحاح، ولم يكتف بالمحكم فقط، وأتمنى أن تتأكد بنفسك - أستاذي الفاضل- فلعلي أخطأت بالنقل لعلي.

ولا يفهمنّ أحدٌ أني أنكر نقل ابن منظور في اللسان أقوال ابن دريد من محكم ابن ِ سيده، بل أقول أنّ 80 % ونيّفا هو أنّ ابن منظور نقل من المحكم أقوال ابن دريد، وهو الغالب من أقواله، ولم أكن أعرفه إلا بعد تثبتي من الطبعات الورقية، ولكن ليس الأمر على إطلاقه.

الأمر الأخير: هل استفاد ابن منظور من الجمهرة استفادة مباشرة؟

أقول نعم استفاد ابن منظور منه استفادة مباشرة في بعض النصوص، فمثلا ذكر في مادة (فلا) ما يلي:" ابن دريد: يقال: فَلَوْت المهر إِذا نَتَجْته، وكان أَصله الفِطام فكثر حتى قيل للمُنْتَتج مُفْتَلًى. " اللسان 7/ 168.

ففي المحكم لم يذكر قول ابن دريد. انظر المحكم مادة (ف- ل –و) 10/ 429 - 430.

وفي التهذيب أيضا لم يذكر قول ابن دريد. انظر التهذيب مادة (فلا) 8/ 268 - 269.

ومثله الصحاح الذي مطبوع في حاشيته حواشي ابن بري، فلم يذكر قول ابن دريد. انظر الصحاح مادة (فلو) 5/ 1954 - 1955.

ومثله في النهاية في غريب الأثر غير أنّ النسخة نسخة وورد.

ووجدت ذلك في الجمهرة، حيث يقول ابن دريد في الجمهرة تحت باب الاستعارات:" ويقال: فَلَوْتُ المُهْرَ، إذا نتجتَه، وكان أصله الفِطام ثم كثر حتى قيل للمنتَج مُفْتَلىً ". جمهرة اللغة، 2/ 354، تحقيق إبراهيم شمس الدين، ط 1، 2005م، دار الكتب العلمية، بيروت.

فدلّ بذلك على استفادته المباشرة من الجمهرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير