وعندما تسأل أبا الغوش وشيخه عن عقيدتهم: يقولون: " قال الرازي، قال ابن سيناء، قال: الأشعري، قال النظام، قال الباقلاني، و ....... ". أو يذكرون بعض علماء الحديث الذين ابتلوا بهؤلاء المخالفين لمذهب السلف، فالله المستعان على الزمان الصغب، كما يقول السجزي.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[04 - 07 - 2006, 01:52 م]ـ
يلومونني في حب شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو لم يغادر أدلة القرآن والسنة وأقوال السلف، وأهل الحديث، مع ما وصف به، ومن ذلك:
1. قال ابن سيد الناس: " كاد أن يستوعب السنن والآثار حفظاً. إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته. برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه".
2. وقال ابن الزملكاني: "كان إذا سئل عن فن من العلم ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحدًا لا يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف، إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا قد عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحدًا فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين .. اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها".
3. وقال الذهبي: " وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأُبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوراهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدتين".
ثم قال الذهبي- وهو شيخ شيوخ ابن حجر، وقد عده ابن حجر ممن إليه المنتهى في علم الرجال-،: " وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث".
ويلومونني في كرهي كتب الرازي، وما اشتملت عليه، وما ذكر في صاحبها، وهو منظر متأخري الأشاعرة الأكبر، ولذا تعقبه السيف المسلول، فنقض أساسه، وهدم بيانه، فهو قدوة الخلف من أهل السنة، شيخ ابن القيم وابن كثير، النحرير الذي إن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوارهم.
أقول: وإليك غيضا من فيض مما تثبت عن الرازي وما يتعلق به:
1. ذم بعض فحول الأشعرية، لكتبه.
2. ما سبق تقريره، مما نسب إليه من كتاب في السحر، والرجل يعتقد تأثير الأفلاك، بل ذكر في المباحث المشرقية ما يدل على متابعته مذهب الفلاسفة في اعتقادهم أن للأفلاك نفوسا مؤثرة في عالم العناصر.
3. ما سبق ذكره من قوله: " عندي مئة شبهة في حدوث العالم"، وهذا صريح منه في شكه في ذلك، وميله إلى مذهب الفلاسفة القائلين بقدم العالم، وهذا القول مما كفر به الفلاسفة من قبل ابن تيمية والغزالي. وقد قررت أن هذا لازم مذهب الأشاعرة المتأخرين.
4. قوله بإمكان الصفات، وهي كما يقول الأشعري الخفاجي: " وصرح بكلمة لم يسبق إليها"، وقال الخفاجي: " نعوذ بالله"، وقد سبق نقل ذلك عن الخفاجي. وذكر نحو هذا السنوسي والملوي.
5. قال الملوي: " والفخر أول من اخترع القول بإمكان الصفات، ونبه على ذلك الأعاجم، كالبيضاوي، وقد جرى السعد في شرح العقائد في موضع على خلاف ما جرى عليه، وجرى في موضع على ما عليه الفخر، وجرى الخيالي والكستلي في حاشيتيهما على خلاف ما جرى عليه الفخر، وجرى اللقاني وولده في شروح الجوهرة على ما جرى عليه الفخر". فانتظر التناقض والاضطراب، وخطورة هذا القول، الذي قذف بهم إليه تحريفهم للنصوص الشرعية، وتقديمهم العقل عليها".
6. قال السنوسي: " وأشنع من هذا، والعياذ بالله تعالى، تصريحه بأن الذات قابلة لصفاتها، فاعلة لها". قال السنوسي: " ويلزم القول بالتسلسل".
7. قال الملوي: " ومن شنيع مذهبه: رد الصفات إلى مجرد نسب وإضافات، وتسميته لها في بعض المواضع مغاير للذات".
8. والرازي يدافع عن الفلاسفة، فيقول في المباحث المشرقية: " وإذا أمكن تأويل كلام القوم على الوجه الذي فصلناه، فأي حاجة بنا إلى التشنيع عليهم، وتقبيح صورة كلامهم".
9. وهو ممن يقول عن مثل إفلاطون: " ما قامت الدلالة القاطعة على فسادها".
10. وهو ممن قرر أن الأدلة النقلية لا تفيد القطع واليقين، فلا يحتج بها في العقائد. ويعني بالأدلة النقلية القرآن، والسنة.
فهذه عشر ثابتات عن فحول الأشعرية، فكيف بما ثبت عنه من غيرهم، نسأل الله السلامة.
¥