تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

دفتين ..

لذلك فهو يفرض علينا القيام بمجموعة من المناورات كي نتمكن من ضبط –أو على الأقل معرفة– مدى توغله في الأثر المعنون به، وإلى أي حد ينشر لمساته كعنوان فقط على عمل أو أعمال مختلفة أو متكاملة، وأين يمكن أن يظهر منها أو يختفي، وكيف يكون ذلك التجلي والخفاء .. وكيف يتناغم مع ما حوله من رسوم أو ألوان أو صور أو كتابات أو خربشات أو ما شابه ذلك .. ؟؟؟؟ خاصة وأن العنوان قد يكون وحيدا منثورة حباته في صحراء الغلاف .. وقد تحيط به كل أو بعض تلك المكونات الأخرى السالفة الذكر مما يضفي عليه دلالات وإيحاءات إضافية تسهم في إضاءته وتفكيكه وإعادة تركيبه بالشكل الذي يخول له تمرير رسالته وضبط علاقاته بمتلقيه انطلاقا من التأثير إلى التفاعل إلى القراءة إلى التحليل إلى التخييل إلى التأويل إلى التفعيل ..

إن عنوان الديوان الذي بين أيدينا والذي نقترح قراءته، له استراتيجيته الخاصة إذ يبدو جليا في إطار الفضاء الذي يحدده الغلاف، يبدو أنه عنوان مضيء يتحرك في ظلام دامس .. ويناور بضوء مكوناته الفونيمية فيما يشبه جنح الظلام .. وقد يكون مستمدا لهذا الضوء من النور الساري بين القبة المباركة والمجموعة من السواري المكونة للأقواس التي تعد بالنصر المضيء لكل جنباتها .. ويكتسب العنوان قدسيته من قدسية المسجد الأقصى، والتي يحملها من الدال والمرجع معا، وتصبح تلك العتبة عتبة مقدسة فيما تدلي به أثناء التعاطي معها .. كما يعمل هذا العنوان المعبر والمثير على الوصول إلى كل يد مسلمة مؤمنة بقضيته من خلال القاسم المشترك الذي يرمز إليه الضوء أو النور .. واختيار هذه الاستراتيجية لا يمكن أن يكون اعتباطيا أو بمحض الصدفة .. أو قام دون دراية ولا إحاطة، ولا ربط علاقات = (دبلومانصية) = بينه هو باعتباره مرسلةً وبين المرسل باعتباره مرسلا ومتلقيا في الوقت نفسه من جهة، وبينه أي العنوان وبين المتلقي الآخر من جهة ثانية .. وكل هذه الأقطاب الثلاث فاعلة وبشكل كبير في وضع هذه الاستراتيجية التي قبلت بها جميع الأطراف لأنها تلبي ولو في الحد الأدنى رؤية جمالية متفق عليها سلفا بحكم الطبيعة والسليقة وبحكم التعارف الأدبي ..

ومن ثمة فإن العنوان وقع في شكله الذي بدا عليه كعتبة أولى وفي ارتباطه بما يشغل معه المساحة أو الفضاء الخارجي الذي هو الغلاف .. بدا العنوان العتبة الأولى - كما قلت- دالا على أنه اختيار مدروس ومقصود وهادف أيضا ومثير .. بحيث استطاع أن يعبر بكل قصدية عما يمكن أن يستشرفه المتلقي أو أن يستحضره بل وأن يتأوله حتى قبل أن يتصفح مداخل ومخارج الأثر الأدبي، لأنه كما يقال في المثل المغربي " الأخبار تؤخذ من باب الدار " ..

وللحديث بقية ..

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 03:58 ص]ـ

حديث ممتع عن العنوان وأهميته في التحليل النصي ..

فمن يستطع أن يفك هذه الشفرة الأولية، سيتمكن من الولوج إلى داخل النص والانغماس في دلالاته.

بانتظارك أستاذ عبدالرزاق لتكمل لنا.

ـ[المساوي]ــــــــ[08 - 04 - 2007, 06:38 م]ـ

:::

[هموم الأرض في الشعر الإسلامي المعاصر]

وقفة عند العتبة الأولى لديوان الدكتور عبد الغني التميمي

قراءة في أبجديات " رسالة من المسجد الأقصى "

الأستاذ عبد الرزاق المساوي

هندسة العنوان:

نقصد بهندسة العنوان كيفية بروز العنوان في إطار استراتيجيته التي تم اختيارها، وكيف يتحقق وجوده بها، وكيف استطاع أن يعطي للمتلقي مظهره ومنظره وشكله وتركيبته، وكيف استطاع أن يكشف له عن قناعه .. هندسة العنوان تتحدث عن تصميمه وصناعته وطريقة صياغته وكيف هي تركيبته، ومدى انسجامه مع نفسه ومع ما يحيط به .. هندسة العنوان هو ذلك الشكل الذي يتمظهر من خلاله رمزا دالا ويتجلى به ..

هل يمكن للعنوان أن يتحقق من فراغ مكاني؟ هل يستطيع أن يظهر كهيولى أم أنه يحتاج إلى شكل واقعي لغويا وبصريا يمكنه أن يحمل نبض النص المعنون وأن يرسم تجاعيده وأن يصور ترسباته البنيوية أو يشخص تضاريسه التركيبية وذلك على كل المستويات الدلالية والرمزية .. ؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير