تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخصائص، والبواعث الشخصية، ثم استعرض الباحث خصائص المنهج التاريخي وحدوده، وانتقل بعد ذلك الى استعراض اهم خطواته في النقد العربي، مع استشهاده بالامثلة المختلفة، وفي ختام حديثه عن المنهج التاريخي ذكر فائدة مهمة حول هذا المنهج وهي انه ما يزال الى اليوم في دور النشوء، فخطواته الاولى من جمع النصوص وتحريرها، وجمع الوثائق التاريخية، والبحوث اللغوية والأدبية والاجتماعية، كل اولئك يتعب فيه كل مؤلف على حدة، ولا يتخصص له من يجيدونه ليوفروا على النقاد جهودهم، بتوفير الخامات الأولى للبحث، ثم استشهد بمثال واحد سار على المنهج الصحيح وهو مكتبة المعري التي اصدرتها وزارة التربية والتعليم، حيث مضت في اعداد سائر ما يتعلق بالمعري، ثم بين انه لو كان لدينا عن كل شاعر وكل كاتب مكتبة من هذا النوع، وعن كل عصر مثل هذا السجل، لتوافرت المادة الخامة للمنهج التاريخي على خير ما تكون وبعد هذا ثلث المؤلف حديثه بالمنهج النفسي حيث العنصر النفسي بارز في كل مراحل العمل الادبي، لأنه عمل صادر من مجموعة القوى النفسية، والمنهج النفسي يتكفل بالاجابة على الطوائف الآتية من الاسئلة وهي:

كيف تتم عملية الخلق الأدبي,؟ وما هي طبيعة هذه العملية من الوجهة النفسية؟

ما دلالة العمل الأدبي على نفسية صاحبه,؟

كيف يتأثر الآخرون بالعمل الأدبي عند مطالعته,؟ والجميل في هذا المنهج هو الاستفادة من الدراسات النفسية، لكن بشرط ان نعرف حدود علم النفس في هذا المجال، وهذه الحدود هي ان يظل هذا المنهج مساعدا للمنهج الفني والمنهج التاريخي، وان يقف عند حدود الظن والترجيح، ويتجنب الجزم وألا يقتصر عليه في فهم الشخصية الإنسانية، وألا نعتمد في تصوير الشخصيات في القصة وما إليها على العقد النفسية والعناصر الشعورية وغير الشعورية وحدها, ثم تتبع المؤلف بعد حديثه هذا نشأة المنهج النفسي، كماتتبع نشأة المنهجين السابقين.

وبرابع هذه المناهج النقدية وهو المنهج المتكامل خُتم الكتاب، وذكر المؤلف ان هذه المناهج بصفة عامة في النقد تصلح وتفيد حين تتخذ منارات ومعالم، ولكنها تفسد وتضر إذا جعلت قيودا وحدودا، وانتهى سيد قطب إلى كلمة تلخيصية لهذا المنهج وحدوده، وكانت آخر كلمة في هذا الكتاب النقدي الخالد وهي ,,, وهكذا ننتهي الى القيمة الأساسية لهذا المنهج في النقد، وهي أنه تناول العمل الأدبي من جميع زواياه، ويتناول صاحبه كذلك، بجانب تناوله للبيئة ولتاريخ، وانه لا يغفل القيم الفنية الخالصة، ولا يغرقها في غمار البحوث التاريخية او الدراسات النفسية، وانه يجعلنا نعيش في جو الادب الخاص، دون ان ننسى مع هذا انه احد مظاهر النشاط النفسي، وأحد مظاهر المجتمع التاريخي، الى حد كبير او صغير، وهذا هو الوصف الصحيح المتكامل للفنون والآدب, رحم الله سيد قطب فقد أسدى للنقد العربي يداً قصر عن مدها إليه من سواه.

ـ[عنود الروح]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 10:24 م]ـ

التصوير الفني للقران الكريم .. للسيد قطب ..

5 - التصوير الفن

قال تحت هذا العنوان ص (36):" والتصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني والحالة النفسية وعن الحادث المحسوس، والمشهد المنظور، وعن النموذج الإنساني والطبيعة البشرية، ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها فيمنحها الحياة الشاخصة أو الحركة المتجددة، فإذا المعنى الذهني هيئة أو حركة وإذا الحالة النفسية لوحة أو مشهد وإذا النموذج الإنساني شاخص حي، وإذا الطبيعة البشرية مجسمة مرئية.

فأما الحوادث والمشاهد والقصص والمناظر فيردها شاخصة حاضرة، فيها الحياة وفيها الحركة فإذا أضاف إليها الحوار فقد استوت لها كل عناصر التخييل فما يكاد يبدأ العرض حتى يحيل المستمعين نظارة وحتى ينقلهم نقلاً إلى مسرح الحوادث الأول الذي وقعت فيه أو ستقع حيث تتوالى المناظر وتتجدد الحركات، وينسى المستمع أن هذا كلام يتلى ومثل يضرب ويتخيل أنه منظر يعرض وحادث يقع فهذه شخوص تروح على المسرح وتغدو وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات المنبعثة من المواقف المتساوقة مع الحوادث وهذه الكلمات تتحرك بها الألسنة فتنم عن الأحاسيس المضمرة إنها الحياة هنا وليست حكاية الحياة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير