تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حقيقة - مع تقديري لرأيك الكريم - لا أرى بأساً في تقليد القدماء، وهل الكتابة تجمل إلا بتقليد أولئك الصفوة الذين عُرفوا بالتبرّز والأستاذية، وهل بقيت كتبهم إلى الآن تدرّس وتشرح وكأنها كُتبت بالأمس القريب إلا لأجل بروز الفن في نثرهم ونظمهم! فلو تأمّلنا جملةً أو فِقْرة من فِقْرات رسائلهم، لوجدنا علماً جمّاً، يحار العقل في جماله وحسنه. ثم قارن هذا الكلام البديعَ نظمُه، المحكمَ نسجُه، بكتابات بعض المتأخرين؛ تجد العبارات الركيكة، والمعاني السمجة، والأسلوب المهلهل ... ثم لا تكاد تستخرج من بين هذا الركام المكدّس من الألفاظ إلا قطراتٍ يسيرة من المعاني، لا تشبع جائعاً ولا تشفي غليلاً ...

وأما قولك هنا: "ما هذا الانعزال عن العالم المحيط بك وهذه الصور التقليدية المسرفة في التقليد؟ إن كان هدفك تقليد أسلوب المقامات وطرق القدماء فقد بلغت الغاية وهنيئًا لك؟ إما إذا كان قصدك تقديم جنس كتابي قد يقرأه ابناء هذا العصر عن رضا واستمتاع فقد اخفقت في نظري"

أظن أن القضية مبالغٌ فيها أيها الحبيب .. فما كل من حذا حذوَ القدماء انعزل عن العالم المحيط به .. ثم إن القارئ ليحترم الكاتب الذي يشعر أنه بذل جهداً لتقديم مادّة تمتع العين والروح معاً ..

شكر الله لك دماثة خلقك ورقّة نقدك ولا حرمك الأجر والثواب ..

الفصيح الأديب أنس عبدالله ..

أخي الكريم .. اللفظةُ ميتةٌ ما دامت في القاموس، ومهارة الكاتب هنا تكمن في استعماله إيّاها وتوظيفها في الجملة، فإذا الحياة تدُبُّ في الجسد الرميم، والحركة تنبعث في الهيكل المقوّض ..

دمت ريّان الإبداع أبا عبدالله ..

الأخت وضحاء ..

جزيت خيراً أخيّةُ على دعائك .. وياسبحان الله .. كم مرّ من كرام الإخوان على مقال العبد الضعيف، فشغلهم المكتوب عن الكاتب .. عدا أخي الزائر الأنموذج وفقه الله .. ! ثم يغضب البعض إذا قلنا إن الحياة بدونهن مستحيلة .. سبحان من جبلهن على العطف والرحمة ..

أختي .. كتبتُ مقالةً وأنتم ترونها مقامة .. وشتّان بين أسلوب المقالة والمقامة. علماً بأني لا أحتفل كثيراً بهذا الجنس الأدبي، (أعني جنس المقامات).

شكر الله لك سؤالك وغفر ذنبك ..

الأخت الوافية ..

جزاك الله خيراً على دعائك وثنائك، ولا أراك الله مكروهاً عمرك كله ..

دمت على خير ..

ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[19 - 03 - 2008, 01:57 ص]ـ

جزيت خيراً أخيّةُ على دعائك .. وياسبحان الله .. كم مرّ من كرام الإخوان على مقال العبد الضعيف، فشغلهم المكتوب عن الكاتب .. عدا أخي الزائر الأنموذج وفقه الله .. ! ثم يغضب البعض إذا قلنا إن الحياة بدونهن مستحيلة .. سبحان من جبلهن على العطف والرحمة ..

وإياك أخي سليك!

أما عني فقد وجدت النص جميلا،و لم أجد فيه علة سوى التي كانت بصاحبه:) والحمد لله أن شفاه و بالعافية أكساه:)

على فكرة أخي سليك،لو كان ردك على سؤالي:

"الذي أمرضني هو طبيبي"و ليس العكس ..

لكان المعنى أكثر دقة و جمالا و"صوابا" ... فلا تنس أن تولي اهتماما بالمعنى كما اهتمامك باللفظ.

وفقك المولى.

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 12:25 ص]ـ

رأيتها قريبة من المقامة هيكلا، فقلت مقامة.

المقامات غالبا تكون بهذه الصورة المبالغ فيها عناية باللفظ.

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 01:48 ص]ـ

الأستاذ الزائر الأنموذج حفظه الباري ..

هزّ عطفي هذا البيان منك أخي حين قلت:"أما عني فقد وجدت النص جميلا،و لم أجد فيه علة سوى التي كانت بصاحبه والحمد لله أن شفاه و بالعافية أكساه".

مباركٌ هذا البيان الشافي البديع ..

أما مسألة الطبيب أمرضني ولم أقل الذي أمرضني هو الطبيب، فدعنا ننخ مطايانا هنا قليلاً:-

نعلم جميعاً أن العرب لم تكن لتحتفل بالألفاظ قدر احتفالهم بالمعنى. وآية ذلك أننا وجدنا العرب في كلامهم ربما حذفوا عناصر الجملة كلها واكتفوا بلفظة واحدة دالّة على المعنى المراد. مثال ذلك:

إذا سألني سائل فقال: هل الزائر الأنموذج أديب؟

سأجيبه مباشرة أن: نعم.

أنظر- غير مأمورٍ - في السؤال والجواب: حذفتُ المبتدأ والخبر، وربما سأضطر إلى حذف بعض المؤكِّدات إن اقتضى حال المُخاطب ووجدت في سؤاله استنكاراً - كما لا يخفى عليك في باب المعاني-، فلفظة "نعم" إذاً دلّت على المعنى من كون الزائر الأنموذج أديباً، وهو كذلك.

وبناءاً على ما تقدّم، فقولي: الطبيب أمرضني، فيه ما يلي:

أولاً:إختصارٌ في الكلام، والعرب كما أسلفت يمقتون إطالة الكلام إذا فُهم المعنى.

ثانياً: البداءة بالجملة الاسمية التي تدل على الثبوت والدوام، وهذا - كما لا يخفى عليك - أبلغ في الدِّلالة من الجملة الفعلية فيما إذا قلنا: أمرضني الطبيب.

ثالثاً: تقديم الفاعل على الفعل (أو المعمول على العامل) (على اختلاف بين المدرستين: الكوفية والبصرية في هذه المسألة فيما إذا تقدّم الفاعل على فعله، فهل نعتبره فاعلاً تقدّم كما هو مذهب الكوفيين، أم نعتبره مبتدأ - وهو مذهب جمهور النحاة كابن عقيل والأشموني وغيرهم وهو الصحيح- وهو مذهب البصريين)، وفي كلا الحالين فالخلاف لفظيٌّ كما ترى، فالتقديم في كلا الأمرين يفيد القصر والتخصيص، أي تخصيص المسند إليه وهو (الطبيب) بالخبر الفعلي وهو (أمرضني) وفيه زيادة توضيح للمعنى. فكأن المتكلم قصر مرضه على هذا الطبيب (جل ثناء الله وتقدّس) كما جاء في الكشّاف في قوله تعالى "وبالآخرة هم يوقنون" محل الشاهد قوله تعالى "هم يوقنون".وهذا التقديم كما تقدّم معنا أبلغ في المعنى كما هو معلوم ومقرّر في علم المعاني.

وبرهان ذلك ما يلي (أرجو أن تتحمّلني قليلاً):

تعلم - وأنت من أهل هذا العلم - أن المبتدأ مُخبرٌ عنه (أو محكومٌ عليه أو مسند إليه)، والخبر مُخبرٌ به (أو محكومٌ به أو مسند). فكأن سائلاً سأل: من الذي أمرضه؟!

فجاء الجواب: الطبيب أمرضني.

أعترف أن بضاعتي مزجاةٌ في النحو، فما أنا معكم إلا كرجلٍ جلب التمر إلى هجر كما يقولون.

غفر الله لنا ولك ويسر لنا الخير حيثما توجّهنا ...

ملاحظة: يستثنى من ذمّ العرب للإطالة، فيما صنع سليكٌ هنا - غفر الله له وللقارئ الكريم -، فالإطالة تكون محمودةً حينئذ ... !

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير