تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 02:46 ص]ـ

الأخت الفاضلة وضحاء ..

لا أرى أن هناك (مبالغةً في العناية باللفظ) كما تفضّلتي، فأرجو التدقيق أختي الكريمة. فالكلمة منك ليست كالكلمة من غيرك.

غاية الأمر - كما أوضحت من قبل- وجود مفردات لم نعهدها في الكلام.

فالمقال الآنف لم يأت صاحبه إلا بلفظتين أو ثلاث من الألفاظ التي تندرج تحت مسمّى: غريب اللفظ. مثل:

(الخندريس) وهو اسمٌ من أسماء الخمر. قرأته أثناء مطالعتي لكتاب "كنز الحفّاظ في كتاب تهذيب الألفاظ لأبي يوسف يعقوب بن السّكّيت". فأحببت أن أوظّفها في الجملة، فوجدت ذوقاً في لفظها ومعناها، مع ما في بعثها من سكونها الخالد في القاموس (وما أكثر الألفاظ التي اندرست) إحياءاً لما اندرس من اللفظ، وصلة رحمٍ بهذه اللغة التي عقّها أبناؤها كما لم تعق من قبل.

فحينما كانت الجملة السابقة تنتهي بلفظة: (الأنيس)، جئت بهذه اللفظة وهي: الخندريس.

واللفظة الغريبة الأخرى وهي: (الأصلخ). ومعناها: الرجل الأصم. وكذلك باخ يبوخ: إذا فتر الشئ وسكن ...

ثم ما ينبغي لأهل الفصيح أن يشتغلوا بمثل هذه الأمور، فالكاتب تخيّر أسلوبه وفقاً لمقتضى الحال، وحال المخاطبين أسمى وأجلّ من أن يبحثوا في معاني الألفاظ الغريبة، بل حريٌّ بأهل هذه اللغة الجليلة البديعة أن يسعَ أبناؤها لبعث ما اندرس من الألفاظ، وإلقاء شيءٍ من الرسوم والظلال عليها، فإذا هي حيّة تسعى ...

عذراً إن جمح بي القلم قليلاً، فما أنا معك أيتها الفاضل إلا كقطرة في بحر وسطرٍ من قِمطر وجزءٍ من كل ...

كوني في رعاية الله وحفظه ..

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 03:34 ص]ـ

أخي الكريم

المبالغة التي قصدتُها ليست قدحًا في نصك كما رأيتَها.

حديثي في نوعية الاهتمام باللفظ في نوعين مختلفين من الكتابة: المقامة و المقالة.

بانتظار مقالة جديدة، و أعتذر إن كان هناك قسوة.

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[20 - 03 - 2008, 10:28 ص]ـ

جزيت خيرا أختي وضحاء ..

في الحقيقة وجدت من خلال تشعب الكلام عن اللفظ والمعنى، وإحياء المفردات الميتة في المعاجم، ومسألة تقليد القدماء ... وجدت أننا تطرقنا لمباحث جليلة القدر في اللغة، عظيمة النفع للقارئ، فيما لو بحثناها بشئٍ من التفصيل. من ذلك:

هل يلزم الكاتب أن يهبط بإسلوبه إلى أسلوب القارئ حتى لا تكون الصلة منبتَّة -كالرحم الجذّاء- بينه وبين قارئه، أم يجب على القارئ أن يرتقي ليفهم خطاب الكاتب؟ كما هو رأي أستاذنا الحبيب قافلة النور.

كذلك مسألة تقليد الكاتب لأساليب القدماء وما هي حدود انتفاع الكاتب منهم؟ كما هو أيضا رأي الأستاذ قافلة النور.

ثم ما رأي السادة الكرام أهل الفصيح في مسألة إحياء الألفاظ الميتة في المعاجم؟ كما في مداخلة الأستاذ أنس عبدالله.

كذلك الحد الفاصل بين كلٍّ من المقامة والمقالة، وما هي الخطوط العريضة لكلٍّ؟ كما في مداخلة أغلب الكتّاب الكرام كالأستاذتين وضحاء والوافية.

وما هو رأي أهل البلاغة والأدب بشأن أسلوب الكاتب الأدبي، وتأدية المعنى الجليل بلغة صحيحة فصيحة لها في النفس أثرٌ خلاّب ... ؟ كما أشار إلى ذلك أخي الحبيب المشاكس الأدبي الزائر الأنموذج، وأول زائرٍ لمقالي مشكوراً ...

كل هذه تساؤلات وجدت أننا تطرقنا إليها وكان المنبغي أن ننيخ مطايانا حول ظلالها حتى تتبيّن المعالم، وتستبين الطرق .. على الأقل للعبد المتطفّل على اللغة وأهلها ...

بانتظار إبداعكم أيها الكرام ..

ـ[الزائر الأنموذج]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 09:56 م]ـ

يا أخي سليك،إنما قصدت ما كتبته لك حرفيا:

أي أنه كان من الأولى أن تقول" الذي أمرضني هو طبيبي" من باب الثناء على المولى عز و جل،أي أنه هو الذي أمرضك و هو الذي يشفيك،خير من أن تقول "طبيبي هو الذي أمرضني"،فهي عبارة تحمل بين ثناياها شكوى و إن لم تكن تقصد ذلك، إلا إذا قصدت حقا أن طبيبا من البشر هو الذي أمرضك -فعفا الله عنه:)

وأنا طبيب علل" أبدان" لا "نصوص"،و ليس لي في الأدب شيء غير أني أحب التقاط ما كمن من درره و إن كنت لا أجيد الغوص عميقا و لا الابحار بعيدا:)

وفقني الله و إياك أخي الكريم.

ـ[سليك بن سلكة]ــــــــ[22 - 03 - 2008, 11:07 م]ـ

طبيب القلوب والأبدان الزائر الفاضل ..

أسأل الله العظيم أن يجزيك عني خيراً ..

كما ترى أخي الفاضل .. قد نزلنا إلى حكمك ونعمت عين .. ولكن دعني أيها الحبيب أبعث إليك هذا النص عن الصحابي الجليل أنس ابن مالك رضي الله عنه، واسمعه يقول:

قال أنس بن مالك: دخلنا على عبد الله بن مسعود نعوده في مرضه، فقلنا: (كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (أصبحنا بنعمة الله إخوانا) ... قلنا: (كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان) ... قلنا له: (ما تشتكي أبا عبد الرحمن؟) ... قال: (أشتكي ذنوبي و خطايايَ) ... قلنا: (ما تشتهي شيئاً؟) ... قال: (أشتهي مغفرة الله ورضوانه) ... قلنا: (ألا ندعو لك طبيباً؟) ... قال: (الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون).

عفا الله عنّا وعنك وعن المسلمين ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير