تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فتنصبها على الظرفية و من قبله ومن بعده فتخفضها بمن قال الله تعالى (كذبت قبلهم قوم نوح) وقال تعالى (فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) وقال الله تعالى (ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم) وقال تعالى (من بعد ما أهلكنا القرون الأولى) الحالة الثانية أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه فيعربان الإعراب المذكور ولا ينونان لنية الإضافة وذلك كقوله

ومن قبل نادى كل مولى قرابة= فما عطفت مولى عليه العواطف

الرواية بخفض قبل بغير تنوين أى ومن قبل ذلك فحذف ذلك من اللفظ وقدره ثابتا وقرأ الجحدري والعقيلي (لله الأمر من قبل ومن بعد) فحذف المضاف إليه وقدربالخفض بغير تنوين اي من قبل الغلب ومن بعده وجوده ثابتا الحالة الثالثة أن يقطع عن الاضافة لفظا ولا ينوي المضاف إليه فيعربان أيضا الإعراب المذكور ولكنهما ينونان لأنهما حينئذ اسمان تامان كسائر الأسماء النكرات فتقول جئتك قبلا وبعدا ومن قبل ومن بعد قال الشاعر

فساغ لي الشراب وكنت قبلا= أكاد أغص بالماء الفرات

وقرأ بعضهم لله الأمر من قبل ومن بعد بالخفض والتنوين الحالة

الرابعة أن يحذف المضاف إليه وينوي معناه دون لفظه فيبنيان حينئذ على الضم كقراءة السبعة لله الأمر من قبل ومن بعد وقولي وأخواتها أردت به أسماء الجهات الست وأول ودون ونحوهن قال الشاعر

لعمرك ما أدري وإنى لأوجل =على أينا تعدو المنية أول

وقال آخر

إذ أنا لم أومن عليك ولم يكن= لقاؤك إلا من وراء وراء

ولما فرغت من ذكر المبني على الضم ذكرت المبني على السكون ومثلت له بمن وكم تقول جاءني من قام ورأيت من قام ومررت بمن قام فتجد من ملازمة للسكون في الأحوال الثلاثة وكذا تقول كم مالك وكم عبدا ملكت وبكم درهم اشتريت ف كم في المثال الأول في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه وعلى الخبرية عند الأخفش وفي الثاني في موضع نصب على المفعولية بالفعل الذي بعدها وفي الثالث في موضع خفض بالباء وهي ساكنة في الأحوال الثلاثة كما ترى ولما ذكرت المبني على السكون متأخرا خشيت من وهم من يتوهم أنه خلاف الأصل فدفعت هذا الوهم بقولي وهو أصل البناء

ينقسم الاسم إلى قسمين

معرب وهو الأصل

ومبني

فالمعرب هو (هو ما يتغير آخره بسبب ما يدخل عليه من العوامل)

نحو زيد تقول جاءني زيدٌ و رأيت زيدًا و مررت بزيدٍ

فتغير حركة آخر الكلمة بسبب دخول العوامل (جاء ورأيت والباء) يجعل هذه الكلمة معربة.

أما التغيير الذي يطرأ على الكلمة في غير آخرها فليس من الإعراب

فالتصغير نحو فلس وفليس

والتكسير نحو فلوس وأفلس

لا يجعل الكلمة معربة

كذلك لو كان التغير في آخر الكلمة لكن ليس بسبب العامل

فتقول جلست حيث جلس زيد

ففي ثاء حيث ثلاثة أوجه

الضم أو الكسر أو الفتح لكن ليس بسبب العوامل

بل بنيت على الضم تشبيها بالغايات لملازمتها الإضافة

وبنيت على الكسر لأنه الأصل في التقاء الساكنين

وبنيت على الفتح للتخفيف

فلما كان التغيير وقع لكن ليس بسبب العامل جلس لم يكن إعرابا

أما المبني

وهو الذي يلزم حركة واحدة ولا تتغير بسبب ما يدخل عليه من العوامل

وهو أربعة أقسام

الأول: مبني على الكسر وهو نوعان

1 - متفق على بنائه نحو هؤلاءِ

فالعرب كلها تبنيه على الكسر

2 - مختلف فيه

أ- الأعلام على وزن فعالِ نحو حذام وقطام

فالحجاز يبنونه على الكسر مطلقا ومنه قول الشاعر

إذا قالت حذام فصدقوها= فإن القول ما قالت حذام

بناها على الكسر مرتين ولو كانت معربة لرفعها لأنها فاعل

وبنو تميم على فرقتين

قسم يعرب هذه الأسماء إعراب الممنوع من الصرف فيعربها بالضم رفعا وبالفتح نصبا وجرا

وقسم يعربه كالممنوع من الصرف ما عدا ما كان آخره راء

نحو وبار وسفار وحضار فيبنيها على الكسر كالحجاز وهم الأكثر

ب- أمس

لليوم الي قبل يومك الذي أنت فيه

فالحجاز يبنونه على الكسر مطلقاومنه قول الشاعر

منع البقآء تقلب الشمس= وطلوعها من حيث لا تمسي.

وطلوعها حمراء صافية =وغروبها صفراء كالورس

اليوم أعلم ما يجيء به= ومضى بفصل قضائه أمس

فأمس اسم مبني على الكسر في محل رفع فاعل

وبنو تميم على فرقتين

قسم أعربه إعراب الممنوع من الصرف للعلمية والعدل

ومنه قول الشاعر

لقد رأيت عجبا مذ أمسا= عجائزا مثل السعالي خمسا

ورد ابن هشام زعم الزجاجي بالبناء على الفتح بهذا القول

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير