تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قراءاتٌ مبعثرة

ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 10:46 ص]ـ

الغزو الثقافي

هو عنوان كتابٍ للقصيبي، سأورد بعضًا من مقالاته التي جمعها به .. بشيء من التصرف

المقال الأول:

الغزو الثقافي، بوجوهه المختلفة، ظاهرة عرفها التاريخ عبر كلِّ أطواره. على مدى السنين كانت هناك حضارة أو حضارات سائدة تطبع بقيَّة العالم بطابعها السياسي والاجتماعي واللغوي والديني. إلا أنّها تعُد في عصرنا هذا ظاهرة محايدة يمكن أن نتعايش معها بسلام، وإنما أصبحت خطرًا ماحقًا يُهدد كل الكيانات الأضعف من الحضارة السائدة بالانهيار.

بإمكاننا أن نشير إلى أسباب عديدة جعلت الغزو الثقافي على هذه الدرجة من الخطورة. ولكن يكفي أن نشير هنا إلى السبب الرئيسي وهو ثورة المواصلات والاتصالات التي حوّلت العالم كله، كما قيل بحقّ، إلى " قرية إلكترونية واحدة ". في العصور الماضية، كان ثمّة فاصل زمني وفاصل مكاني يقفان بين الحضارة المتبوعة والحضارة التابعة في ذروة السيطرة الرومانية، على سبيل المثال، كان بوسع سكان اليابان أن يسيرو على نمط حياتهم التقليدية دون أن يدركوا شيئًا عمّا يدور في روما وفي فلكها المباشر.

وفي ذروة الحضارة الإسلامية على سبيل المثال، كان بالإمكان أن يؤلف كتابٌ وتمضي الشهور والسنوات قبل أن يسمع به أحد من سكان الصين.

أما في أيامنا هذه، فقد قضت ثورة المواصلات على الفاصل المكاني، كما قضت ثورة الاتصالات على الفاصل الزماني.وهكذا أصبح بوسع الحضارة السائدة أن تمارس سلطانها الجارف الكاسح غير مبالية بعقبات المكان أو قيود الزمان.

إن الغزو الثقافي الخطِر اليوم لم يعُد يأخذ صورة مبشّري كنيسة تقنع " المحليين الهمج " باعتناق " الديانة المتحضّرة "، وإن كانت النشاطات التبشيرية في بعض أنحاء العالم الثالث، لا تزال مصدر تهديد ثقافي لا يستهان به. ولم يعد يتخذ شكل كتاب مليء بالدسّ يؤلفه مستشرق لئيم في جامعة غربية، وإن كان هذا النوع من المستشرقين لم ينقرض بعد. ولم يعُد يتخذ شكل مؤامرة استعمارية تستهدف تشكيك شعب ما في تاريخه وأخلاقه وديانته، وإن كان الحديث لا ينقطع عن مؤامرة كهذه – حقيقة أو وهمية.

إن أخطر ما في الغزو الثقافي المعاصر أنه أصبح ذا دفع ذاتي تلقائي، يتمّ دون أيِّ مجهود من الجهات الغازية، ويتم دون أن يدرك ضحيّة الغزو أنه معرض لأي خطر، فيقبل في حماسة بلهاء، أو بله متحمّس، لا على قبول الغزو فحسب بل على اعتناقه والخضوع له. وهنا مكمن العدو الأكبر، كيف يمكن أن تهاجم عدوًا لا تشعر بوجوده؟ أو كما قال شاعرنا القديم:

كيف احتراسي من عدوي. . .

إذا كان عدوي بين أضلاعي؟!

فالغزو الثقافي المعاصر اليوم يتخذ شكل برنامج تلفزيوني تصدره " هوليود " فيصبح بعد أيام جنون العالم كله. ويتخذ شكل نظرية يكتبها فيلسوف فرنسي فتصبح بعد أسابيع هوس المثقفين العرب. ويتخذ شكل مسرحية موسيقية تعرض في " برودوي " بنيويورك مساء السبت فتسمع أصداءها مساء الأحد في أرجاء الوطن العربي. ويتخذ باختصار شكل الرغبة الجارفة المشتعلة في تقليد الحضارة السائدة في لغتها وملبسها وعاداتها وحتى بذاءاتها.

على أن هذا كله لا يُمثّل بداية الغزو الثقافي ولا نهايته. بل هناك الوجوه الأخفى والأدهى والأمرّ.

وللمقال بقية ..

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[21 - 05 - 2010, 01:11 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

أختي الحبيبة والغالية: أنوار

جزاك الله خيرا، جميلة جدا هذه النافذة، نحن نقرأ هنا وهناك في نافذة أحاول أن.

في الحقيقة صدق ابن خلدون عندما قال:

(إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها).

وبكل تأكيد كان يقصد هذا الغزو الثقافي.

نحن نهاجم هجوما شرسا سواء عسكريا لاحتلال بلادنا أو ثقافيا لاحتلال عقولنا وذلك بالسيطرة عليها.

ودمتِ متألقة في اختيارك ومتميزة في انتقائك.

نتابع بصمت وأدب.

ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 05 - 2010, 09:26 م]ـ

(إنما تبدأ الأمم بالهزيمة من داخلها عندما تشرع في تقليد عدوها).

زهرتنا الغالية .. أشكر لكِ هذا المرور العبق، والإضافات الثرية ..

دمتِ أختًا عزيزة ..

ـ[أنوار]ــــــــ[23 - 05 - 2010, 09:29 م]ـ

نتابع ما بدأناه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير