أما الشكل فهو ما تعوده العرب في التنعيم الذي يقال إنه ألهم الخليل فكرة العروض عندما سمع شيخا يعلم غلاما ويقول له معبرا عن وزن ما عرف فيما بعد بالطويل
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
حيث نعم = وتد = 3
لا = سبب = 2
أي التعامل مع المقاطع (أسبابا وأوتادا) دون النظر لحدود التفاعيل وما يترتب عليها من عبء المصطلحات من جهة ومن جهة أخرى باعتبار:
أن المتحركات والسواكن هي ذات الوزن
وأن المقاطع لا تتعدد لذات الوزن فهي من الوزن كالإسم لإنسان لا يتعدد
وأن التفاعيل للوزن كالكنى- الجميلة وسواها - للإنسان قد تتعدد.
فمثلا إحدى صور الرمل يمكننا أن نعبر عنها كالتالي
فاعلاتن فاعلاتن فاعلا
أو
فاعلن مستفعلن مستفعلن
وهي حسب الرقمي في الحالين
سبب وتد سبب سبب وتد سبب سبب وتد = 2 3 2 2 3 2 2 3
وأما مضمونا فإن التعبير بهذه الأرقام عن الوزن كشف لي خصائص عامة لتجاور المقاطع وتأثير الواحد منها على الآخر عبر حدود التفاعيل، ومن شأن دراسة هذه الخصائص العامة أن يلم القارئ بخصائص الأوزان العربية مرة واحدة أو في مجموعات رئيسة.
على أنني أصدقكم القول: لقد سمعنا في ذمّه أكثر مما سمعنا في الثناء عليه.
يذكرني هذا بحوار فقهي حول حكم الأشياء في الإسلام، ذكر فيه أن الأشياء لا حكم لها، وإنما الحكم متعلق بالأفعال.
فعندما نقول الخمر حرام فالمقصود شربها، وبهذا المعنى يكون إهراق الخمر حلال وليست الخمر هي الحلال. فالحكم فيما يخص الخمر منصرف لشرب الخمر أو إهراقها
وهكذا فالذي ينبغي أن يمدح أو يذم هو استعمال الرقمي، لا الرقمي ذاته،
ولاسيما فيما يتصل بتقطيعه لآيات الذكر الحكيم.
وفي هذا السياق ربما استعمل الرقمي في الكشف عن بعض أسرار الجمال أو الإعجاز القرآني، وهذا موضع الثناء وربما استعمل بوجه لا يليق بقداسة القرآن الكريم وهذا موضع الذم.
نتمنى أن يدور هنا نقاش جاد حول الرقمي، لغاية علمية، الغرض منه كشف المحاسن والمساوئ، فنطمئن إليه أو نعرض عنه.
أتمنى أن أوفق إلى توضيح ماهية الرقمي وفكرة عن بعض ما يفتحه من آفاق جديدة بفروع كثيرة من العلوم واللغوي منها خاصة بما يتخطى مجرد حدود الشعر وضبطه، ثم أتمنى أن تقبلي تعديل صياغة عبارتك لتصبح " فما اطمأننا إليه من تطبيقاته أفدنا منه وما رأينا في تطبيقاته من سوء أعرضنا عنه ونصحنا أخانا خشانا بأن يستغفر الله منه ويكف عنه "
لعلنا نبدأ بالهدف من قيام هذا النوع من العروض، هل هو مكمل لنقص في الخليلي، أم هو مسار جديد مختلف عن ذاك؟
يقول الأستاذ ميشيل أديب:" ويقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
الرقمي يفترض شمولية تفكير الخليل الذي يعتبر قمة نتاج تأثير الإسلام في العقل العربي وأن التفاعيل والبحور – على جمالها وفائدتها - لا تعدو أن تكون مظاهر لهذه الشمولية ووسائل لتوصيلها. ويحاول أن يتوصل من هذه التفاصيل بتنسيقها وتجميعها واستنطاقها – كما في الكلمات المتقاطعة - إلى فكر الخليل أو ما دعاه الأستاذ ميشيل أديب (العملية الذهنية والقمة الرياضية)
وعليه يمكننا القول إن العروض خليلي ولا يكون إلا خليليا وله أسلوبان تفعيلي خليلي ورقمي خليلي.
وبعبارة أخرى إن الرقمي تواصل أو محاولة تواصل مع تجريد وشمولية تفكير الخليل من خلال ستائر التفاعيل الجميلة وتعدد تعابيرها في تجسيد جزئيات التطبيق.
ولي بإذن الله عودة إلى باقي الفقرات.
ـ[معالي]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 11:19 ص]ـ
أما الشكل فهو ما تعوده العرب في التنعيم الذي يقال إنه ألهم الخليل فكرة العروض عندما سمع شيخا يعلم غلاما ويقول له معبرا عن وزن ما عرف فيما بعد بالطويل
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
حيث نعم = وتد = 3
لا = سبب = 2
أي التعامل مع المقاطع (أسبابا وأوتادا) دون النظر لحدود التفاعيل وما يترتب عليها من عبء المصطلحات من جهة ومن جهة أخرى باعتبار:
أن المتحركات والسواكن هي ذات الوزن
وأن المقاطع لا تتعدد لذات الوزن فهي من الوزن كالإسم لإنسان لا يتعدد
¥