تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شخصٌ جَسيمٌ غريبُ المعالمِ

يهوي على مَقعدَينِ أمامي!

لا يَكاد يُرى مِن دُخانِ سيجارتهِ!

وكثافةِ صلعتهِ!

ظلَّ يهَدّدُ أو يتوعّدُ حتى ظِلالَ الهواء ,

أرتعبتُ ,

مَشيتُ أمامي

مشيتُ ورائي

وصلتُ الى عملي مُنْهَكاً مثْلَ عِلْكْ

عازلاً في قرارةِ نفسيَ هذا وذاك وهذي وتلكْ!

فكرةٌ طرأتْ

ما عهدتُ مساراتِهِِِا قَطُّ من قبلْ

كأنيَ رحتُ أسير على عجلٍ

والحياةُ تسير على حَبْلْ.

*************

كان غِناء

*****

نايي يسيحُ وراءَ الجبالِ

قَنالاً الى الغدِ

عَوَّلتُ دوماً عليهِ

ورفيفاً نجا

من خرابٍ سجا

فَأَومأَ قلبي اليهِ

ومنقارُ طيرٍ أطلَّ كَلهبةِ شمعهْ

وتلفَّتُّ: كان غِناءٌ وقرعُ طبولٍ

تساءَلتُ:ماذا؟ فقالوا: خميسٌ* تَزَوَّجَ ,

آهِ , ضَحِكْتُ:

خميسٌ تَزَوَّجَ في يومِ جُمعهْ!

هكذا طائرٌ اجذلتْ رحلةٌ دمعتيهِ

بنجوين- كولونيا

1985 - 1999


خميس: اسم راعٍ كردي.

************

الرائح والغادي
*******
قَمَرٌ أخضرُ راحَ يطلُّ
على الابوابِ لأوَّلِ مَرَّهْ
يا حقلاً ضَلَّ الدربَ
سَيُحْلَقُ ضوءُكَ في شَفْرَهْ
قَمَرٌ يُطْرَدْ
وسَديمُ الليلِ دليلٌ أوحَدْ
أدخُلُ كالاسرارِ لُبابَهْ
ووراءَ النهرِ بأقصى الافقِ
شبابيكُ أضاءَتْ كالحشراتِ بِغابَهْ
يارَبُّ انا الرائح والغادي
حَيرانَ عَليلْ
ياربُّ أما كان من الإنصافِ
- وحاشاكَ من الإجحافِ -
بأنْ تُسقيَني آلامي
على جُرعاتٍ!؟
سُبحانَكَ ,
لكنَّ عزائي وهو قليلْ:
أوراقي المغمورةُ بالسِّلمِ
ونوباتِ التقبيلْ!

*********

عندما انجابت اليابسة
**********

أيامٌ عاجِلةٌ
في ليل هانوفرَ
ذاكَ المُجْهِدْ
أيامٌ عاجلةٌ بينَ البرقِ وبين الرعدِ
سفائنُ من أصدافٍ
متماديةٍ في اللَّمعانِ
نَجَتْ من لُجَجِ الفيضانِ
لِتَغرَقَ في مَوعِدْ!
ليتَ الموعدَ أُغْرِقَ في لُجَجِ الماءْ
ليتَ الكُلَّ فَناءْ!
سأُحاصرُ ذكراهُ بِمِحْبَرَتي ,
بِدُخاني ,
بِرَحيقِ سِجارتيَ الحمراءْ
لا , بل السوداءْ!

**********

مِن بَعْد لأْي
******
الحبُّ يدعوني ,
إلى أينَ المَفَرْ؟!
لا فرْدَ يُصغي أو يُجيبُ
ولا حَجَرْ!
ها إنني مِن بَعْدِ لأْيٍ
أنتَضي قيثارتي
وأشُدُّ أحزِمَةَ الشَجَرْ
يا أيُّها العُصفورُ كُنْ بِمَعِيَّتي
أرضى بأنْ تجتازَني
فَلَكَ الجِنانُ جميعُها
وليَ ألأَثَرْ!
فَيُجيبُ عن (نَحْوَ الفِخاخِ؟!) بألفِ لا ,
هذي نِهايةُ مَن تًعَصَّبَ للغَجَرْ!

****************

البُشارة
****

ُمتُّ اعتباراً من جنوحيَ نَجمةً مَعْصوبةَ العِينَينِ
حيثُ أُذيعُ سِرَّ الموتِ:
يَبقى الموتُ مَشْروخَ الحياءِ
كَأَيِّ مَأْمورٍ عَنيدْ
يأْتي على لُبِّ الوجودِ
وفي الخِتامِ بلا رَصيدْ
وخَبِرْتُ من بَعْدِ التباعُدِ والتَقارُبْ ,
بَعْدِ إحتداماتِ التجاربْ
أَنْ كُلُّ حِرْصِكَ كالطنينِ وأَنَّهُ
لا يُجْدي حَبْلُكَ يا مُحارِبْ
إلاّ على الغارِبْ!

***************

يأسي
****
يأسي لا يبرحني
والأنكى من هذا ليس يحاورني
فهو كما المَلِك الممسوسْ
يتخَطَّرُ في زهو الطاووسْ
يأسي مَلِكٌ , أدري
لكنْ قد يتعقَّّلُ يوماً
فهو الأقربُ للصدقِ
لم يُؤذِ سِوايَ من الخَلْقِ
مَلِكٌ لكنْ
لم يتَلَوَّثْ بسياسات الشرقِ!

**************

مَقامة مُوَقَّعة
*******
((الغد بين الأمس واليوم))

أشكو وأرضُ الدجلَتينِ سعيدةٌ!
وكذا قَطاها
ويَسُفُّني التعتيمُ وهي تُضيءُ ,
أشكوها زُمُرُّدةً وأقنطُ من سناها!
هذا السنى
لَهَفي انا
واذا تشاءُ فنَرجِسٌ
او لا تشاءُ فقامةُ الزيتونِ والصفصافِ
وامتَدَّتْ الى عُنُقي يداها!
ما زالَ يرسمُ لي المعادَ
ويومَ ودَّعتُ البلادَ
شكرتُهُ بمقامةٍ
او قُبلةٍ أرخيتُها في كفِّهِ فتَفَتَّحتْ
بالرُّغمِ من أني يئستُ وكنتُ أحسبُهُ طواها!
وأراكَ مسكوناً كما الأحداقِ بالغدِ والمَدارِ
وها هُما التحَما التحاما
والأصلُ أنكَ لا تَني ترتاحُ في نبضي المعنونِ للخُزامى!
يا منهلاً ما زال بالأسماكِ والمِرجانِ يعدو
إيّاكَ أستهدي وأشدو!
وأدورُ ما هطلَ الهديلْ
او صارَ للقمر اقتداءٌ بالشموسِ ولَوثةٌ
فَلَهُ شروقٌ مثْلُها ولهُ أصيلْ!
وانا امتثالٌ للهوى وقيودهِ
مع أنني مِن أوَّلِ الثُوّارِ
مُذْ كنتُ الصبيَّ عرفتُ لَذّاتِ التمَرُّدِ
والخروجِ على سراديبِ الخليلْ!
مُذْ كان شِعري رَهنَ درسي
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير