تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبالمرايا والخطوطْ

أمّا وقد سعى الليلُ خُطىً أشُمُّها

وفي حَنايايَ أضُمُّها

فلتَذْكُرِ الغابهْ

انا الذي عمَّقَ فيها تلكُمُ الغرابهْ!

غرابةَ الأجنبيْ

يَشُذُّ عن أقرانهِ مُستَأذِناً

ومُستَعيراً في التعابير التي يختارُها

فضلَ نبيْ!

*****

بعينيَ الكُبرى أرى وحدتي

ملحمةً مكتملهْ

فتارةً أرتعي كالأفْيِلهْ

وتارةً أقدحُ كالنجماتْ

أمرُقُ من شرايينِ الزمانِ

أسبُقُ الصرخاتْ

أضاجعُ الذاتْ

أخلُقُ أعداءاً وأتباعاً

أُجَيِّشُ الجيوشْ

أزرعُ الغاماً وأنغاماً

ومِن ثَديَيَّ أُرْضِعُ الوحوشْ

وتارةً المَحُ كلَّ مبذولٍ لديَّ ثابتاً مُعَبِّراً فريدا

وحينما أفتحُ عينيَ الصُغرى – وقَلَّما أفتَحُها –

ألمَحُني وحيدا.

*****

هذا الذي كان وكان أيُّها الطبيبْ

أمّا لماذا جئتُ ها هنا فانني أجيبْ:

سُرتُ على الدرب دروبا

وحين ظَلَّ يمضي بي

أدركتُ أنَّ اللّعْنَ طُوبى

وعالمَ التشَرُّدِ النقيِّ كالإيمانْ

وفَجأةً وجدْتُني أوزِّعُ الأكوانَ بالدِّلاءْ

لكنني حين التَفَتُّ للوراءْ

إذا بقامتي قد أصبحتْ كرئتي مُحدودِبهْ

وكلِّ ما حولي مُغطّىً بالصدى والدخانْ

وكانت السماءْ

سُجّادةً مُثَقَّبهْ

خطوطُها تَضُجُّ بالوقاحهْ

مثلي انا الآنَ أجيءُ ناشداً منكمُ لا استشارةً

وإنما استراحهْ

تُغْني ولا تُغني.

*****

مِهما اختنَقْتَ او تنَفَّستَ بلا رئهْ

مِهما تكنْ محطّاتُ رؤاكَ هادئهْ

مهما كتَبتَ او أضربتَ

مهما تكنِ العِبارةُ البادئهْ

لا بُدَّ أنْ تطُلَّ من بين الأصابعِ امرأهْ!

*****

دافعُ تحنيطِ اليقينِ فاجرٌ

يطري لَذاذاتٍ

مَراسيها الضَّغينهْ

شوارعُ التَفَّتْ على الأعناقِ هكذا

كحَبْلِ سُرَّةِ المدينهْ.

*****

تَرغبُ أنْ تلحقَ بالأبعادِ

انتَ الجَسَدُ – القِشّةُ في دوّامةِ العيشِ

لكنْ للَحظاتٍ

ترى العالمَ أسماكاً هزيلاتٍ

وأمّا انتَ فالأوحَدُ فيها سَمَكُ القِرْشِ.

*****

معضِلةٌ مسدولةٌ يفيضُ عنها البَدَنُ

وثعلبٌ ما عاد ماكِراً وإنما مُدَجَّنُ

والريحُ لونٌ مُحزنُ.

*****

كلُّ الطيورِ هاجَرَتْ

وقد رأيتُها تَزعَقُ كالجيوشِ

هل يا تُرى حَطَّتْ ام انحَطَّتْ على رموشي؟

*****

يكبرُ فيكَ الفنُّ والإنسانُ والينبوعُ والزَّهْرُ

وبالتوازي تكبرُ الخيبةُ فيكَ واختلاجاتُ الذُّنوبِ والأسى

فالثَّمَنُ القَهْرُ.

*****

تبحثُ عن مَدارِها الشفاهُ

أدري ,

وموسيقىً من الجروحِ يستقبِلُنا اللهُ.

*****

ها قد أطلَّ المَلَكْ

موَزِّعاً أسماكَهُ المُشَهِيهْ

رأيتُهُ في شاشةِ التلفازِ حيث الضوءُ والعطورُ

واللقاءاتُ على أغنيةٍ تتبعها أغنيهْ

جميعُهم بصحبةِ الكؤوسِ يضحكون حتى السَّمَكْ!

لكنهم ما انتبهوا للُّغْزِ

راحوا هُمُ في سُكْرِهِمْ

واللُّغزُ عادْ

أربَعَةٌ كانت وتبقى

حطباً ناراً فَجَمْراً

ثُمَّ يأتي أربعاءُ الرمادْ!

*****

نهرا بلادي

قابلاني عندما

آليتُ أنْ أمتدَّ بحراً

فاستعاداني نشيداً عند أحواضِ امتدادي ,

اشتَعَلا

كأنني قد كنتُ أشتاقُ اليَّ

استَمَعا للناي فِيَّ:

آليتُ أنْ أكونا

كما هُما مغامراً مجنونا!

*****

زائرتي جاءت مع الشتاءِ

لو تعلمُ بالذي يجري

قميصي في المشجبِ قد علَّقْتُهُ

وأفتحُ الآن لها أزرارَ صدري

وأنني أغلقتُ أزرارَ قميصي

حَذَراً من نَزْلةٍ هناكَ تأتيهِ

فربَّما تَرَكْتُني فيهِ!

*****

بعضَ الأحايينِ أرى الشمسَ

وكلَّ ما في النفسِ من حرائقْ

ومن جُسَيماتٍ وأجرامٍ ومن دقائقْ

كوحدةٍ يُمكنُ أنْ تُخْتَصَرْ:

سيجارتي ,

إصبعيَ الحادي عَشَرْ!

*****

أزقَّةٌ ضيَّقةٌ لكنّها مليئةٌ رأفهْ

أمشي على أطرافِها ,

أمشي لأني مؤمنٌ بالسِّحْرِ نوعاً ما او الصُّدْفهْ

مُصَمِّمٌ: لا بُدَّ أنْ يحصلَ شيءٌ ليس في البالِ

كأنْ تنزُلَ نحوي عِبْرَ ساقٍ مثلما اللَّبلابِ شُرْفهْ

او رُبَّما أعثرُ سكرانَ على كنزٍ طفا بالحَسَراتْ

او رُبَّما القى التي قد غادَرَتني دونما ذَنْبٍ بتاتاً

فأُحَيِّيها طويلاً دون أنْ تَجرأَ بالقولِ:

لقد جئتَ عزيزاً إنَّما بعدَ فواتْ ...

*****

ليس لأحلامي نظيرْ

الى بيوتِ النحلِ في الليلِ أرى

أسألُ: هل لي يا تُرى فيها سريرْ!؟

وشمعةٌ من ضوئِها أُعرَفُ؟

او طَبَقٌ من عَسَلٍ

بهِ يدي تَهتُفُ؟

لكنني شيئاً فشيئاً وتسَلَّقْتُ قراري

خارجاً من لُجَّةِ الجُبِّ

وداخلاً الى اللُّبِّ

ودونما مُقَدِّماتٍ

مَلِكاً صُرتُ الى جانبِها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير