تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مجرد السبق بنشر عنوان نقدى أو بلاغى أو حتى تجريبى أننى قادر على امتلاكه معرفيا ومنهجيا بالفعل، وهذا ينطبق على جميع صور الثقافة، فأن تتملك مجالك المعرفى والمنهجى الخاص بك أمر فى غاية الصعوبة ويحتاج إلى سياقات ثقافية ووجودية متعددة ومتكاملة من المعاناة والتحصيل والتنقير والتحكيك والمراجعة والفحص والهدم وإعادة البناء، فسيرة المصطلحات هى سيرة التعقيد الوجودى للحياة نفسها، فهى سيرة التناقض والجدل والتداخل والتركيب والمعاناة،ولأمر ما تعانى ثقافتنا العربية المعاصرة من سياقات الاختزال والإنشائية والهدر والاستهلاكية والانتقائية والجزئية لأننا مشغولون بالكلام لا بالفعل، وبحب الذات لا حب العلم، والتغطية على الواقع لا كشفه وتأسيسه من جديد، فإذا رجعنا إلى المضمون النقدى والمعرفى والمنهجى الداخلى لكتاب الأستاذ خالد الأنشاصى رأينا أن معظم كتابه بل كله لم يبنى كما تصور وهما وادعاءا على التوصيف الجمالى الفعلى للشعريات العربية الحداثية بصدد تأسييها لمصطلح الالتفات البصرى، بل انبنى وعيه النقدى فى الكتاب كله على الحس الجمالى التقليدى لجماليات الالتفات وهى الغالبة على معظم كتابه، بما يؤكد أن كتابه بالفعل لا بالادعاء يقع معظمه فى الشعرية العربية القديمة ـ لا الحديثة كما ادعى ـ بالمعنى التقليدى الشائع لمفهوم الالتفات فى الموروث النقدى والبلاغى العربى القديم، وانظر معى أيها القارىء الكريم هذه العناوين وما جاء تحتها فى الكتاب من تحليل جمالى، فقد وزع الأستاذ خالد كتابه وفق هذه التصورات: فقد كتب تمهيدا يخلو تماما من أى تنظير جمالى معرفى لمفهوم الالتفات البصرى بالمعنى الجمالى والمعرفى الحداثى ومابعد الحداثى كما وعد هو نفسه ومن يرتاب فى حكمى هذا يأتى لى من كتاب الأستاذ خالد الأنشاصى بعكس حكمى وسوف تغلب الحجة الحجة من داخل البناء البنيوى الداخلى للعلم نفسه وليس مجرد اللغو الكلامى الفارغ، بعيدا عن المادة العلمية نفسها: وما يؤكد حكمنا المادة النقدية الموضوعية الداخلية لبنية الكتاب نفسه، وقد صنفها الكاتب وفق التصورات التالية: المحور الأول: العدول على مستوى الضمائر/ وقد درس فيه ست مستويات:

1 _ من التكلم إلى الخطاب ـ من التكلم إلى الغيبة ــ من الخطاب إلى التكلم، من الخطاب إلى الغيبة،من الغيبة إلى التكلم ـ من الغيبة إلى الخطاب. ثم عدل إلى محور العدول الزمنى وهو ينحصر فى ثلاث صور: ـ الإخبار من الماضى بالمضارع/ المستقبل ـ المستوى الثانى: الإخبار عن الماضى/المستقبل بالماضى ـ المستوى الثالث/ الرجوع عن الفعل المضارع/ المستقبل إلى الأمرـ المستوى الرابع/ الانتقال عن الماضى إلى الأمر.،ثم العدول على المستوى العددى: وقد تمثل فى: العدول عن المفرد إلى المثنى ـ العدول عن المثنى إلى المفرد ــ الرجوع من خطاب الواحد إلى خطاب الجمع ــ الرجوع عن خطاب الجمع إلى خطاب الواحد ــ الرجوع عن خطاب الجمع إلى خطاب المثنى. ثم محور:العدول عن المتغير إلى الثابت: وقسمه إلى: العدول عن الفعل إلى الإسم ـ ثم تقديم ماحقه التأخير ـ ثم عنوان: التطور الشكلى للقصيدة العربية 117 وقد قسمه إلى ـ المستوى الأول: تعدد القوافى ـ ثم الثانى: الاستغناء عن القافية ((الشعر المرسل)) ـ ثم الثالث: حلول الفكرة محل الوزن ((الشعر المنثور)) ـ ثم الرابع: المزج بين البحور ـ ثم الخامس: حلول التفعيلة محل البيت ((الشعر الحر)) ـ ص144/ ثم باب: بنيتا الإيقاع والدلالة، ـ وفى هذا الباب يتكلم عن علاقة التجديد الموسيقى ببنية القصيدة وهو ما تعرض له كثير من النقاد العرب المحدثين ثم ـ السادس وقد عرض فيه تلاشى الوزن والقافية ((قصيدة النثر)) ص 150 ـ 157 ثم السابع ـ وقد تعرض فيه لـ (الخروج على نمط الكتابة السطرية وهو يرى أنه (يمثل هذا المستوى آخر ما توصل إليه التجريب فى شكل القصيدة العربية بعد كسر العمود الشعرى وإحلال التفعيلة محل البيت وشيوع الكتابة السطرية على مدى أكثر من أربعة عقود 157 وقد استغرق عرض الباحث لانحرافات الشكل من 161 حتى 252،ويقول الباحث فى النهاية ((وخلاصة القول إذا كان العدول البلاغى القديم يعنى بالمتلقى المستمع فإن العدول البلاغى الجديد الذى نسعى إلى التأسيس له من خلال ما يمكن من الاصطلاح عليه بالالتفات البصرى، يعنى بالمتلقى القارىء، ثم حدد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير