تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخروج على السطر فى إنتاج الدلالة الشعرية على مستوى أربعة أنماط وهى ـ الإجراء الأول: توزيع الجمل والمفردات، ثم الثانى: تكرار الجمل والمفردات، تكرار الجملة التى تغيب وتتكرر فى أكثر من موضع فى القصيدة ثم أشكال التكرار الاستهلالى 182، ثم التكرار الختامى ثم التكرار الهرمى التدرجى ثم التكرار الدائرى، وبالطبع فنحن عندما ندقق النظر النقدى فى كل هذه التصورات نراها قد قيلت كلها من قبل وقد جمعها الدكتور محمد صابر عبيد فى كتابه الممتع ((:القصيدة العربية الحديثة بين البنية الدلالية والبنية الإيقاعية))،واستطاع أن يقدم تطبيقات نقدية جديدة على نصوص شعرية أخرى تختلف كثيرا عن معظم النصوص الشعرية المستشهد بها على ذات القضايا الجمالية لدى معظم الباحثين العرب المعاصرين المهمومين بذات القضايا فى تتبع أشكال الشعر العربى الحداثى، وبصرف النظر عن المعالجة النقدية العجلانة التى قدمها الأستاذ خالد الأنشاصى فى هذا الجزء الخير من كتابه فإن معظم التصورات الجمالية والمعرفية السابقة والتى أوردها الأستاذ خالد الأنشاصى فى ممارساته التطبيقية للالتفات على طوال كتابه هى مفاهيم كما ترى معى أخى القارىء الكريم تنصرف لبلاغة الالتفات بالمعنى العربى الكلاسيكى فى موروثنا النقدى والبلاغى القديم، ولا يظنن الأستاذ خالد أن عدم ذكر باقى الكتاب أننا آمنا ببعض الكتاب وأعرضنا عن بعض، أو أننا نحرف الكلم النقدى عن مواضعه الجمالية، فقد أردت الاستشهاد بمعظم الكتاب لا بالكتاب كله، ولقد كان أولى ثم أولى بالأستاذ الأنشاصى، ـ أو غيره من النقاد العرب المعاصرين الذين وقعوا فى ذات المأزق النقدى ـ حتى لا يكون كلامنا على الأشخاص بل نريد أن ينصب كلامنا على أزمات العقل النقدى العربى المعاصر الذى يتجاوز السياق الضيق لسير الأشخاص فى ذواتهم وهو ما لا نهتم به أصلا وأظن أن الأستاذ خالد الأنشاصى وهو شاعر مجيد تضعه ذائقته الشعرية المميزة معنا فى ذات الخندق العربى المهموم بالوطن واللغة والثقافة العربية بصورة عامة ـ أقول كان على العقل النقدى العربى المعاصر أن يعى ما جد على نظرية المعرفة المعاصرة بصورة عامة، وماجد على بنية المناهج النقدية بصفة خاصة، بغية تغيير الأنموذج الجمالى والمعرفى للفنون سواء فى بنية الإبداع أو بنية الوعى النقدى النظرى والمنهجى والإجرائى بالإبداع، وانتقال جميع ذلك من مفاهيم التسلسل والتعاقب الخيالى فى رصد علاقة النص بتقاليده الجمالية الموروثة والمعاصرة والمستشرفة معا إلى الأنموذج الجمالى التعددى التزامنى القائم على التداخل والتشعيب البنيوى التزامنى، وفتح منطق الثغرات، والترامى، والنشاط الجدلى التزامنى، بما يحدث تغيرا جذريا كيفيا لمفهوم العلاقات المجازية فى بنية الخيال الشعرى نفسه من جهة، ولمفهوم علاقة القارىء بالنص من جهة ثانية، وعلاقة الفن بالواقع من جهة أخيرة، حتى لتتغير التصورات النظرية والمنهجية والإجرائية للنظرية النقدية الغربية تغيرا نوعيا، فتتجاوز تصورات الانعزال والاستقلال إلى تصورات التعدد والتشظى والتداخل والتزامن، لقد تداخلت الأضلاع المعرفية والجمالية الأربعة للظاهرة الأدبية ((الكاتب/ النص/ القارىء/ الواقع)،وإذا كان كل ضلع من هذه الأضلاع قد دشن قاعدة نقدية عامة لها تياراتها النقدية المتباينة، وتفاصيلها الجمالية المتعددة، غير أن الواقع النقدى المعاصر قد تجاوز هذا القطع والتمزيق والانعزال لعناصر الظاهرة الأدبية والذى أدى على مدار عصور النقد والفلسفة وعلم الدلالة إلى تضخم هائل فى نظرية النقد، ولا داعى هنا لذكر أنماطا نقدية عديدة من صور هذا التضخم فهى معروفة فى مظانها الغربية المتعددة، ولقد استطاع النقد الثقافى أخيرا أن ينحو بالنظرية النقدية صوب التعدد والتغاير والتفاعل بما يقى النظريات النقدية شر الانعزال والتمزيق والسكون، ولعل هذا هو ما دفعنا دفعا لنقدم اجتهادا نقديا نظريا منهجيا إجرائيا خاصا بنا للخروج بالنظريات النقدية العربية والغربية من طور الأزمة والانسداد إلى طور الجدل والتعدد والتلاقح والتطور. إن المطلع على أحدث التصورات الفلسفية المعاصرة بخصوص نظريات المعرفة، وتكنولوجيا الاتصالات، وثورة السبرنطيقا الحديثة، يرى أن العلوم التجريبية نفسها ـ لا الإنسانية وهى أولى بذلك ـ قد خففت من حدة اليقين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير