تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تغيرت الرؤى والإجراءات النقدية في ظل تحول القراءة من نحو الجملة إلى نحو النص، ولكل خطاب أدواته القرائية نظرًا لانفتاحه على جماليات جديدة منها ما يتعلق بالنوع ومنها ما يتعلق بالأنواع الأخرى بوصفه كتابة، ومن هنا برزت فكرة التحول من القصيدة إلى الكتابة. فحاولنا في هذه الدراسة أن نختبر أدوات قرائية من التراث البلاغي، ونوسع من مفهومها، حتى تتناسب مع تغيرات التكوين البنائى للخطاب الشعري المعاصر، موقنين بأن مصطلحاتنا القديمة صالحة لاستيعاب معايير ومفاهيم نقدية جديدة في مقابل التسميات الحديثة. فاختارت الدراسة مصطلح "الالتفات" البلاغي الذي كان قائمًا على التحولات والتبدلات والانصراف عن صيغة إلى أخرى أو عن سياق إلى آخر في إطار بنائي محدد في الجملة، ووسعت من مفهومه في ظل التحولات النقدية الحديثة التي تواكب تحولات البني اللغوية والجمالية التي يطرحها الشاعر الجديد في مجمل نصه، فنظرت الدراسة في التكوين النصي وتداخله وتحولاته وحركته الدائبة، فتبنت مفهوم "الالتفات النصي" القائم على حركة البنية النصية المتعددة من خلال آليات عدة تحقق هذا الالتفات النصي.،ثم وسعت الدراسة من هذا المفهوم الذي تحقق عبر حركة اللغة وتغير مساراتها البنائية من حالة إلى أخرى ومن نسق إلى آخر- وتبنت مفهوم الالتفات البصري الذي يتحقق عبر حركة المرئي الذي تخلقه اللغة وآليات تعبيرية أخرى وكيفية تشكلها وإخراجها على الصفحة/شعرية المكان – ينتقل المبدع/الشاعر من شكل كتابي إلى شكل آخر مختلف في بنيته البصرية، مما يجعل من النص نصاً مفتوحاً، متحركا، متعدد القراءة.،وإذا كانت الحركة البصرية- التي تتحقق عبر تجاور نصوص بصرية متحولة وامتزاجها تخلق أبعادًا دلالية فإن التفاتًا بصريًا يتحقق سواء على مستوى النص أم على مستوى الخطاب وهذا اشتغال "يعتمد البعد البصري عن وعى وسبق إصرار، وهو الذي يقدم بموجبه النص ومكوناته اللغوية في "فضاء صوري" عن طريق التصرف الخاص للشعراء بلغتهم، وعن طريق إدماج بنيات سيموطقية غير لغوية في الخطاب". (1)،والالتفات في اتجاهيه: اللغوي والبصري يؤدى إلى التأمل، وكسر النمط والرتابة، ويحقق الادهاش، ولا يعنى الانصراف فقط من-إلى، وإنما يؤدى إلى الازدواج والتماهى في آن بين المنصرف عنه والمنصرف إليه.،الالتفات اللغوي أو البصري هو نتاج الإبداع الجديد الذي يعتمد على الحركة والتشعب والامتداد والازدحام والقدرة على التآلف بين المتناقضات.،وقد أنجزت هذه الدراسة في ثلاثة أقسام: الأول: الالتفات النصي (من المفهوم إلى التأسيس) ووقع في محورين، المحور الأول وهو الدراسة النظرية، وقد درس فيه الباحث: "الالتفات البلاغي وتطوره"، "الالتفات النصي بين المفهوم والتأسيس" وقد وقع في مباحث ثلاثة هي: "الشفاهية والكتابية" و "من البيت إلى القصيدة إلى النص/الكتابة"، "النص والقارئ/القارئ والنص".،أما المحور الثاني وهو الدراسة التطبيقية، وعنوانه: "آليات الالتفات النصي" وهذه الآليات هي: "الالتفات عبر التناص"، "الالتفات عبر التكرار"، "الالتفات عبر الإيقاع/الموسيقى"، "الالتفات عبر اللغات الأجنبية واللهجة العامية"، "الالتفات المشهدى عبر الارتداد".،أما القسم الثاني وعنوانه" "الالتفات البصري وشعرية النص" وقد تضمن مجموعة من المحاور الفرعية يجمعها عنوان "آليات الالتفات البصري" وهى: "الالتفات البصري عبر السواد والبياض"، "الالتفات البصري عبر سمك الخط"، "الالتفات البصري عبر النص والصورة"، الالتفات البصري عبر الشكل الحر والشكل التقليدي"، "الالتفات البصري عبر الشكل المجازى والشكل السردي)) وبالطبع فالمتأمل فى هذا اليساق النقدى يدرك تملكه لثقافة حداثية مكينة فى الوعى بالمصطلح الإبداعى داخل حدود الشعريات العربية الحداثية، وهو أمر يختلف كثيرا عن الوعى المعرفى والجمالى الذى قرره الزميل الفاضل خالد الأنشاصى فى المقدمة النظرية التى كتبها لكتابه أو حتى الإجراءات المنهجية التطبيقية التى مارسها على طوال الكتاب، ولا ينزعجن الأستاذ الأنشاصى من فتنته بنفسه فقد ادعى قبله نقاد أولو عزم علمى أكثر تمكنا وثقافة وتطلعا من الأستاذ خالد الأنشاصى مثلا وهو الدكتور كمال أبى ديب فقد ادعى التوصل إلى ابتكار إيقاعى جذرى يخالف به العروض العربى لدى الخليل بن أحمد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير