تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفراهيدى وعند التحقق النقدى التطبيقى وفيه المحك وعليه المعول ـ لا التنظيرى ـ رأى معظم النقاد العرب الثقاة أن ما قدمه أبو ديب كان اجتهادا معرفيا محدودا للغاية بل وقع كل هذا الاجتهاد ـ وهذا كلام النقاد كلهم وأنا معهم ـ داخل التصورات الموسيقية الخليلية وليس خارجها كما ادعى صاحبها، وليس المجال كافيا هنا لسرد عشرات الدراسات العربية التى أكدت ذلك، ثم قال أبو ديب من بعد ذلك بالبنيوية العربية مذهبا فى النقد والخطاب والثقافة لكننا تبينا من بعد أن ما توصل إليه أبوديب وغيره من النقاد البنويين العرب هو مجرد نقل أفكار غربية إلى سياق عربى له خصوصياته الجمالية والمعرفية والثقافية الخاصة به، ولعل القارىء لدراسات الأستاذ الدكتور البحاثة سعد البازعى خاصة دراسته المعنونة ((مستقبل النقد، غربة السياق: من إشكاليات المثاقفة، فى النقد الأدبى الحديث، فى مجلة الفكر الكويتية أيضا ص 117)،يرى إلى مدى القلق النقدى والارتباك المصطلحى، والتعميم الجمالى والمعرفى التجريدى المخل لدى بعض كبار نقادنا المعاصرين المعروفين مثل صلاح فضل وكمال أبو ديب، وسامى سويدان وخالدة سعيد، وغيرهم، والمطلع على كتب الدكتور عبد العزيز حمودة ((المرايا المحدبة ـ المرايا المقعرة ـ وسلطة النص)) يرى صورا من الحداثات العربية الكربونية المستنسخة لصالح الواقع الجمالى العربى المستعار، ومع اختلافنا عن اللهجة النقدية العاطفية الانفعالية التى اتسم بها كتاب الدكتور حمودة لكنه قد وضع إصبعه النقدى على جرح حقيقى كشف عنه بصورة نقدية أكثر علمية وموضوعية الدكتور سعيد حجازى فى كتابه (مشكلات نقد الحداثة فى النقد العربى الحديث)وقد تعرض سمير حجازى بالنقد لادعاءات أعلام كبار فى خطابنا النقدى العربى المعاصر مثل: جابر عصفور وصلاح فضل، وهدى وصفى، وكمال أبوديب، وغيرهم والمطلع على جهود الدكتور سعيد السريحى بخصوص تأصيله للخطاب النقدى النفسى فى الخطاب النقدى العربى المعاصر، يثمن له توصيفه لهذا الخطاب النفسى فى الخطاب النقدى العربى بصفة ((العقل النقدى المستعار))،بل وصل المر حدا هازلا إذ استبدل بعض الباحثين العرب مفهوم الاستعارة بمفهوم السرقة تحت ثياب الاستعارة، وبالمناسبة ـ والشجى يستدعى الشجى ـ لقد ذهلت عندما وجدت بعض الأساتذة المصريين الأزاهرة يتقدم للترقية ببحث الدكتور سعيد السريحى وقد تم هذا فى عام 2003، وتمت ترقية المدرس إلى درجة أستاذ مساعد بجامعة الأزهر الشريف بالبحث المسروق غير الشريف، وكان الأمر الأعجب فى نظرى هو موافقة لجنة الترقية على الترقى ببحث مسروق، وكأن حال الأمر يقول مع الشاعر العربى القديم (إن كنت تدرى فتلك مصيبة وإن كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم))،وأخشى أن تشيع عبارة روى سارق غلبان عن سارق بهلوان عن .... حتى تنقلب مواثيق الشرف العلمى رأسا على عقب فتستعير السرقات النقدية العربية المعاصرة ـ وهى كثيرة للغاية ولى كتاب ضخم فيها تحت الطبع ـ عبارات الحديث النبوى الشريف (متفق عليه) للسرقات غير الشريفة واللامتفق عليها فى ثقافتنا النقدية المعاصرة، إلى أن تفتح عيون الأجيال الجديدة من الباحثين على تراث نقدى مزور، والجيل الجديد من باحثينا - إلا من رحم ربي ـ وهم بفضل الله قليلون بعددهم، كثيرون بقيمتهم وعتادهم – جيل لم تتح له ظروف الحياة المحاصرة (لا المعاصرة) أن يتأنى فى قراءاته أو يعدد من مصادرها، أو تتح له بعض الأجواء الاجتماعية والاقتصادية الحرة التى تيسر له الاطلاع على الآفاق النقدية المتعددة عبر مراميها، ومظانها الدانية والقصية - مما يؤهله لأن يعزو الأفكار والمناهج إلى أصحابها، ويربط الخطابات النقدية المتعددة السياقات بأصولها الجمالية والفكرية القريبة والبعيدة. سواء فى أصولها الغربية، أو سياقاتها العربية المحلية، ولا نريد أن نطيل فى هذا الباب لكن ما يسعد الواحد منا هذه الصحوة النقدية للعقل النقدى العربى المعاصر لدى النقاد الشباب الجدد الذين ملوا ثقافة استحلاب عقول الآخرين واستهلاك ثقافات الآخرين بعيدا عن همومنا وممارساتنا الجمالية العربية، مؤثرين فن الادعاء و ممارسة الريادة الشكلانية الفارغة فى فضاء الوهم الثقافى، لا الإنتاج الثقافى، ويقينى أننا نعيش عصرا جماليا ومعرفيا جديدا يعيد فيه العقل الجمالى والنقدى والفلسفى العربى قراءة ذاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير