تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأما صوفي تولستوي زوجة الكاتب الروسي الشهير ليون تولستوي فقد كرست حياتها لخدمة زوجها وأدبه على الرغم من كل المشاكل التي حصلت بينهما. فقد كانت سكرتيرته المسؤولة عن مراسلاته العديدة مع المعجبين والمعجبات أو مع أنداده من الكتّاب الآخرين. وكانت مكلفة بنساخة المخطوطات التي يرميها على الطاولة وهي مكتوبة بخط رديء جداً ودون ترقيم للصفحات. وكانت تقضي الليالي في ترتيبها وكتابتها بخط منتظم، واضح، مقروء قبل إرسالها إلى المطبعة. وعندما كانت تستعصي عليها قراءة بعض المقاطع فإنها كانت تدقّ على باب غرفته حيث يختلي بنفسه. وتدخل وهي خائفة ثم تنتظر حتى ينتبه إليها. وفجأة يسألها بعصبية: ماذا تريدين؟ فتشير إلى الصفحات الصعبة، فيحاول قراءتها دون أن يفلح هو أيضا في بعض الأحيان من شدة رداءة خطه أو تسرعه في الكتابة. فينرفز عندئذ ويصبُّ جام غضبه عليها لأنه لم يستطع أن يقرأ ما كتبه هو شخصياً بالأمس! ...

وأما قصة بلزاك مع زوجته فغريبة عجيبة. فقد تعرف عليها عن طريق المراسلة عندما كتبت له لأول مرة بصفتها إحدى المعجبات برواياته. وكانت تفصل بينهما آلاف الكيلومترات لأنها بولونية ارستقراطية الأصل ولكن تعيش في روسيا. ولم يحصل التعارف الشخصي بينهما إلا بعد بضع سنوات من المراسلة عندما جاءت في زيارة إلى جنيف. ووقع في حبها عندئذ بعد أن أعطت نفسها له لأول مرة. ولكنه اضطر لأن ينتظر سنوات عديدة قبل أن تطلق زوجها لكي يرتبط بها. وزهقت روحه كما يقال قبل أن يصل إليها وتصبح زوجته الشرعية. ولكن عندما وصل إلى مبتغاه ضرب القدر ضربته ولم يتركه يسعد بأكبر قصة حب في حياته. فقد مات بعد خمسة أشهر فقط من زواجه منها، وبعد أن كان قد بنى لها بيتاً جميلاً في باريس وفرشه بأحسن أنواع الأثاث ووضع مدخرات عمره فيه. وهكذا جاء هادم اللذات ومفرق الجماعات في اللحظة التي اعتقد فيها بلزاك أن سعادته قد اكتملت. وانطبقت عليه كلمة شاعرنا القديم: توقع زوالاً إذا قيل تمّ ... ويقال بانه سألها وهو يحتضر: ما الذي أحبته فيه أكثر: هل الكاتب أم الإنسان؟ فترددت قليلا ثم قالت: الكاتب. فقال لها لقد قتلتيني .. وهذا يعني أنها لم تحبه كشخص، فقط كانت معجبة به كروائي عبقري لا يشق له غبار.

وأما الروائي إميل زولا فكانت قصته مختلفة. فقد كان متزوجاً منذ عام 1870 وظل مخلصاً لزوجته لمدة سنوات طويلة. ولكنها ارتكبت خطأ قاتلاً عندما قبلت بإدخال خادمة شابة إلى البيت لمساعدتها على غسل الثياب والصحون وما إلى ذلك من أعمال منزلية. ولم تكن تتخيل لحظة واحدة أن زوجها سوف يقع في حب خادمة! نقول ذلك وبخاصة أنه كان مخلصاً لزوجته على مدار تلك السنوات ولم يعرف عنه أي انحراف عن الطريق المستقيم .. ولكن المحظور وقع كما حصل لماركس الذي قفز على الخادمة أيضا في ليلة ما فيها ضوء. فقد استيقظت حواس إميل زولا عندما رأى الفتاة بنت العشرين تذهب وتجيء أمامه بكل فتنتها وجمالها. وقارن بينها وبين زوجته التي كانت قد شاخت وتعبت فوجد البون شاسعاً .. ولم يستطع مقاومة الإغراء، فكان ما كان .. وانطبقت عليه كلمة أوسكار وايلد: أفضل طريقة لمقاومة الإغراء هي إن تستسلم له .. و لكن لكي يحافظ على سرية علاقته فإنه استأجر لها بيتاً غير بعيد جدا عنه. وحبلت منه وأنجبت له طفلين، في حين أن زوجته الشرعية كانت عاقراً لا تنجب. ولكنه لم يشأ إهانتها أو تركها بعد أن عاشت معه كل تلك السنوات قبل أن يعرف طعم الشهرة والمجد. فقد كان متعلقا بها جدا على الرغم من كل شيء. إنها رفيقة الشباب الأول والسنوات العجاف. وأخيرا وقع المحذور وانكشف ما لا تحمد عقباه وحصل الصياح والعياط. ثم قبلت الزوجة الشرعية بالأمر الواقع ورحّبت بطفلي زوجها وكأنهما أولادها. وانتهت القصة على خير. ولكن بعد أن عانى الروائي الكبير كثيراً من الحياة المتمزقة بين بيتين وامرأتين. وكان الباريسيون يرون إميل زولا يوم الأحد متنزها في حدائق التويليري وهو يتأبط زوجته الشرعية وأمامه يمشي طفلاه مع أمهما الشابة. وكان منظراً يثير الاستغراب والإعجاب في ذات الوقت. ولكن طفليه ما كانا يفهمان لماذا يمشي إلى جانب تلك المرأة العجوز وليس إلى جانب أمهما ..

وأخيرا اليكم هذه النكتة. يقال بان الشاب شارل ديغول تعرف على خطيبته عن طريق سيدة باريسية لعبت دور الوساطة بين العائلتين. وكانت الخطيبة من عائلة صناعية وبورجوازية كبيرة في شمال فرنسا. كانت أغنى من عائلة ديغول. وفي أثناء الزواج أو حفلة العرس وجدت هذه السيدة الباريسية والد الخطيبة يقترب منها بشيء من التردد وعلى وجهه علائم القلق ثم سألها: هل تعتقدين بان للسيد ديغول مستقبلا؟ فأجابته السيدة: ولم لا؟ انه ضابط في الجيش ومن عائلة محترمة. لا تخف على ابنتك يا سيدي لا تخف .. فقال لها: ولكنه طويل جدا. هل يمكن لشخص طويل إلى مثل هذا الحد أن ينجح في الحياة؟ بعد ذلك بعشرين سنة فقط أو أقل كان صهره شارل ديغول قد أصبح قائد فرنسا الحرة وزعيمها الأوحد ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير