تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلا اقتحم العقبة الأقتحام الدخول بسرعة وضغط وشده ويقال قحم في الأمر قحوما رمى نفسه فيه من غير روية والعقبة الطريق الوهر في الجبل وفي البحر هي ما صعب منه وكان صعودا والجمع عقب وعقاب وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند الله تعالى والقرينة ظاهرة وإثبات المراد به الفعل والكسب ترشيح ويجوز أن يكون قد جعل فعل ما ذكر اقتحاما وصعودا شاقا وذكره بعد النجدين جعل الأستعارة في الذروة العليا من البلاغة والمراد ذم المحدث عنه بأنه مقصر مع ما أنعم الله تعالى به عليه من النعم العظام والأيادي الجليلة الجسام كأنه قيل فقصر ولم يشكر تلك النعم العظيمة والأيادي الجسيمة بفعل الأعمال الصالحة بل غمط النعمة وكفر بالمنعم واتبع هوى نفسه

وقوله تعالى وما أدراك ما العقبة أي أي شيء أعلمك ما هي تعظيم لشأن العقبة المفسرة بقوله سبحانه فك رقبة الخ وتفسيرها بذلك بناء على الأدعاء والمجاز وهو مما لا شبهة في صحته. وقال بعضهم يحتمل أن يراد بالعقبة نفس الشكر عبر بها عنه لصعوبته ولا يأباه (35)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(35) روح المعاني (30/ 137)، تفسير الطبري (12/ 591)، ابن كثير (4/ 660)، القرطبي (20/ 60)، فتح القدير (5/ 630)

البغوي (1/ 432)

البيضاوي (1/ 440)، تفسير الجلالين (1/ 809)، الوجيز (1/ 205)، أبي السعود (9/ 162)، الدر المنثور (8/ 522)

زاد المسير (9/ 133)،الثعالبي (4/ 416)، الكشاف (4/ 257)

وأهل اللغة يقولون:

وأما قوله (فلا اقْتَحَمَ العقبة) ف لا بمعنى لم كأنه قال: فلم يَقْتَحِم العقبة ومثله قوله عز وجل (فلا صدق ولا صلى) إلا أن لا بهذا المعنى إذا كررت أفصح منها إذا لم تكرر وقد قال أمية (وأيُّ عبدٍ لك لا ألمّا ... )

أي لم تُلْمِم (36)

وقال تعالى (فلا اقتحم العقبة) ثم فسر اقتحامها فقال فك رقبة أو إطعام

(والقحمة واد باليمن في تهامة عظيم مشهور) (و) القحمة (بالضم الاقتحام في الشئ) هكذا في النسخ والصواب الانقحام في السير والجمع قحم ومنه قوله: لما رأيت العام عاما أشخما * كلفت نفسي وصحابي قحما (و) القحمة (المهلكة والقحط و) أيضا (السنة الشديدة) والجمع قحم قاله أبو زيد الكلابي يقال أصابت الاعراب القحمة إذا أصابهم قحط كما في الصحاح (37)

فلا اقتحم:لم يتجاوز؛العقبة:الشاقَّة في الطاعة (38)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(36) كتاب العين (مادة قحم 8/ 350)

(37) تاج العروس (مادة قحم 1/ 7851)

(38) غريب السجستاني 39،40، غريب ابن قتيبة 528

وما أدراك ما العقبة لأنه بمنزلة ما أدراك ما الشكر فك رقبة وهو كما ترى وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن أبي شيبة عن ابن عمر أن العقبة جبل زلال في جهنم وأخرج ابن جرير عن الحسن نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنها النار وفي رواية عبد بن حميد عنه أنها عقبة بين الجنة والنار وعن مجاهد والضحاك والكلبي أنها الصراط وقد جاء في صفته ما جاء ولعل المراد بعقبة بين الجنة والنار هذا وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رجاء أنه قال بلغني أن العقبة التي ذكر الله تعالى في القرآن مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة وهذه الأقوال إن صحت يتعين عليها أن يراد بالأقتحام المرور والجواز بسرعة وأن يقدر المضاف أي وما أدراك ما اقتحام العقبة فك الخ وجعل الفك وما عطف عليه نفس الأقتحام على سبيل المبالغة في سببيته له حتى كأنه نفسه ومآل المعنى فلا فعل ما ينجو به ويجوز بسببه العقبة الكؤد يوم القيامة وبهذا يندفع ما نقله الإمام عن الواحدي بعد نقله تفسيرها بجبل زلال في جهنم وبالصراط ونحو ذلك وهو قوله وفي التفسير نظر لأن من المعلوم أن هذا الأنسان وغيره لم يقتحموا عقبة جهنم ولا جاوزوها فحمل الآية عليه يكون إيضاحا للواضحات (39)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(39) روح المعاني (30/ 137)، تفسير الطبري (12/ 591)، ابن كثير (4/ 660)، القرطبي (20/ 60)

فتح القدير (5/ 630)، البغوي (1/ 432)، البيضاوي (1/ 440)، تفسير الجلالين (1/ 809)، الوجيز (1/ 205)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير