تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أقول لك من الذي يمنعنا. نحن نمنع أنفسنا بأيدينا. ألفنا سياسة الخنوع واستشرى فينا الإرجاء والتواكل في كل شيء حتى في لساننا. وإذا سئلنا لماذا لم نطور العربية نجيب بأن أعداء الأمة منعونا. أظن أننا نحن أعداء الأمة, نحن أعداء أنفسنا. وحتى ولو كان أعداؤنا يمنعوننا, فهل نحن بهذا الغباء والسذاجة حتى نظن أن أعداءنا سيتركوننا نطور أنفسنا؟ ألم نقرأ قوله تعالى: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ? وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)) فوظيفة الشيطان هي إبعادنا عن الطريق ومنعنا من تحسين أنفسنا, وهو يفعل ذلك بإذن من الله تعالى, فهل سيقبل الله عذر معتذر يوم القيامة يتعذر بأن الشيطان أبعده عن الطريق؟ (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى? يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى? لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ? وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)) إن التعذر أمام الله حين يسألنا لمَ فرطنا في لسان كتابه الكريم بأن أعداءنا منعونا لن يفيد شيئا, خصوصا ونحن مأمورون بالابتعاد عن سبيله وبالاتحاد ضده. إن كوننا مسلمين لا يلزم منه بالضرورة أن نكون الأقوى دائما ما لم تأخذ بأسباب ذلك ونعمل عليه ونتوكل على الله تعالى, كما أن كون العربية لغة القرآن لا يلزم منه أن تكون أقوى لغة دائما ما لم نعمل على ذلك, خصوصا ونحن نملك الإمكانات المعرفية والمادية ولنا علماء أجلاء وشباب متحمس وآخذ بزمام العلوم ومن علوم الغرب بنصيب قادر على الاستفادة منها بما يفيد في تطوير العربية وطرق تعليمها.

إن تعريب العلوم مشروع أمة لا بلد واحد ولا مجمع واحد ولا لغوي واحد. وهو أمر مقدور عليه بإذن الله, فقد طور أجدادنا العربية وخرجوا بها إلى مجالات الفلسفة والمنطق والطبيعيات والرياضيات ولم يتهدد ذلك وجود القرآن, ونحن نملكها كما ملكوها وعلينا تطويرها كما طوروها, ولا يهمنا طول المصطلح أو تكونه من عدة كلمات إذا عرِّب, فقط نريده أن يكون عربيا نفهمه إذا سمعناه ونعيه ونوفر جهودنا في فهمه بلسان غيرنا لبذلها في مجالات الإبداع والاختراع. وإن الألمان يعانون مثلنا من طول المصطلحات في لغتهم, إلا أن ذلك لم يمنعهم من ألمنة العلوم واعتماد المصطلحات الألمانية على طولها فتعودوا عليها واختصروا منها الكثير بفضل طريقة الحروف المقطعة, ونحن قادرون بإذن الله على ذلك وأكثر منه. ولكن لقد أسمعت لو ناديت حيا.

اعذرني على الإطالة فقد تكلم الجرح فيّ.

ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[14 - 08 - 2009, 11:43 م]ـ

بارك الله فيك وزادك علما وحرصا، وأرجو أن يكون هذا النقاش طلعة خير على الأمة وعلى لغتها حتى تعود إلى عز عهدها

ـ[كاتزم]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 01:00 م]ـ

السلام عليكم.

مبارك عليكم الشهر.:)

شكرا لإثرائكم الموضوع، وعود على بدء.

إذا كان يجوز لنا أن نصف الجامد بالهاتف (ويبدو لي أنه اسم فاعل!)، فما المانع أن نسند له صيغة المبالغة (نقال، جوال)؟

بمعنى: هل هناك ما يمنع لغويا من فعل ذلك؟ أم أن في الأمر سعة؟

ما رأيكم أن نقول أنه هاتف نقيّل وحميّل وجوّيل! لا أعرف لم تبدو لي وكأنها أقرب إلى اسماء المفعولات من أسماء الفاعلين.

بانتظار آرائكم السديدة.

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 01:46 م]ـ

ما المانع أن نقول هاتف و كفى؟:)

في مصر نستخدم: محمول و موبايل.

و ما المانع من نطق الكلمات الانجليزية كما هي، إذ أني أجد أحيانا كثيرة تكلفا كبيرا في ترجمة مصطلحات علمية بحتة إلى العربية!!

ما المانع أن ننطقها كما هي بالانجليزية إن لم يكن لها مرادفا مستعملا في العربية؟

كأن نقول موبايل مثلا ..

ـ[ضاد]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 04:32 م]ـ

ولماذا لا نأخذها من الفرنسية فنقول "بورطابل" أو من الألمانية فنقول "هَنْدي"؟ الإدخال سهل جدا وخطير جدا, إذ إنه - إذا لم يكن مدروسا وضروريا - يسهم في تغريب اللغة وتغريب معجمها حتى تأخذ الكلمات الدخيلة مكان الأصلية, فتكون النتيجة بعد أجيال لغة هجينة لا تعرف لها أصلا, ولنا في لهجات المغرب العربي مثال حي, وفي لغة الهند؛ والهندية ربما اللغة الوحيدة في العالم التي أصنفها في وضع أشنع مما تعيشه العربية بسبب الأنغلزة الفظيعة التي تعانيها.

ـ[حمادي الموقت]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 05:46 م]ـ

صدقت أخي ضاد، وحذار من الهجنة والتهجين

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[25 - 08 - 2009, 06:36 م]ـ

ولماذا لا نأخذها من الفرنسية فنقول "بورطابل" أو من الألمانية فنقول "هَنْدي"؟ الإدخال سهل جدا وخطير جدا, إذ إنه - إذا لم يكن مدروسا وضروريا - يسهم في تغريب اللغة وتغريب معجمها حتى تأخذ الكلمات الدخيلة مكان الأصلية, فتكون النتيجة بعد أجيال لغة هجينة لا تعرف لها أصلا, ولنا في لهجات المغرب العربي مثال حي, وفي لغة الهند؛ والهندية ربما اللغة الوحيدة في العالم التي أصنفها في وضع أشنع مما تعيشه العربية بسبب الأنغلزة الفظيعة التي تعانيها.

بارك الله فيك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير