تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 03:47 م]ـ

حواش وإضافات

جاء في معجم رينهارت دوزي "تكملة المعاجم العربية" ( R. Dozy, Supplément au dictionnaires arabes. Leiden, 1881.)، المجلد الثاني صفحة 165 (مادة علم) ما يلي:

(عالمي) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد وبدون نون – وترجمه بـ laïque, séculier، و (عالماني) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد ولكن بنون – وترجمه بـ laïque, séculier ثم (علماني) ـ نسبة إلى العَلم بفتح العين – وترجمه بـ laïque, séculier أيضا.

صدر معجم دوزي سنة 1881، وهي السنة التي يؤرخ فيها لتاريخ ظهور المصطلح الفرنسي laïcité ( لائيكية). وهذا التاريخ مهم جدا أهمية هذا المعجم، ذلك لأن الهولندي رينهارت دوزي جمع في معجمه العربي الفرنسي أكثر الألفاظ العربية التي لم ترد في المعاجم العربية ليس لأن المعاجم العربية أهملت تلك الألفاظ سهوا بل لأن تلك الألفاظ لم تكن تدخل في منظومة الكلام الفصيح كما كان أهل المعاجم يفهمونه ويعملون به. ومن هذا الكلام الذي لم يدخل في منظومة الكلام الفصيح كما كان أهل المعاجم يفهمومه: نصوص الأدب الشعبي شبه العامي (مثل سيرة عنتر وسيرة بني هلال الخ.) والنصوص العربية التي كتبها النصارى واليهود وأتباع الديانات والفرق الأخرى في موضوعات مخصوصة بدياناتهم وتاريخهم الخ. وكان هؤلاء الكتاب لا يلتزمون بقواعد اللغة العربية كما كان المسلمون يلتزمون بها لأسباب معروفة، بل كانوا يكتبون العربية كما ينطقونها تقريبا. ونصوصهم ـ في هذا السياق ـ كنز لغوي غني لدراسة تطور اللهجات العربية في العصور الوسيطة. ولا يشذ عن هذا القول إلا كتاب قليلون مثل الغوي اليهودي مروان بن جناح القرطبي والأديب موسى بن عزرا وغيرهما. ونظرا للخصوصية والمميزات اللغوية الكثيرة لتلك النصوص ولغاتها، فقد أطلق عليها في الأوساط البحثية المخصوصة بها تسميات مثل Judaeo-Arabic ( العربية اليهودية) وكذلك Christian Arabic ( العربية النصرانية). من علامات هاتين العربيتين أنهما كانتا تكتبان بالكتابة االعربية والعبرية والسريانية واليونانية واللاتينية، وأنه لا إعراب فيهما ولا تمييز بين (هم/هن) ..

وفي الحقيقة إن معجم دوزي أعلاه ـ وهو أشهر من نار على علم في سياق هذه الدراسات – يجمع أكثر الألفاظ الواردة في النصوص المكتوبة في (العربية اليهودية) وفي (العربية النصرانية). إن كثيرا من تلك المفردات المخصوصة بديانتي النصارى واليهود وسننهم وفقههم ليس من العربية بل من لغاتهم الأصلية وخصوصا العبرية والآرامية/السريانية (مثل علم ـ بفتح العين)، توطن في العربية التي كانوا هم يستعملونها والتي لم يعالجها أصحاب المعاجم العربية إما لأنها لم تكن فصيحة برأيهم لأن معايير الفصاحة عند المعجميين العرب التقليديين جد معقدة، أو لأنهم لم يطلعلوا عليها لأن أكثر تلك النصوص كان مدونا بكتابة غير عربية كما تقدم.

وهكذا أدخل دوزي في معجمه الذي صدر سنة 1881 الكلمات (عالمي) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد وبدون نون – وترجمه بـ laïque, séculier، وأيضا (عالماني) ـ نسبة إلى العالم بمد العين بألف المد ولكن بنون – وترجمه بـ laïque, séculier ثم (علماني) ـ نسبة إلى العَلم بفتح العين – وترجمه بـ laïque, séculier أيضا كما كانت هذه الكلمات متداولة في (العربية النصرانية) للدلالة على المفهوم الأول الذي يحمله مصطلح (العلمانية) أي (العومنة: جعل الشيء عاميا بعكس الكهنوتي).

والمجلد الثاني من معجم دوزي متاح في الشبكة وهذا رابطه:

http://books.google.com/books?id=aOoQOUslqBAC&pg=PA529&dq=suppl%C3%A9ment+au+dictionnaires+arabes+R.+Dozy&hl=nl#v=onepage&q=&f=false

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 03:47 م]ـ

حواش وإضافات

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير