تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الطائر الحزين]

ـ[أنامل الرجاء]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 12:45 ص]ـ


أيها الطائر الذي أذاقه المجهول ألآلامَ, وتمكّن الشجن في صدره حتى حال بينه وبين فجاج السماء, المنفهقات عراصها, الزاجلات أنوارها.
لِمَا الحزن أيها العندليب وأنت من أنت في عيون الشعراء وكل من له أدنى مُسْكة من الحياة الفكرية والفنية؟ أما ترى بالله عليك أنّ ريشك ناعم كالحرير, وأنه ساحر مآقي الخدود كلها!! وهل أفلت لبرهة أن منقارك قلم يحفظ لك منزلتك بين الطيور الأخرى.
هل غاب جمال لونك أيها الحزين الكئيب, أو رسم جناحك كي تفجر أنهار صدرك بالبكاء, فأبكي أنا ويبكي من أجلك الأطفال ومحبوك في عالم الأخوة والجمال.
قل ألف "لا" للحزن وتعالى لنطير جنبا إلى جنب فننسف العواصف العرمرمة من أصولها! تعالى يا الجميل حتى نقف معا ـ على بساط من نور الشمس ـ وقفة فتح نرهب بها الكأداء ونمسح بها الهموم والدموع. تعالى إليّ و لا تحزن, وانظر معي إلى الحياة نظرة سعد وهناء لا نظرة نحس وشقاء, وكيف لا أيها الطائر الحزين, وهاهي مملكة الطيور من أولها إلى آخرها, بمن فيها النسور والصقور ... ها هي تقترب أمامنا, تسبح بأسرابها وأنواعها وألوانها, بل إنها الآن لتواكب بأغانيها موكبنا, وتخرق على غرارنا صفحات السماء العامرة وتسطر وإيانا خطوط الأمل والسعادة في كل الفناء.
فلما الحزن إذاً, واليوم يوم الهجرة والساعة ساعة الوئام و الإخاء بين أرواحنا.
أبصر الخريف تراه يودّعنا, وانظر للشتاء دررا وقطرات تراه يهنئنا .. ابتسم له وابتسم للصيف فإنه يرجو لنا السلامة, والعودة إلى حضن نوره الأمين, وكذلك الربيع, ألا ترى, إنه الآن يستودعنا ويسلمنا إلى رعاية من لا تضيع ودائعه. الله تعالى.
هاهو طائر الدرج ومعه الهازجة الرشيقة ينطلقان, يرفرفان بجناحيهما الذهبيين, فحيَّا إلى الانطلاق معهما ومع بقية العصافير الأخرى, بمن فيهم أعضاء هذا المنتدى الرحيب, ولنشعر أشعار الفرح فقط, لا أشعار الحزن والبكاء.
تحياتي لكم يا أحبتي والسلام عليكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير