تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أو أن يقال إنَّ هذه الآيات ليتدبّر الناس القرآن ... فمن يحب العلم يرى هذه الآيات الكريمة دافعاً للتدبر.

الثانية: تسليم القول بأنَّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن الكريم ليكون مفهوماً كلَّه ...

فيكون عليه أن نقول إنَّه ما من آية ممَّا يسميها إخوتنا السلفية بآيات الصفات إلا وفيها معنى نشترك وإيَّاهم في فهمه منها.

فقوله سبحانه وتعالى "يد الله فوق أيديهم" يفهم منها الجميع التأييد في مبايعة الصحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحديبيبة.

وقوله سبحانه وتعالى "ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي" يفهم منه الجميع أنَّ خلق سيدنا آدم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام كان فيه تشرف له.

وقوله سبحانه وتعالى "الرحمن على العرش استوى" يعلم الجميع منه انقهار العرش والسموات والأرض لله سبحانه وتعالى أفهم أيضا القول بالانتقال والحركة أم لا.

خامساً: هذا الرد على كلام أخينا (عنقود الزواهر) ممّا سبق:

فلقد ادعى أولاً أنَّ الأشاعرة قد رفعوا النقيضين ... وهما الكون داخل العالم أو خارجه ...

ويلزم من هذا بمفهوم المخالفة أنَّ الله سبحانه وتعالى خارج العالم, وكلمة (خارج) إنَّما هي هنا ظرف مكان .... فلا تكون دالّة إلا على المكان.

لكنَّ العالم هو كل ما سوى الله سبحانه وتعالى ... فكل مخلوق هو غير الله سبحانه وتعالى.

وثابت أنَّ الأمكنة كلَّها مخلوقة بدليل اختلافها, فلو لم تكن مخلوقة لما تمايزت عن بعضها -وأمَّا الاعتبار فهو المكان من جهة المفهوم للمتحيزات ...

فبناء على كون العالم هو كل ما سوى الله سبحانه وتعالى, وأنَّ الأمكنة من المخلوقات ...

إذن فيستحيل القول بأنّ للعالم خارجاً.

هذا النقض من جهة الأصل.

أمَّا من جهة أخرى فيمكن القول بأنَّ الاعتراض على القول بأنَّ الله سبحانه وتعالى لا خارج العالم ولا داخله أصله أنَّ كل موجود لابدَّ أن يكون في مكان بجهة من غيره أو في نفس حيّزه ...

والدعوى على ذلك من قول صاحبنا (عنقود الزواهر) بأنَّه لا يعقل ذلك عاقل, فقوله بناء على القياس بوجوده ... والرد عليه إجمالاً بالقول إنَّه بما أنَّ حقيقة الله سبحانه وتعالى مغايرة لحقائق المخلوقات؛ فوجوده مخالف لصفات المخلوقين ... فالاتصاف بالمكان من صفات المخلوقات ... فالله سبحانه وتعالى متصف بأنَّه ليس في مكان.

فإن قال صاحبنا إنَّ النصوص قد جاءت بأنَّه سبحانه وتعالى في مكان فيكون قد انخرم استشهاده هذا بما يدّعي أنَّه العقل!!

فإن قال إنَّ الله سبحانه وتعالى في مكان عدمي - كما قال الشيخ ابن تيميَّة رحمه الله- فهو ليس في مكان مخلوق ... فيردُّ عليه بأنَّ النصوص التي يدَّعي أنَّه يستشهد بها لا تقول بأنَّه تعالى في مكان عدمي -على فهمه-!

فهو يستشهد بآيات الاستواء على مراده ... وهي عنده بمعنى الارتفاع فيكون من مكان إلى مكان فيلزم كونهما مخلوقين لتمايزهما لأنَّ العدم لا يتمايز.

أو إنَّ الاستواء عنده هو الجلوس فيلزم الكون في مكان مخلوق هو العرش!

وعلى ذلك يلزم الحلول بالمخلوق وهو كفر عنده.

وكذلك استشهاده بقوله تعالى "وهو القاهر فوق عباده"

فكلمة (فوق) ظرف مكان ...

وكذلك كل ما يردد يرجع عليه.

... وأمَّا استشهاده بأقوال الأئمة الأوائل فنقول إنَّهم ما كان في زمانهم من المتكلمين من أهل السنة كثير إنَّما اشتهر المعتزلة بأنَّهم المتكلمون وقتئذ ... فكان رد مثل الإمام الشافعي رضي الله عنه عليهم ...

وأمَّا اعتقاد الأئمة فكان قطعاً هو اعتقاد الأشاعرة استخدموا علم الكلام أو لا, فالإمام الطحاوي إنَّما نقل اعتقاده عن الإمام أبي حنيفة وتلميذيه رضي الله عنهم, وخاله الإمام المزني تلميذ الإمام الشافعي رضي الله عنه الذي نقل عنه صاحبنا على المعتزلة ما قال ...

وقد قال الإمام الطحاوي إنَّ من وصف الله سبحانه وتعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر, والكون في المكان من المعاني التي يتصف بها البشر فيتنزه الله سبحانه وتعالى عنها ...

وأمَّا نقوله عن المجسمة كابن قيم وابن خزيمة رحمهما الله فعليه,

وذلك بأنَّ الإمام البيهقي رحمه الله قد نقل في كتابه (الأسماء والصفات) ندم ابن خزيمة على ما كتب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير