تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوله: "فيكون عليه أن نقول إنَّه ما من آية ممَّا يسميها إخوتنا السلفية بآيات الصفات إلا وفيها معنى نشترك وإيَّاهم في فهمه منها"، نقول: نحن نخالفكم في فهمكم الذي يخالف فهم الصحابة والتابعين، ويخالف صريح الأحاديث التي تردونها.

قولك: " قال إنَّ الله سبحانه وتعالى في مكان عدمي، كما قال ابن تيمية" أكاد أجزم بأن هذا من الافتراء، فأين ذكر ابن تيمية هذا، وقد ذكر صاحبكم جمال أنه رجع إلى مذهب الأشعري!!!!؟ إلى متى الافتراء والكذب والاختلاق؟؟؟ أنتم لا تعرفون كتب ابن تيمية، ولا كتب ابن القيم وإنما تتابعون متأخري الأشاعرة وابن حجر الهيتمي والسبكي فيما ينقولونه، ولم نجد شيئا من ذلك في كتبه، ولو وجدنا فيها ما يخالف منهج السلف لرددناه، ولا نبالي، فهو بشر، لا نعتقد له العصمة، ولسنا متناقضين في أقوالنا كما في مذهبكم في مسائل الكلام والتكوين والقدر ... الخ.

وقولك: "وقوله سبحانه وتعالى "الرحمن على العرش استوى" يعلم الجميع منه انقهار العرش والسموات والأرض لله سبحانه وتعالى أفهم أيضا القول بالانتقال والحركة أم لا" نحن لا نعلم منه ذلك لا بدلالة المطابقة ولا التضمن، ولا اللزوم، وإنما نعلم منه بدلالة المطابقة استواء الله على العرش حقيقة، وهو استواء يليق بجلاله، فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، والسؤال عن كيفية ذلك بدعة.

قولك: "وقد قال الإمام الطحاوي إنَّ من وصف الله سبحانه وتعالى بمعنى من معاني البشر فقد كفر، والكون في المكان من المعاني التي يتصف بها البشر فيتنزه الله سبحانه وتعالى عنها"، ونحن نقول لكم أنتم وصفتم الله بالحياة والعلم وهما معنيان من معاني البشر!!!!!!!؟ وأنتم لم تحرروا معنى الحيز ولا المكان، بل تابعتم الفلاسفة في ذلك وتواردت عليكم الشبه في ذلك، فالله المستعان.

قولك: "وأمَّا نقوله عن المجسمة كابن قيم وابن خزيمة رحمهما الله فعليه"، وأنتم مجسمة، والدليل على ذلك:

أنكم أثبتم لله سبع صفات، وهي متغايرة من حيث المفهوم، ويلزم على قولكم لزوما بينا تركب واجب الوجود، ومن ثم احتياجه، وهذا عين الإمكان، وهذا من التناقض الذي تأباه عقولكم.

وعلى لزوم التركب، يلزم من ذلك كون الباري جسما، وهو ما اتهمتم به ابن القيم وابن خزيمة.

وأما نحن فلا نقول بشيء من تلك المصطلحات الفلسفية القادمة من اليونان، بل نقف مع آي القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم، كما وقف الصحابة، ونجنبهما هذيان فلاسفة اليونان، وأتباعهم من الجهمية والمعتزلة والأشعرية وغيرهم.

قولك: "وذلك بأنَّ الإمام البيهقي رحمه الله قد نقل في كتابه (الأسماء والصفات) ندم ابن خزيمة على ما كتب". ففي قولك هذا، نقول:

- البيهقي وشيخه ابن فورك من الأشاعرة، فكيف تريدنا نقبل مثل هذا، مع أني أشك في نقلك هذا، لما سيأتي:

-أظنك اعتمدت في نقلك هذا على زاهد كوثري، الذي عرفه القاصي والداني وعرفو طريقته في التهجم على علماء الدين، وعلى رواة الحديث. وأظنك لا تعرف كتاب الأسماء والصفات للبييهقي، ولا تعرف أن البيهقي من الأشاعرة.

قولك: "وأمَّا ابن قيم الجوزية رحمه الله فهو حلولي!! كما في كتابه (شفاء العليل) إذ يقول إنَّ الله سبحانه وتعالى نزل إلى الشجرة فكلّم منها سيدنا موسى كلمة!! فهذا النزول إلى الشجرة أسفل من الجبل نقص وقول بالحلول وهما كفر عندهم". فهذا يوافق حديث النزول الذي اعرضتم عنه ورددتموه، فابن القيم يؤمن بنزول الرب نزولا يليق بجلاله، ولا يكفي ذلك، والله سبحانه وتعالى قال: " فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يموسى إني أنا الله رب العالمين"، فهذه الآية صريحة فيما ذكره ابن القيم، ولا يلزم منها ما دلكم عليه عقلكم من نقص.

ولذا قال ابن كثير الشافعي: " أي الذي يخاطبك ويكلمك هو رب العالمين الفعال لما يشاء لا إله غيره ولا رب سواه تعالى وتقدس وتنزه عن مماثلة المخلوقات في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله سبحانه"، فهذا لا يختلف عن قول ابن القيم.

فالله فعال لما يشاء ينزل ويستوي ويتكلم ويخلق، فسبحانه وصف نفسه بذلك، وقال: " ليس كمثله شيء"، فأهل السنة أتباع الصحابة يقولون كذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير