تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا الكلام أخرجه أبو نعيم في الحلية، وقال بعد إخراجه: " هذا حديث غريب من حديث النعمان، كذا رواه محمد بن إسحاق عنه مرسلا"، ولو سألت ابن حجر رحمه الله عن درجة هذا الكلام، لقال لك عنه: إنه ضعيف الإسناد، فإن كنت تجهل هذا بينا لك ذلك، واعلم أن محمد بن إسحاق مذكور في طبقات المدلسين عند ابن حجر وهو في الثالثة، التي لا تقبل عنعنتها، ما لم تصرح بالسماع، واعلم أن ابن حجر وغيره ممن يضعف المرسل، واعلم أن قول العلماء: " غريب" في مثل هذا يدل على تضعيفهم للحديث، فهل تريد تفصيلا فوق هذا، لنبين لك مدى ضعف هذا الكلام، وأنا أنصحك بمراجعة نفسك والرجوع إلى علم الحديث وتلقي كلام السلف من مصادره التي تذكره بالأسانيد، ودع عنك قال الرازي والشهرستاني والعضد والسعد والشريف و ..... ، وعليك بما صح من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بما صح من كلام الصحابة والتابعين وأتباعهم كمالك، وغيره.

سابعا: قولك: "وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (94 هـ) ما نصه- إتحاف السادة المتقين (4/ 380): "أنت الله الذي لا يحويك مكان". أسند لنا هذا الأثر عن قائله رحمه الله، ولا تكن كالرافضة ينسبون لآل البيت من كتاب الكليني وغيره ما لا يصح عنهم، بأسانيد ضعيفة وواهية ومنقطعة. ولو ثبتت هذه الجملة فحملها على باقي النصوص ظاهر، ولكن دون ثبوتها خرط القتاد.

ثامنا: قولك: "وهذه خطبة للخليفة علي كرّم الله وجهه:" ((الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعمه العادون، ولا يؤدي حقه المجتهدون الذي لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت موجود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود ".

يبدو أنك متأثر بنهج البلاغة المكذوب على علي رضي الله عنه، وهذا الكلام لا يثبت عن علي رضي الله عنه، وهو من افتراء شيعة الرافضة عنه، أو من افتراءات الحصني. الذي قال عنه ابن قاضي شهبة: " وكان أشعريا منحرفا على الحنابلة، يطلق لسانه فيهم، ويبالغ في الحط على ابن تيمية". فاحذر أن تنقل من كتابه المشهور في التحريف، فإنه لا يوثق به، فهو الذي أطلق لسانه في القضاة، كما ذكر ابن قاضي شهبة.

وهل تأملت في النص الذي نقلته، دون معرفة به، قوله: " وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه ".

فهل كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه؟ وهل إثبات الحياة والإرداة والقدرة والكلام النفسي يوافق هذا أو يخالفه، هل طبقتم هذا من قوله ونفيتم جميع الصفات؟ عيب عليك يا أخي أن تنقل ما لا تعرف، وما يناقض دعواك ومذهبك.

تاسعا: أذكر أخي سليم بمذهب السلف في الاستواء، وهو ما ذكره غير واحد من أهل العلم: قال ابن قتيبة: ما زالت الأمم عربها وعجمها في جاهليتها وإسلامها معترفة بأن الله في السماء ثم قال: " استوى سبحانه على العرش على الوجه الذي يليق بجلاله ويناسب كبريائه، وأنه فوق سماواته، وأنه على عرشه، بائن من خقله، مع أنه سبحانه هو حامل للعرش ولحملة العرش، وأن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، كما قالت أم سلمة (رضي الله عنها)، وربيعة بن أبي عبدالرحمن، ومالك بن أنس، فهذا مذهب المسلمين، وهو الظاهر من لفظ (استوى) عند عامة المسلمين الباقين على الفطرة السالمة التي لم تنحرف إلى تعطيل ولا إلى تمثيل، وهذا هو الذي أراده يزيد بن هارون الواسطي، المتفق على إمامته وجلالته وفضله، وهو من إتباع التابعين، حيث قال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى خلاف ما يقر في نفوس العامة، فهو جهمي، فإن الذي أقره الله تعالى في فطر عباده وجبلهم عليه أن ربهم فوق سمواته، كما أنشد عبد الله بن رواحة - رضي الله عنه - النبي صلى الله عليه وسلم فأقره النبي صلى الله عليه وسلم:

شهدت بأن وعد الله حق .... وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف ... وفوق العرش رب العالمينا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير