تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلما نسبت أجزاء لله سبحانه وتعالى سميتها عينين حقيقيتين ويدين ورجلين ... وكانت هذه ليست هي الله سبحانه وتعال, فليست يد الله هي الله فهي غيره ... فالله سبحانه وتعالى محتاج إلى غيره وهو كفر! لأنَّه تعالى هو الغني.

قولك: ((كما في قولكم: " لا داخل العالم ولا خارجه" .. ، وكما في جنايتكم على القرآن حين حرفتم آية الاستواء، فقلتم: "استولى على العرش"، فحرفتم كتاب الله.))

فقولك بتحريف الآية الكريمة مع علامتي التنصيص منك كذب منك!!

فاقرأ قوله تعالى في سورة فصلت "ثمَّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين" والفاء هي الفاء الفصيحة لتي تفيد تفصيل ما بعدها ما قبلها.

فالاستواء هو بانقهار السموات والأرض.

قولك: (وأما كون العينين حقيقيتان، فهو ككون الحياة حقيقية، وأنتم تثبتون له الحياة، وتوافقوننا في هذا، وتثبتون له الكلام، وتقولون بأنه في النفسي حقيقة ... الخ، فما المستبعد، في قولنا: " له يدان حقيقيتان؟ ".)

فالصواب في جملتك نحوياً: (وأمَّا كون العينين حقيقيتين)

فذا قياس مع فارق أنَّك تنسب لله سبحانه وتعالى أجزاء هي غير الله سبحانه وتعالى ونحن ننسب إليه معانيَ ليست غيره!!

ثمَّ لم يمنع أحد أن تكون اليدان والقدم والأصابع أعضاء لكنَّها من خلق الله سبحانه وتعالى كما تنسب الروح إليه سبحانه وتعالى ... ولم يقل الله سبحانه وتعالى إنَّ يديه جزآن منه كما تدعون فيجون أن تكونا من المخلوقات ... !!

وأما قولك عن قولي "وأنَّه تعالى هو الذي يعلم المعنى من المتشابه وما يعلم تأويله إلا الله" (فهو مما لا ينقضي منه العجب، فأنتم لا تثبتون لله إلا سبع صفات، وتنفون ما عداها)

فقد كذبتَ فانظر كتاب [مجرد مقالات الأشعري] للإمام ابن فورك رحمه الله و اقرأ في كتاب الإنصاف للإمام الباقلاني ... واعلم أنَّ الأشاعرة قائلون إنَّ كمالات الله سبحانه وتعالى كمالاته لا حدَّ لها ولا مقدار ... ولكنَّ ما علمنا منها ما جاء به النقل والعقل في صفة الوجود والصفات السلبية الخمس وصفات المعاني السبع فذي ترجع إليها باقي الصفات مثل (الخالق) و (الرازق) ترجع إلى الإرادة والقدرة ... وكذلك (المتعالي) إلى صفة مخالفة الحوادث ... فكذا كل الأسماء والصفات يرجه بعضها إلى بعض لكنَّكم قوم تستعجلون!!

قولك عن قولي: (اتهام خطير للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ حق البلاغ، وقسمتم الناس إلى خاصة وعامة، كما يفعل الباطنيون، والفلاسفة،)

فاتق الله!!

الفرق هو أنَّ الباطنيّة قالوا إنَّ للخاصة شرعاً غير شرع العامة وهو كفر عند الأشاعرة!

وأمَّا قولي فهو في أنَّ العالم باللغة يعقل من كلام الله سبحانه وتعالى ما لا يعقل العامّي, فكيف بسيد العقلاء وأعلى الفصحاء صلى الله عليه وسلم؟؟!

فلذلك لم ندَّع أنَّه صلى الله عليه وسلَّم قد أخفى شيئاً هو مأمور بتبليغه ...

ولا الصحابة الكرام رضي الله عنهم ...

ولكنَّهم علموا الحق فكانوا عليه ... والحق له طرق شتى للتعبير عنه!!!

قولك: (قوله: "فيكون عليه أن نقول إنَّه ما من آية ممَّا يسميها إخوتنا السلفية بآيات الصفات إلا وفيها معنى نشترك وإيَّاهم في فهمه منها"، نقول: نحن نخالفكم في فهمكم الذي يخالف فهم الصحابة والتابعين، ويخالف صريح الأحاديث التي تردونها.)

فقولي الأول إنَّما هو على الإيراد بأنَّ المفوضة يقولون إنَّ الله سبحانه وتعالى قد أنزل ما لا معنى له ... فالجواب ما سبق ... ولكنَّك أخي لم تعقل الإيراد ولا الجواب!!!!

وأمَّا أنَّ ابن تيمية رحمه الله قد قال بأنَّ الله سبحانه وتعالى في مكان عدمي فسل من شئت من مشايخك!!!! فذا دليل على أنَّك لم تقرأ كتبه! وأمَّا أنا فليس الآن بين يدي كتبه ... ولكنَّه معلوم قوله بذلك إلا للمقلدة أمثالك! وعلى كل فيُفهم من ذلك أنَّك قائل إنَّه سبحانه وتعالى موجود في مكان مخلوق ثمَّ ينتقل إلى مكان مخلوق آخر ... فهنيئاً لك بالقول بالحلول!!!

-قولك: (وقد ذكر صاحبكم جمال أنه رجع إلى مذهب الأشعري!!!!؟)

فقد نقل ذلك عن ابن تيمية ابن شاكر الكتبي -وهو من أتباعه!! - وكذلك من كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير