تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يقال لك: وهل وصفُ الله بالعلم والحياة والقدرة والإرادة على الحقيقة؟ فإن قلت نعم، قلنا لكم: وهل قال هذا أحد من الصحابة؟ فإن قلتم نعم، قلنا لكم: هات الدليل، وإلا دعوا تحريف النصوص الشرعية تحت دعوى طاغوتكم المجاز، الذي جعلتم منه كعبة لكم في باب الصفات، عندما يلزمكم أهل السنة بمثل هذه الإلزامات.

وقد سبق أن ناقشنا ما يتعلق بالمجاز، وأقول –أيضا-: المجاز مصطلح محدث، لم نعرفه عند السلف، والمصير إليه بمجرد العقل مناقض لقوله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء ... "، والرد يكون للقرآن والحديث، ولأولي العلم من الصحابة والتابعين ومن سار على طريقهم.

قولك: "فقولك بتحريف الآية الكريمة مع علامتي التنصيص منك كذب منك"!! هذا قول أئمتكم وقولك أنت، حيث فسرت الاستواء بالانقهار، أليس هذا من تحريف المعنى، الذي هو تحريف لكتاب الله سبحانه وتعالى.

وأفيدك بما نقله البيهقي في الأسماء والصفات عن إمام العربية في وقته ابن الأعرابي، فقد سئل عن معنى آية الاستواء، فقال: " إنه مستو على عرشه، كما أخبر"، فقال السائل: " إنما معنى قوله استوى: أي استولى"، فقال ابن الأعرابي: " ما يدريك؟ العرب لا تقول استولى على العرش فلان، حتى يكون له فيه مضاد، فايهما غلب، قيل: قد استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له، فهو على عرشه كما أخبر"، وإسناد هذا الخبر عن ابن الأعرابي صحيح

قولك: " فاقرأ قوله تعالى في سورة فصلت "ثمَّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرها قالتا أتينا طائعين" والفاء هي الفاء الفصيحة لتي تفيد تفصيل ما بعدها ما قبلها"، يبدو أنك لا تعرف مصطلح الفاء الفصيحة، مع أن أكثر من ردد ذكرها الأشاعرة في كتبهم اللغوية والكلامية.

فالآية تتحدث عن الاستواء إلى السماء، وليس الاستواء على العرش، فاتق الله في هذا التدليس،

أيها المنكح الثريا سهيلا .... عمرك الله كيف يجتمعان

هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا ما استقل يمان

قولك: "فالصواب في جملتك نحوياً": (وأمَّا كون العينين حقيقيتين" يذكرني بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " صدقك وهو كذوب".

قولك: "فذا قياس مع فارق أنَّك تنسب لله سبحانه وتعالى أجزاء هي غير الله سبحانه وتعالى ونحن ننسب إليه معانيَ ليست غيره" وهذه المعاني مختلفة فيما بينها، وهو متفق عليه بينكم، فالباري يتركب من هذه المعاني، والتركيب يقتضي حاجة الكل لما يتركب منه، وهذا عين الإمكان، الذي يخالف الوجوب. ولهذه الشبهة فر المعتزلة مما وقعتم فيه فنفوا الصفات، فرارا من التركيب.

فأنتم بقولكم هذا تجعلون الباري ممكنا، والفرض عند الجميع أنه واجب، وهذا من التناقض في مذهبكم، وعلى أصولكم اليونانية.

قولك: "ثمَّ لم يمنع أحد أن تكون اليدان والقدم والأصابع أعضاء لكنَّها من خلق الله سبحانه وتعالى كما تنسب الروح إليه سبحانه وتعالى ... ولم يقل الله سبحانه وتعالى إنَّ يديه جزآن منه كما تدعون فيجون أن تكونا من المخلوقات ... !! "، بداية تخليط لديك، وعدم تركيز، وما معنى: " فيجون"؟؟؟؟؟؟؟ فربما تكون هذه النون كالاستيلاء الذي حل محل الاستواء؛ لأنها حلت محل حرف الزاء.

قولك: " فقد كذبتَ فانظر كتاب [مجرد مقالات الأشعري] للإمام ابن فورك رحمه الله و اقرأ في كتاب الإنصاف للإمام الباقلاني ... واعلم أنَّ الأشاعرة قائلون إنَّ كمالات الله سبحانه وتعالى كمالاته لا حدَّ لها ولا مقدار ... ولكنَّ ما علمنا منها ما جاء به النقل والعقل في صفة الوجود والصفات السلبية الخمس وصفات المعاني السبع فذي ترجع إليها باقي الصفات مثل (الخالق) و (الرازق) ترجع إلى الإرادة والقدرة ... وكذلك (المتعالي) إلى صفة مخالفة الحوادث ... فكذا كل الأسماء والصفات يرجه بعضها إلى بعض لكنَّكم قوم تستعجلون!!

أولا: حديثي عني صفات المعاني، فأنتم لا تثبتون له إلا سبع صفات، كما في أم البراهين وغيرها.

ثانيا: قولكم: "واعلم أنَّ الأشاعرة قائلون إنَّ كمالات الله سبحانه وتعالى كمالاته لا حدَّ لها ولا مقدار" من أين نقلت هذا الكلام؟ وللفائدة: فهذا الكلام مذكور في العقائد وأم البراهين. ويرد عليه إشكال لا مفر لكم منه إلا بالقول بقصور العقول. وهو:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير