تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل هذه الكمالات موجودة؟ فإن قلت نعم، بطل القول باستحالة التسلسل في الأمور الموجودة في الوجود، وأنتم من أكثر المتكلمين محاججة به، كما في رسالة الأمير وشرحها للطهطهاوي.

ويقال لكم: " هل الباري يعلم جميع هذه الكمالات؟ " فإن قلتم نعم، تناقضتم، لأن من لوازم ذلك التناهي، وأنتم تدعون أنها غير متناهية، وهذه سفسطة في العقليات.

فإن قلتم العقول قاصرة عن فهم ذلك؟ قلنا لكم: والعقول قاصرة عن كيفية جميع الصفات التي أثبتها أهل السنة، فهي لا تشبه صفاتنا مطلقا، ولا يلزم منه ما يلزم في صفاتنا، فإن قلتم هذا مستحيل ومخالف للمعقول؟ قلنا لكم: هذا مما تقصر العقول عن فهمه، مثل قولكم في تناقضكم السابق.

والحق: إن العقول قاصرة، ولكنكم أبيتم إلا تحكيمها في الغيبيات، وتحريف النصوص كي توافق ما دلتكم عليه عقولكم.

فإثبات صفة اليد والوجه والعين، وغيرها، لا يلزم منه ما تدعون، لأن كيفية ذلك خارج طور العقل البشري، والسؤال عن هذه الكيفية بدعة.

قولك: "ولكنَّ ما علمنا منها ما جاء به النقل والعقل في صفة الوجود والصفات السلبية ... "، ونحن نقول: إن صفة الوجه واليدين و ... مما علمنا من النقل، وكيفيتها خارج طور العقل، والسؤال عنه بدعة.

قولك: " الفرق هو أنَّ الباطنيّة قالوا إنَّ للخاصة شرعاً غير شرع العامة وهو كفر عند الأشاعرة" وهذا ما تقولونه، وتدعونه، فتدعون أن للعامة شرع في فهم هذه النصوص، والفهم الصحيح أخفاه النبي عنهم عنهم، وعلمه الأشاعرة!!!!!.

قولك: "وأمَّا قولي فهو في أنَّ العالم باللغة يعقل من كلام الله سبحانه وتعالى ما لا يعقل العامّي, فكيف بسيد العقلاء وأعلى الفصحاء صلى الله عليه وسلم؟؟

فلذلك لم ندَّع أنَّه صلى الله عليه وسلَّم قد أخفى شيئاً هو مأمور بتبليغه ...

ولا الصحابة الكرام رضي الله عنهم ...

ولكنَّهم علموا الحق فكانوا عليه ... والحق له طرق شتى للتعبير عنه!!! ".

بل هو على مذهبكم قد أخفى معنى الاستواء، والنزول، والوجه واليدين، وأن موسى سمع ما لا حرف ولا صوت له.

قولك: " وأمَّا أنَّ ابن تيمية رحمه الله قد قال بأنَّ الله سبحانه وتعالى في مكان عدمي فسل من شئت من مشايخك!!!! فذا دليل على أنَّك لم تقرأ كتبه! وأمَّا أنا فليس الآن بين يدي كتبه ... ولكنَّه معلوم قوله بذلك إلا للمقلدة أمثالك".

أريدك تثبت هذا القول من كتب ابن تيمية، وإلا فأنت كذاب مفتر، وقولك: " ليس بين يدي كتبه"، مما يحزن العاقل، ويجزم بما سبق ذكره من تبعيتك العمياء لنقول غيرك.

قولك: "وعلى كل فيُفهم من ذلك أنَّك قائل إنَّه سبحانه وتعالى موجود في مكان مخلوق ثمَّ ينتقل إلى مكان مخلوق آخر ... فهنيئاً لك بالقول بالحلول!!!

بل قولي: إنه مستو على العرش، وينزل إلى السماء الدنيا، فقف عند هذا، ولا تبتدع في الألفاظ.

قولك: "فقد نقل ذلك عن ابن تيمية ابن شاكر الكتبي -وهو من أتباعه!! - وكذلك من كتاب (نهاية الأرب في فنون الأدب) للإمام القاضي شهاب الدين النويري المعاين للحادثة والمتوفى سنة 733هـ ط دار الكتب المصرية".

أين نقل هذا ابن شاكر الكتبي، هات المجلد والصفحة، والذي يظهر لي أنك لا تعرف ابن شاكر ولا تعرف كتابه المشهور، وأما النويري، فلا يؤخذ بقوله في هذا. ثم إني راجعت كتاب ابن شاكر، فلم أجد فيه ما ذكرت.

قولك: "ونقل عنه الحافظ ابن حجر في كتابه (الدرر الكامنة) قول ابن تيمية إنَّه شافعي ... أي مغير مذهبه".

قال صاحب كتاب الانتصار عن آخر مجالس ابن تيمية مع الأشاعرة: " واختلفت نقول المخالفين للمجلس، وحرفوه، ووضعوا مقالة الشيخ على غير موضعها، وشنع ابن الوكيل واصحابه بأن الشيخ قد رجع عن عقيدته، فالله المستعان".

فانظر في تحريفهم عقيدة ابن تيمية، كما حرفوا دلائل القرآن الواضحة.

وبالجملة، فقد ذكر ابن تيمية ما يتعلق بالمجالس التي عقدت له فقال: " كان قد بلغني أنه زور علي كتاب إلى الأمير ركن الدين الجاشنكير استاذدار السلطان، يتضمن ذكر عقيدة محرفة، ولم أعلم بحقيقته، لكن علمت أن هذا مكذوب".

ثم جاء أبو الغوش، مقلدا، بلا بصر، ولا بصيرة، لينقل مثل هذا الافتراء والكذب، دون دليل، والله المستعان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير