تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا نظر العاقل في كثير ممن ضل من قبله ومن أهل زمانه, رأى أن كثيرًا من هؤلاء كان معروفًا بنجابته وذكائه و فطنته.

فالذكاء وحده لا يقود صاحبه الى الهداية و الحق؛ فالله ـ سبحانه ـ هو المتفضل على المهتدين بهدايتهم "ولكن الله يهدي من يشاء " البقرة.

وهذا ما يقر به أهل الهداية المعترفون بنعمة الله وفضله عليهم، قال البراء بن عازب _رضي الله عنه_: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، ولقد رأيته وارى التراب بياض بطنه يقول: "لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا"، وقال الله عن أهل الجنة: "وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله" الأعراف.

وهناك مسائل وأمور مواقع إشكال، الاختلاف والتعارض فيها مستوى متقارب، فيشتبه الحق فيها على طالبه، فلابد من طلب الهداية من الهادي العالم الحاكم فيما اختلف فيه الناس.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وحقيقة الأمر أن العبد مفتقر إلى ما يسأله من العلم و الهدى، طالب سائل، فبذكر الله والافتقار إليه يهديه الله و يدله، كما قال: "يا عبادي! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم", وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم رب جبريل و ميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون, اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

وقال رحمه الله: "فإذا افتقر العبد إلى الله، وأدمن النظر في كلام الله وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين انفتح له طريق الهدى".

وقال رحمه الله: "فمن تبين له الحق في شيء من ذلك اتبعه، ومن خفي عليه توقف حتى يبينه الله له، وينبغي أن يستعين على ذلك بدعاء الله، ومن أحسن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة _رضي الله عنها_ أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: "اللهم رب جبريل و ميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

قال تعالى عن موسى _عليه السلام_: "عسى ربي أن يهديني سواء السبيل". القصص.

قال العلامة عبدالرحمن السعدي _رحمه الله_: "إن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العمل أو التكلم به، إذا لم يترجح عنده أحد القولين بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه, فإن الله لا يخيب مَن هذه حاله، كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين ولا يدري الطريق المعين إليها قال: "عسى ربي أن يهديني سواء السبيل"، وقد هداه الله وأعطاه ما رجاه وتمناه".

وقال ابن القيم _رحمه الله_: "وإذا عظم المطلوب, و أعوزك الرفيق الناصح العليم, فارحل بهمتك من بين الأموات وعليك بمعلم إبراهيم)).

ا. هـ

اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم, اللهم واجز عنا أسد السنة الأستاذ عنقود الزواهر خير الجزاء؛ فقد والله أجاد وأفاد, وسد ثغرة كنا بأمس الحاجة إلى سدّها, غفر الله له، ومحا ذنبه, وعفا عنه, وبوأه من الفردوس منزلا تقر به عينه, ورضي عنه وأرضاه.

وجزى الله أستاذنا الكبير أبا ذكرى وأستاذنا الربيع وأستاذنا جهالين خير الجزاء؛ لقاء نصرتهم للحق وأهله, ووقوفهم دون العقيدة والتوحيد أسودًا يُخشى لقاؤها.

ـ[معالي]ــــــــ[30 - 06 - 2006, 02:33 ص]ـ

أبا ذكرى؛ أنت مشرف كان أولى بك أن تنأى عن مساجلات الأعضاء أو كن عادلا على الأقل

هذا المنتدى للغة العربية وعلومها، فليكن محايدا

أما أن ينحاز المشرفون إلى جهة معينة وينافحون عنهم؛ عند ذلك نعرف حقيقة المنتدى أنه لم يؤسس للغة وإنما لمذهب عقدي معين.

سبحان الله ..

وهل تريد المشرف أن يتخلى عن عقيدته ومنهجه لتخلعوا عليه لقب: منصف, محايد، عادل؟؟

ما كنا لنتخذ عقيدتنا ظهريًا, بل هي والله نصب أعيننا في ما نأتي وما نذر, ونسأل الله الثبات على الحق حتى نلقاه.

ثم إننا لنعجب من قوم يفرضون علينا قبول طريقتهم في منتدى يختص بعلوم اللغة على نهج سلف الأمة الصالح, ممن تنعتونهم في ساحاتكم بـ: أدعياء السلفية, والوهابية, والتيميين, وغيرها من النعوت والأوصاف.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير