تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلت لك الفقه الأكبر ليس من جمع أبي مطيع، بل من جمع حماد، وأبو مطيع جمع الفقه الأبسط، وقد طبع خطأ باسم الفقه الأكبر، وقد بين ذلك أشعريكم الكوثري. وطلبت منك مراجعة ذلك في رسالة الدكتوراة، ولكنك تعاند.

قولك: "وأمَّا النقل عن ابن تيميَّة بأنَّه رجع إلى مذهب الإمام الأشعري فلا أدري أأصدقك بإنكارك نقل ابن شاكر عنه أم لا؟! ".

قد فندنا هذا من كلام ابن تيمية نفسه بأن الأشاعرة افتروا عليه في ذلك، وأما كلام ابن شاكر فلم تذكر له مرجعا، ولن تستطيع، ولو ذكره ابن شاكر لم نأخذ به، لأنه لم يحضر المجالس، وقد لخص ابن تيمية ما جرى له في المجالس كما نقلت لك، فمن نصدق ابن تيمية أو تحريفات الأشاعرة في حاله.

قولك: "وأمَّا إلزامي بكون كمالات الله سبحانه وتعالى لا نهاية لها بإثبات وجود ما لا نهاية له فمضحك!!

فالكمالات عندنا -أهل السنّة ليست غير ذاته سبحانه وتعالى ... وليس سبحانه وتعالى متركباً منها ... ".

أولا هذه الكمالات عندكم صفات وجودية، فوصفها بالوجودية وعدم التناهي تناقض وفق دليل بطلان التسلسل عند الجميع.

وقولك: " ليست غير ذاته سبحانه وتعالى"، وهذا مذهب المعتزلة، فلماذا لا ترجعون إلى أصل مذهبكم.

وقولك هذا مناقض للعقل، فالصفة غير الموصوف عند العقلاء، فكيف تقول: ليست غير ذاته. قال بعض علمائكم: " الصفة ما ليس ذاتا، فيصدق بالنفسية، والسلبية"، فالصفة غير الذات، وأنت تقول بأنها عين الذات، ومسألة الاسم والمسمى، لها بحث آخر.

قولك: "وليس سبحانه وتعالى متركباً منها" بل هو على أصولكم متركب منها، كما أن السواد متركب من اللونية، والقابضية للبصر، وهما أمران غير متمايزين في الأعيان. وراجع مطولاتكم في ذلك.

قولك: "بل الله سبحانه وتعالى نصفه بانَّه قادر عالم مريد رؤوف رحيم .... بالأسماء والصفات إلى أن لو قدَّرنا أحداً يبدأبه فلن ينتهي!! "

أراك بدأت تضطرب في الكلام، وهل صفة الرحيم حقيقية أو مجاز؟ ومسألة الصفات والغيبيات تعتمد على النقل، وليس على التقدير ومجرد العقل.

قولك: "وأمَّا علم الله سبحانه وتعالى واحد عندنا كما لا يخفى ... وهو متعلّق بالموجودات والمعدومات والمستحيلات من غير حد ...

فإن قلت إنَّ التعلقات لا نهاية لها قلت لك إنَّه أصلاً ليست بموجودات ... بل هي تعبيرات عن كون الله سبحانه وتعالى عالماً بكذا وكذا ... ".

هل علم الله حصولي أو حضوري عندكم؟ فقد نص الدسوقي وغيره على أنه حضوري، فكيف تقول: إنها ليست موجودة؟ فالعلم الحضوري يلزم منه حضور كل ما تعلق به، وحضورها في ذاته، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ولكنها فلسفة اليونان وسفسطتهم، نعوذ بالله من الخذلان.

قولك: "وأمَّا علم الله سبحانه وتعالى واحد عندنا كما لا يخفى ... وهو متعلّق بالموجودات والمعدومات والمستحيلات من غير حد ... ".

بل تعلقه بالموجودات غير تعلقه بالمعدومات، وكذا غير تعلقه بالمستحيلات، بناءا على فلسفتكم.

ثم أنتم تدعون أنه صفة ينكشف بها ما تتعلق به ...

فوصف علم الله بكونه"ينكشف" يلزم منه حدوث العلم؛ لأن الجملة الفعلية تفيد التجدد.

ثم يقال لكم: والسمع والبصر يحصل بهما الانكشاف، فهل هما عين العلم عندكم؟

إنها تناقضات وشكوك ابتليتم بها، فالله المستعان.

قولك: "وامَّا نسبتي إليك قولك بالحلول فهو بالمعنى لا اللفظ ... وهذا الختلاف بيننا وبينكم!! ".

وهذه مشكلتكم، تذمون وتسبون وتتهمون بمجرد اللوازم، ولازم القول ليس بلازم عندنا، ونحن نلزمكم به على أصولكم، وبالجملة فدلالة الالتزام غير معتبرة عند وجود غيرها.

قولك: "فنحن نبحث في المعاني ... وأنتم تدورون مع الألفاظ!! فما الحلول إلا القول بأنَّ الله سبحانه وتعالى في مكان كذا أو كذا؟؟ ".

وهذا من نعم الله على أهل السنة، فإنهم يقفون مع ألفاظ القرآن والسنة، في باب الأسماء والصفات. وأما أنتم فقد اتخذتم من العقل مركبا لكم في هذا الباب، فأوقعكم في التناقضات.

قولك: "ولكن يا ليتكم لا تزيدون على قول الصحابة".

ونحن لم نزد إطلاقا على قول الصحابة، الذين نقلوا لنا القرآن والسنة، والصحابة هم من حمل الألفاظ على حقيقتها، ونحن تبع لهم في ذلك؛ لأن الأصل الحقيقة، لا المجاز الحادث.

قولك: "لكنَّك لا تدري أين أنت وما أنت".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير