تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فأقول لك: معك عنقود، الذي يتبع ويحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من سار على طريقهم في فهم القرآن والسنة.

قولك: "وأمَّا سمع المرئي ورؤية المسموع فسل بذلك علماء الأعصاب!!

أليست العين متصلة بأعصاب إلى الدماغ وكذلك الأذن؟!!

فإن بدَّلنا الأعصاب يكون استقبال أعصاب الأذن ممّا يصل العين ... فيصل الدماغ على أنَّه مسموع ... ".

سؤالي لجميع العقلاء: هل يمكن سماع الأجسام، ورؤية الصوت؟ عيب عليك يا أخي، ما تقول.

قولك: "وأمَّا كلمة (يجون) فهي (يكون) فلا أدري كيف لم تعلمها من سياقها؟! "

ولعلها كلمة: " يجوز"، سبقت يدك إلى حرف النون، مكان الزاء، كما سبق عقلكم عقل الصحابة والتابعين.

قولك: "فأنت عندما تقول إنَّ الله سبحانه وتعالى فوقك -ولندع أنَّك من سكان الصين- فيكون الله سبحانه وتعالى تحت أهل أمريكا!! ولو كان فوقهم فيكون تحت أهل الصين ... ولوكان فوق أهل مكة المكرمة فيكون تحت من يكون في المحي الأطلسي ... !! فإمَّا أن يكون فوق كل البشر فيكون تجتهم كلّهم أو أن يكون فوق بعضهم فيكون تحت بعضهم!! ومن كان فوق القمر فأين يكون الله سبحانه وتعالى عنده!! ".

لو قدرت الله حق قدره لما أشكل عليك هذا، ولكنك تنطلق من العقل وتدع النقل، وتأمل قوله تعالى: " وسع كرسيه السموات والأرض"، تجد الجواب فيه.

وأما قولك: " وذلك بأنَّك تقول إنَّه فوقك حقيقة!!!

فهنيئاً لك بذا الصنم الجالس على كرسي ما فوق مسافة ما فوق رأسك!! ".

فأقول: أنت تكذب بحديث الجارية، وظاهر القرآن، والفطرة، وأقوال السلف وفضلاء الخلف، وترمي بالجميع عرض الحائط، وتستبدل بذلك قولك: " لا داخل العالم ولا خارجه"، حتى تنفي العلو وتكذب بالاستواء.

عن معاويه بن الحكم السلمي قال كانت لي غنم بين أحد والجوانيه، فيها جاريه لي فأطلعتها ذات يوم، فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا من بني آدم آسف كما يأسفون، فرفعت يدي فصككتها صكة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فعظم ذلك على، فقلت: يا رسول الله، أفلا اعتقها؟ قال: ادعها، فدعوتها، قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أين الله؟ " قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتقها فإنها مؤمنة.

هذا صحيح رواه مسلم في صحيحه ومالك في موطأه وابو داود والنسائي وأبو داود الطيالسي.

فهذه الجارية أعقل منكم.

ثم ما موقفكم من حديث المعراج؟ وكيف تؤولونه؟

وبالجملة، إذا أردت أن نسوق لك من أقوال السلف والخلف ما يناقض مذهبك، فلك ذلك، والله المستعان.

وأختم بقول أبي المعالي الجويني، وهو من كبار الأشعرية، والشافعية، حيث قال:

" ذهب أئمة السلف عن الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها".

ثم قال: " والذي نرتضيه رأيا، وندين الله به عقيدة، اتباع سلف الأمة، والدليل القاطع السمعي في ذلك أن إجماع الأمة حجة متبعة، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغا أو محتوما، لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشرع، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك هو الوجه المتبع".

فقد بين أن التأويل والتحريف محدث، وهو كذلك فقد أحدثه الجهمية وأفراخهم من المعتزلة والأشعرية، تحت دعوى المجاز، والاستعارة، والكذب.

وأبو المعالي هذا انتهت إليه معرفة مذهب الشافعي، وصنف كتبا كثيرة، وكان بحرا في دقائق الفقه وفروعه، ومعرفة أصوله.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[30 - 06 - 2006, 11:19 ص]ـ

أيها المتعاقلون لسانا أو اعتقادا

لسنا في الفصيح طهاة تحاور، ولا هواة تشاجر، فلا يستذلقن ذو قريض، ولا يستمذقن ذو مخيض.

إننا نقول عن الله عز وجل ما قاله الله عز وجل، لا نزيد عليه ولا ننقص منه، لا نتأول كيفية، ولا نتقول مكانية، لا نخوض في صفاته منطقة وحذلقة، فعقل المخلوق يضيق عن تصور الخالق كيف وأين ومتى، عقل المخلوق يدرك أن له خالقا، وما دمنا جميعا نؤمن أن الخالق هو الله، وأن القرآن كلام الله، أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن محمد صلى الله عليه وسلم لا ينطق عنه الهوى، وأن سنة محمد صلى الله عليه وسلم وحي يوحى؛ فعلام هذا التشبث بأن الطريق إلى الله مقصورة محصورة من كوة التعليل والتأويل والتحليل؟؟

إيماننا بالله لا يتوقف على إحاطة مطلقة بذاته، نفي أو إثبات هذا ليس لنا، إنه لله وحده، فما قاله الله في قرآنه هو الفصل، فيد الله في علم الله، لا يتصورها عقلنا، هل هي يد فيها من الأيدي التي نعرف جزئية شكلية أوحركية؟ لا نخوض في هذا نقول هي يد الله الذي ليس كمثله شيء. هل هي يد ليس فيها من الأيدى التي نعرف أي جزئية شكلية أو حركية؟ لا نخوض في هذا، نقول هي يد الله الذي ليس كمثله شيء.

ما بالكم تتوسعون في صفات الله ما دمتم تؤمنون به إلها واحدا؟

ناقشني أحدكم معللا هذا التوسع:

قال: كي يصح الاعتقاد.

قلت: ومن يقرر صحة الاعتقاد؟

قال: الله

قلت: ما الطريق إلى الله

قال: كتاب الله

قلت: كيف جاءنا كتاب الله

قال: أنزل على رسول الله

قلت: كيف جاءنا عن رسول الله

قال: جمعه الصحابة

قلت: هؤلاء الصحابة كيف صح اعتقادهم وهم لم يخوضوا في الذي خضتم فيه؟

قال: اعتقادهم صحيح

قلت: نعم وهذا اعتقادنا، لم يخوضوا في الذي خضتم فيه فلم نخض، ابتدعتم فوقفنا نصد الابتداع.

أيها المتعاقلون لسانا أو اعتقادا

أنتم تؤمنون بالله، فهل نحن عندكم مؤمنون بالله؟

أنتم لا تشركون بالله، فهل نحن عندكم مشركون بالله؟

غفر الله لكم ولنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير