تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في أي حالة تكتب، وبماذا تهذي؟

قولك: "وأمَّا قولنا (رحيم) فذا ليس بمجاز".

لو سمع شيخك سعيد فودة هذا لتبرأ منك، إذ كيف تثبت لله صفة الرحمة، وهي في البشر تقتضي رقة، على أصولكم، وقد طالعت أكثر من خمسين مؤلفا لشيوخك كلها تنص على أن وصف الله بالرحمة مجاز عندكم، فهل تعقل هذا؟ فإني أراك بدأت تكذب على شيوخك وتفتري عليهم.

قولك: "قولك: (أولا هذه الكمالات عندكم صفات وجودية، فوصفها بالوجودية وعدم التناهي تناقض وفق دليل بطلان التسلسل عند الجميع.) فذا قد أجبت عليه سابقاً لكنَّك تقفز وتدور من عاقل! ".

لازال الإيراد قائما، وقولك: " وتدور من عاقل" من الهذيان الذي يصاب به المفجوع.

قولك: "فوجود الصفات لا يكون إلا بوجود متصف بها فليست غيره!! "

هل صفة القدرة والإرادة والحياة هي نفس الذات؟ هذا لم يقل به عاقل؟ ويلزم على هذا عدم تعدد الصفات عندكم، وهو خلف.

وقولك: " فليست غيره" أي أنها عين ذاته، وهذا قول المعتزلة والفلاسفة. قال أشعريكم في حواشي العقائد النسفية (ص106): " زعم الفلاسفة والمعتزلة أن صفاته عين ذاته" فهل أنت من الفلاسفة أو المعتزلة؟

قولك: "فمذهبنا في الغيبيات أنَّها إن لم تمنع بنقل أو عقل جازت, فإن ثبتت نقلاً وجبت, فإن كان النقل بالحديث الشريف ثبتت لكن بأدنى من ثبوتها بالقرآن الكريم من جهة القطع كما يعلم الجميع.".

هذا لا يعلمه إلا الجهمية والمعتزلة والأشعرية، الذين يحرفون الأخبار، ويردون حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعارض مع عقولهم. وأما أهل السنة، فيحتجون بالحديث، وهو عندهم كالقرآن في القطع به.

قولك: " فعلم الله سبحانه وتعالى لكل ما هو معلوم علم قطعي ليس لشيء غائب عنه سبحانه وتعالى ثمَّ صار فيكون حصولياً ... وليس بأن علمه سبحانه وتعالى من طرق كما عندنا من مثل النقل والحس ... ".

لا خلاف بينكم أن علمه حضوري، أيها الجاهل؛ لأن الحصولي خاص بالحوادث، ولو علم عنك فودة هذا، لتبرأ منك.

قال الدسوقي: " بل علمه تعالى حضوري".

وقد نص الأشاعرة في الكتب المنطقية (كالتذهيب والمرآة وغيرهما" على أن العلم على قسمين، حصولي وحضوري، ونفوا أن يكون علم الباري من الأول، وتناقضوا فيما بينهم، وتواردت الشكوك عليهم.

ويرد عليكم حسب أصولكم وضلالكم إيراد مشهور، تقريره أن العلم بأن الممكن سيوجد غير العلم بوجوده، فيلزم على هذا التغير في علم الباري، وحدوث الحوادث فيه، فإن قلتم: بأن المعلوم حاضر في ذاته، لزمكم القول بقدم العالم. نعوذ بالله من الضلال.

وأما أهل السنة فيعتبرون مثل هذا من البدع والضلالات، نسأل الله السلامة.

قولك: "فماذا تفهم أنت؟؟ قولك هذا هروب من إلزامي إيّاك!!

فالله سبحانه وتعالى إن كان فوق أهل أمريكا فهو تحتك!!! واستشهادك بآية الكرسي هنا فمن جهلك والله!! ".

الجواب على هذا من أربع جهات:

الأولى: طريقتك هذه عند أهل السنة من البدع، فنحن نقول الله في السماء مستو على عرشه، ولا نبحث وراء ذلك.

قال ابن وهب: سمعت مالكا إذا جاءه بعض أهل الأهواء يقول: أما أنا فعلى بينة من ربي، وأما أنت فشاك، فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه، ثم قرأ: " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة". فهذا شأن من تقدم من عدم تمكين زائغ القلب أن يسمع كلامه.

ولما سأله بعض الناس في قوله: " على العرش استوى"، كيف استوى؟ قال له: الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة. وأراك صاحب بدعه ثم أمر بإخراج السائل. وحكى الباجي قال: قال مالك: كان يقال: " لا تمكن زائغ القلب من إذنك فإنك لا تدري ما يعلقك من ذلك".

ولو احتمال رجوعك إلى مذهب أهل السنة، لطلبنا من المشرفين أن يجمدوا عضويتك، ولكن ربما تفيق من ضلالك وغيك، فتعود إلى طريق أهل السنة والجماعة.

الثانية: نقول لك ما قال الله سبحانه: "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة وقد ثبت في الصحاح من حديث أبى هريرة وبن عمر وبن مسعود: " إن الله يمسك السماوات والأرض بيده".

وقال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير