تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال ابن حجر: " وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه"، فهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقول السلف في تعظيم الرب.

الثالثة: من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه، فهو كاذب، إن نقله عن غيره، وضال إن اعتقده في ربه، وما سمعنا أحدا يفهم هذا من اللفظ، ولا رأينا أحدا نقله عن واحد، ولو سئل سائر المسلمين هل تفهمون من قول الله ورسوله: " إن الله في السماء"، أن السماء تحويه لبادر كل أحد منهم إلى أن يقول: هذا شيء لعله لم يخطر ببالنا، وإذا كان الأمر هكذا فمن التكلف أن يجعل ظاهر اللفظ شيئا محالا لا يفهمه الناس منه ثم يريد أن يتأوله بل عند الناس: " إن الله في السماء، وهو على العرش"، فالله في العلو لا في السفل.

ولا يلزم من كون الله في السماء أن السماء تحصر الرب وتحويه كما تحوي الشمس والقمر وغيرهما فإن هذا لا يقوله مسلم ولا يعتقده عاقل، فقد قال سبحانه وتعالى: " وسع كرسيه السماوات والأرض"، والرب سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته، وقال تعالى: " ولأصلبنكم في جذوع النخل"، وقال: "فسيحوا في الأرض"، وقال: " يتيهون في الأرض"، وليس المراد أنهم في جوف النخل وجوف الأرض، بل معنى ذلك أنه فوق السموات وعليها بائن من المخلوقات.

الرابعة: اعلم أن الله بالنسبة لي ولمن في أمريكا في جهة العلو، ولا يلزم من ذلك تناقضا، كما يلزم من قولكم: " لا داخل العالم ولا خارجه"، فافهم هديت إلى طريق أهل السنة.

قولك: "فيكون كالشمس والقمر كما قال معبودك ابن تيمية رحمه الله"

أين قال هذا ابن تيمية؟ كم مرة افتريت عليه يا رجل، أما تستحي حين نبين كذبك أمام من يقرأ ويطالع.

قولك: "وأمَّا حديث الجارية فقد روي من غير طريق بغير لفظ!! ".

هات روايات حديث الجارية التي رويت بغير هذا اللفظ، فما ذكرتُه في الصحيح، فأفدنا يا علامة زمانك بطرق الحديث الأخرى، وإلا فهذا من الافتراءات الجديدة، وأنت بهذا تسقط من مكانك أمام من خدع بك.

قولك: "وأمَّا أنا فلا أكذب الحديث. ولكنَّ بعض رواياته يفهم منها ما هو مناقض لقوله تعالى "ليس كمثله شيء" فيكون شاذّاً".

استغفر الله، حديث أخرجه مسلم في صحيحه، ووافق ظاهره القرآن، وتلقاه الأئمة بالقبول، ولم أجد أحدا من متقدمي الأشاعرة قال عنه بأنه شاذ، فإلى متى الافتراء والكذب والتعدي على حديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم إن إثباتكم الحياة والقدرة والإرادة لله ينافي قوله تعالى: " ليس كمثله شيء"؛ لأن المخلوق يملك حياة وقدرة وإرادة!!!!!!!!!!!!!!!

قولك: "وأمَّا الإمام الجويني رحمه الله فقوله راجع إلى تفويض المعنى وهو من مذهب الأشاعرة كما لا يخفى".

وأنت من أيهم، من المحرفين أو من المفوضين؟. راجع كلام الجويني في العقيدة النظامية، فهي مطبوعة وسعرها زهيد.

قولك: "ألا تعتقد حقاً أنَّ الله سبحانه وتعالى شخص جالس على كرسي؟؟! ".

هل ورد لفظ الشخص والجلوس في القرآن والسنة؟، فإن ورد قلنا به، وإلا فنحن مع النص ندور معه حيثما دار، وقاعدتنا: " ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير".

وأنا أسألك أسئلة:

السؤال الأول: القرآن الذي نقرأه ونصلي به ونتعبد الله بتلاوته، هل هو كلام الله حقيقة، أو مجازا؟

قال أشعريكم في حواشي العقائد (ص125): " لأنا قائلون بحدوث النظم". أي أنه مخلوق.

وقال: " كلام الله تعالى اسم مشترك بين النفسي القديم، ومعنى الإضافة: كونه صفة له تعالى، وبين اللفظي الحادث والمؤلف من السور والآيات ومعنى الإضافة: أنه مخلوق لله تعالى".

وقد ثبت عن الأشعري أنه قال: من قال القرآن مخلوق فهو كافر؟

فمتأخروكم ممن يقول بخلق القرآن، الذي نتعبد الله بتلاوته، ونصلي به، فالله المستعان.

السؤال الثاني: قلتم بأن الله يرى، وهذا مما يحمد لكم، ولكن الرؤية لا تكون إلا عن مقابلة، فنفيتم ذلك، وخالفتم المعقول، ولذا قال شيوخكم من المعتزلة: " لا تعقل رؤية بدون مقابلة وجهة"، فهل نأخذ بمقتضى عقولكم أو بمقتضى عقولهم، والمعتزلة أقوى منكم في التزام أصولهم، مع ثبوت التناقض فيها عندنا.

السؤال الثالث: أخبرني أيها العاقل: هل الله غيرك أو هو أنت، أو أنت بعضه؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير