تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[01 - 07 - 2006, 10:39 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلام على خاتم الأنبياء، المبعوث رحمة للعالمين، المبلغ عن ربه ما أوحى به إليه، وبعد:

فإن الزمان الذي يقبل فيه قول من يرد على الله سبحانه وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويخالف العقل، ويعد مع ذلك إماما، لزمان صغب، وقد رأينا إقبال من لا علم له بفقه السلف في باب الأسماء والصفات والقدر، وهو المدعو: المضطرب: محمد أكرم أبو الغوش، الذي قد تفوه بكلمات خطيرة في هذا النقاش، مما دعا المشرف إلى حذف بعضها، واستنكار العقلاء لها، ومع كل هذا، وجدناه يردد وينقل ما ذكره سعيد فودة، المشهور بالافتراء والكذب على سلف الأمة وعلمائها، في موقعه، فأحببت أن أجمل ما سبق وأضيف عليه ما به يتضح الاختلال في مسلكه وطريقه، فنخنقه بوتره، ونرشقه بمشاقصه، ونركسه لأم رأسه في زبيته، ونرده في مهوى حفرته، ذلك من فضل الله على أهل السنة، المتبعين هدي السلف، في العقيدة، والمنادين بضرب أهل الكلام بالجريدة، كما قال الشافعي،، ونبين للعقلاء ما ظهر من عبادة أبي الغوش للبقة، كما سنقرر لاحقا، وما دعانا إلى هذا إلا اتهامه ابن تيمة (رحمه الله) بعبادة الشمس والقمر، ومن ثم وجب علينا أن نبين بالدليل أن شيوخ أبي الغوش يعبدون البقة (البعوضة)، إذا كان ابن تيمية يعبد الشمس والقمر، ونبين فضل معبود ابن تيمية في نظره على معبوده البقة، وقد وسمت هذا الرد بـ:

"بين بعوضة أبي الغوش وإمامة ابن تيمية"

فأقول:

أولا: لقد افترى الرجل على ابن تيمية افتراءات في هذا النقاش، وقد بينا ذلك فيما سبق، فآمل ألا ينسى ذلك من عرف هذا الرجل المضطرب، ومن تلك الافتراءات الكبرى، دعوى أن ابن تيمية رجع إلى مذهب الأشعري، وقد بينا أنه لم يثبت ذلك بدليل صريح من كتب ابن تيمية، ولا من كتب أهل الحق، ممن لا يقولون بعصمة ابن تيمية، مع اتباعهم السلف، ثم نقلنا بعد ذلك نصا صريحا عن ابن تيمية، وعمن عاصره بأن الأشاعرة قد حرفوا في عقيدته وافتروا عليه، فوفقه الله إلى بيان ذلك وتكذيبه، وقد نقلنا ذلك النص فيها سبق.

ووقوع الكذب والافتراء مما عرفناه يقينا في الأحاديث النبوية، وعلى بعض الأئمة، ومن طالع ترجمة حماد بن سلمة، وما فعله الثلجي، عرف صدق محاربة المبتدعة وكذبهم على أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: بينا بالنقول الصريحة رجوع الأشعري إلى مذهب السلف، ورجوع أبي المعالي إلى ذلك، وبينا اضطراب الرازي ونقد الأشاعرة لكتبه، ومدى حيرته، وكذلك بينا حيرة تلميذه الخسروشاهي، وحيرة المتكلمين في الجملة ظاهرة، جدا.

ومما يبين ضلال أبي الغوش وشيوخه المتعصبين: أن فضلاء من نسب للأشعرية قد توقفوا في مسائل، ورجع بعضهم في أخرى، والصواب عند التحقيق أن أمثال ابن حجر والنووي ليسوا من الأشاعرة، بل وافقوا الأشاعرة في أشياء، واتبعوا مذهب السلف في أخرى، ولذلك قال الذهبي عن النووي: " إن مذهبه في الصفات السمعية السكوت، وإمرارها كما جاءت، وربما تأول قليلا في شرح مسلم"، ومثل هذا لا يساوى بالرازي والسعد والشريف والعضد وغيرهم من متعصبي الأشاعرة، وضلال المتأخرين منهم.

وينظر في تقرير ذلك: ما سطره العلامة مشهور بن حسن آل سلمان في ذلك فيما يتعلق بصحيح مسلم، وقد نقلنا عن النووي ما يتعلق بكلامه في الحروف سابقا.

وكذلك يقال في ابن حجر، فهو القائل في مسألة القرآن: " "القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يزيدوا على ذلك شيئا وهو أسلم الأقوال والله المستعان".

ثالثا: لا خلاف فيما نعلم أن الأشعري كان من تلاميذ المعتزلة، ومكث أربعين سنة متتلمذا على أيديهم، ولما فارقهم خالفهم في الفروع ووافقهم في الأصول، وقد ذكر ذلك الخبير بمذهب الأشعري خلف بن عمر المعلم، حيث قال: " أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التوبة، فرجع عن الفروع، وثبت على الأصول". وقد وافقت الأشعرية المعتزلة في الباطن وخالفتهم في الظاهر في مسألة خلق القرآن، والرؤية، وغيرها.

قال صاحب الانتصار في الرد على المعتزلة: " الأشعرية موافقة للمعتزلة في أن هذا القرآن المتلو المسموع مخلوق".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير