تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الرابع عشر: ادعى الأشعرية دعوى خطيرة جدا، وهي كتمان النبي صلى الله عليه وسلم لتأويل الصفات، قال أبو الغوش: "وذلك بأن نقول إنَّه قد يكون ممَّا أنزل الله سبحانه وتعالى ممَّا لا يفهم ليكون رفعة لمن يفهمه من الخاصة"، وهذا اتهام خطير للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ حق البلاغ، والله سبحانه وتعالى، يقول: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس"، قال علامة اليمن ابن الوزير: " فليت شعري أيها المتكلمون! تتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخفائه، وكتمانه عنهم، حاشا منصب النبوة ذلك، أم تتهمون أولئك الأكابر في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو تتهمونهم في إخفائه وستره بعد الفهم، أو تتهمومنهم في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بتفهمه وتكليفه، فهذه الأمور لا يتسع لعاقل ظنها!!! ".

الخامس عشر: استبعد هذا الجاهل قراءتي لحاشية الدسوقي، وقد بينت له أن معظم كتب الأشاعرة لدي، بل قد لا يوجد لديه منها إلا أقل من النصف، ولا افتخر بهذا، بل ليعلم هذا المضطرب أننا لا نقول إلا عن علم، لا عن تقليد، فليته طالع كتب ابن تيمية كلها ثم تكلم بعد ذلك، ولكنه يعتمد في كل ذلك على كاشف سعيد فودة، المشهور بالكذب والافتراء، الذي هو من عادة الرافضة، بل ومتعصبي الأشعرية، كما حصل في عصر ابن تيمية، فلا يستبعد هذا من مثلهما.

السادس عشر: نحن نعتقد عدم عصمة ابن تيمية وغير من أهل السنة، ونتبع الحق ولا نبتدع، ونقف مع النص حيث وقف، ونعتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا خلاف ما عليه أمثال هذا المضطرب، والمدعو محمد أكرم أبو الغوش، الذي أضله الله على علم.

السابع عشر: سبق أن بينا الفرق بين معبود ابن تيمية ومعبودهم وفق كلام المضطرب أبي الغوش، ولا بأس بذكر الفرق بين ابن تيمية والرازي:

أما ابن تيمية فنجدهم لم ينقموا عليه إلا مسائل جزئية، والحق فيها معه، عند المحققين، وفضله لا يخفى على من لم يعم الله بصيرته.

وأما الرازي، فقد ذكرت ما يتعلق به، ولا بأس بإعادة ذلك هنا للفائدة:

قال الطوفي عن تفسير الرازي: " ولعمري كم فيه من زلة وعيب" وقد صنف السرمساحي المالكي كتابا بين فيه المآخذ على تفسير الرازي، وبين ما فيه من البهرج والزيف، في نحو مجلدين. وقال " ولعمرى أن هذا دأبه في كتبه الكلامية والحكمية، حتى اتهمه بعض الناس".

- وقال الشهرزوري: " أورد على الحكماء شكوكا وشبها كثيرة، وما قدر أن يتخلص منها، وأكثر من جاء بعده ضل بسببها، وما قدر على التخلص منها".

وقال: " شيخ مسكين متحير في مذاهبه، التي يخبط فيها خبط عشواء".

- وقال عنه الذهبي الشافعي: " رأس في الذكاء والعقليات، لكنه عرى من الآثار، وله تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث حيرة نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا، وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه - إن شاء الله تعالى-". وقد صحح الزركان في كتابه عن الرازي نسبة هذا الكتاب إليه، ولا عجب فكلام الرازي في تأثير النجوم ظاهر من خلال كتبه، وخاصة كتابه المطالب العالية.

-وقال ابن حجر الشافعي: " وذكر بن خليل السكوني في كتابه الرد على الكشاف: أن بن الخطيب قال في كتبه في الأصول: إن مذهب الجبر، هو المذهب الصحيح، وقال بصحة الأعراض، ويبقى صفات الله الحقيقة، وزعم أنها مجرد نسب وإضافات، كقول الفلاسفة، وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع، ونقل عن تلميذه التاج الأرموي: أنه بصر كلامه، فهجره أهل مصر وهموا به، فاستتر، ونقلوا عنه، أنه قال: عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم".

- قال ابن حجر: " وأوصى بوصية تدل على أنه حسن اعتقاده". أي أنه رجع عن مذهب الأشعري. وهذه الوصية مذكورة في عيون الأنباء.

- وذكر السنوسي، وهو من كبار متأخري الأشاعرة: أن الشيوخ حذروا من النظر في كثير من تآليفه". وذكر في أم البراهين التحذير من مطالعة بعض كتب الأشاعرة، ثم قال: " ككتب الفخر الرازي في علم الكلام، وطوالع البيضاوي، ومن حذا حذوهما في ذلك، وقل أن يفلح من أولع بصحبة الفلاسفة"، يعني كالرازي والبيضاوي، والثاني له تفسير مشهور، وعليه حواش قد تصل المئة.

الثامن عشر: أنبه أبا الغوش إلى ما قد سبق تقريره، فأقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير