تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ووقوع الكذب والافتراء مما عرفناه يقينا في الأحاديث النبوية، وعلى بعض الأئمة، ومن طالع ترجمة حماد بن سلمة، وما فعله الثلجي، عرف صدق محاربة المبتدعة وكذبهم على أتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: بينا بالنقول الصريحة رجوع الأشعري إلى مذهب السلف، ورجوع أبي المعالي إلى ذلك، وبينا اضطراب الرازي ونقد الأشاعرة لكتبه، ومدى حيرته، وكذلك بينا حيرة تلميذه الخسروشاهي، وحيرة المتكلمين في الجملة ظاهرة، جدا.

ومما يبين ضلال أبي الغوش وشيوخه المتعصبين: أن فضلاء من نسب للأشعرية قد توقفوا في مسائل، ورجع بعضهم في أخرى، والصواب عند التحقيق أن أمثال ابن حجر والنووي ليسوا من الأشاعرة، بل وافقوا الأشاعرة في أشياء، واتبعوا مذهب السلف في أخرى، ولذلك قال الذهبي عن النووي: " إن مذهبه في الصفات السمعية السكوت، وإمرارها كما جاءت، وربما تأول قليلا في شرح مسلم"، ومثل هذا لا يساوى بالرازي والسعد والشريف والعضد وغيرهم من متعصبي الأشاعرة، وضلال المتأخرين منهم.

وينظر في تقرير ذلك: ما سطره العلامة مشهور بن حسن آل سلمان في ذلك فيما يتعلق بصحيح مسلم، وقد نقلنا عن النووي ما يتعلق بكلامه في الحروف سابقا.

وكذلك يقال في ابن حجر، فهو القائل في مسألة القرآن: " "القرآن كلام الله غير مخلوق ولم يزيدوا على ذلك شيئا وهو أسلم الأقوال والله المستعان".

ونقلنا رجوع أبي الحسن الأشعري وأثبتنا ذلك، وكذلك رجوع أبي المعالي الجويني.

وبينا فيما سبق اضطراب بعض مشاهيرهم، ولا بأس بإعادة ذلك هنا:

ثالثا: لا خلاف فيما نعلم أن الأشعري كان من تلاميذ المعتزلة، ومكث أربعين سنة متتلمذا على أيديهم، ولما فارقهم خالفهم في الفروع ووافقهم في الأصول، وقد ذكر ذلك الخبير بمذهب الأشعري خلف بن عمر المعلم، حيث قال: " أقام الأشعري أربعين سنة على الاعتزال، ثم أظهر التوبة، فرجع عن الفروع، وثبت على الأصول". وقد وافقت الأشعرية المعتزلة في الباطن وخالفتهم في الظاهر في مسألة خلق القرآن، والرؤية، وغيرها.

قال صاحب الانتصار في الرد على المعتزلة: " الأشعرية موافقة للمعتزلة في أن هذا القرآن المتلو المسموع مخلوق".

وقال صاحب أصول الدين: " وهذه العبارات دالة على كلامه القديم الأزلي القائم بذاته وتسمى العبارات كلام الله تعالى وهي محدثة مخلوقة وهي الحروف والأصوات". فهم يدعون خلق القرآن، كالمعتزلة، ويتهربون من الاعتراف بذلك.

وأما في الرؤية: فقد اثبتوا جواز الرؤية دون مقابلة، وهذا القول من محالات العقول، يرفضه الصبيان والكهول، وجميع الحجج الواهية التي تدافع عن هذه الطامة، مثلها ابن رشد بالرجل المنافق الذي يدعي الفضيلة، وليس به من حقيقتها شيء.

ثم إن الأشعري قال في الإبانة واللمع: " إنه يرى بالأبصار"، ويلزم على هذا المقابلة بديهة، وفي نفي ذلك معارضة للبديهة.

وأما القول بأن الرؤية لا تختص بالبصر، فيلزم منه أن يوافق المعتزلة الذين يرون الرؤية بمعنى العلم الضروري، لأنه لا فرق هنا بينهما، وبهذا يثبت موافقتهم لشيوخهم، كما ذكرنا.

ولذا نقل عن بعض شيوخهم أنه قال: " لولا الحياء من مخالفة شيوخنا لقلت: إن الرؤية هي العلم لا غير".

رابعا: ادعى هذا الرجل أن ابن تيمية شبه الخالق بالشمس والقمر، فيقال له:

أنت لا تفهم معنى التشبيه، ولم تفهم كلام الشيخ، فالشيخ يقول: " فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم".

فهو يشبه الإمكان بالإمكان، ويلزم على فهمك ما يلي:

1. ما يلزم ابن تيمية يلزم النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث أبي هريرة قال: قال أناس يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك". وهو في البخاري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير