تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إذا كان ابن تيمية قد شبه خالقه بالشمس والقمر، فأنتم شبهتم خالقكم بالبقة، حين قستم إمكان رؤية الباري بدون مقابلة على رؤية أعمى الصين، لبقة في الأندلس، قال في المواقف وشرحها: " الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلا ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس"، نعوذ بالله من الضلال المبين، نعوذ بالله من الضلال المبين، نعوذ بالله من الضلال المبين، وهذا، أيها المضطرب، هو لازم تخبطك وفهمك السقيم، لكلام ابن تيمية، فإن أردت معرفة البقة، فعليك بكتاب حياة الحيوان للدميري، وسأكفيك عناء البحث فيه، وأبين لك ماذكره (1/ 503): " البقة: البعوضة، والجمع البق" ثم قال: " والبق المعروف: الفسافس"، وقال عن الفسافس (3/ 416): " حيوان كالقراد، شديد النتن". وذكر أنهم قالوا في الأمثال: " أضعف من بقة".

خامسا: " الرجل لم يفهم قوله تعالى: " ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير"، ولذا نجده يستدل بها على نفي صفات الله التي أثبتها أهل السنة، تبعا لماثبت منها في القرآن والسنة، ويغض الطرف عنها، فيثبت لله من الصفات ما تقع به المشابهة بين الخالق والمخلوق، فالمخلوق يتصف بالحياة والقدرة والإرادة، وقد وصفه الله بذلك، فيستدل بعين ما نقض به، وهو غاية التناقض والاضطراب وعدم الفهم بل والعقل.

سادسا: الرجل يفر من إثبات صفة الاستواء والفوقية والنزول خشية القول بالمكان، وهذا من قياس الغائب على الشاهد، وهو قياس فاسد، كما هو معلوم. ولننظر في لوازم تصوره هذا.

- فقد حرف آية الإستواء، وادعى أن معنى"استوى": " استولى"، وقد بينا كذب هذا التأويل، بل لم نجده عن الأشعري نفسه، كما نقل البيهقي، ونقلنا عن اللغوي المشهور ابن الأعرابي ما يدل على سفاهة هذا التحريف، فيما سبق.

- وقد كذب برواية مسلم لحديث الجارية، وادعى شذوذه مخالفا جميع علماء الحديث، ومنهم النووي.

- وخالف جمعا من حذاق الأشاعرة، ومنهم أبو المعالي الجويني، وقد سبق نقل كلامه، ومنهم: القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم، حيث قال: " لكن إطلاق ما أطلقه الشرع من أنه القاهر فوق عباده وأنه استوى على العرش، مع التمسك بالآية الجامعة للتنزيه الكلى الذي لا يصح في المعقول غيره، وهو قوله تعالى: [ليس كمثله شيء] عصمة لمن وفقه الله تعالى". فما أجمل هذا الكلام من هذا الأشعري الخبير بمذهب الأشعري، الذي وقف عند صريح دلالة القرآن والسنة على فوقية الله سبحانه وتعالى.

- رده حديث الجارية مع موافقة هذا الحديث لآية الاستواء، ولفطرة البشر، فادعى شذوذ الرواية، وقدم العقل على النقل، فرد ما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى العقلاء أن يعرضوا عقل هذا الرجل على العامة ليعلم حقا أنه خالف العقول والفطر.

سابعا: قال هذا المضطرب: " الدليل على وجوده سبحانه وتعالى هو العقل" .... وهذا يبين مدى إهمال منظري الأشاعرة لتوحيد الإلوهية، لأنهم بالغوا في الاهتمام بإثبات وجود الواجب، ولم نجد أحدا منهم تحدث في كتب العقيدة عن توحيد الإلوهية، بل وجدنا بعضهم من الصوفية الغلاة، ومن أهل وحدة الوجود باطنا، فالله المستعان.

وقال هذا المضطرب: " فلا يصح أن يقول أحدنا إنَّ النقل هو الدال على وجوده تعالى لأنَّا ما صدقنا بالنقل إلا بعد أن صدَّقنا بوجوده تعالى ... ". فتناسى الغاية الحقيقية من القرآن وأهملها، وهي توحيد الإلوهية، وهي حديث القرآن مع الكفار؛ لأنهم لم ينكروا وجود الله، ومع هذا وجدنا المتكلمين يطيلون الحديث عن وجود الواجب، بطريقة تدل دلالة قاطعة على حصول أصل الشك عندهم، ولا استبعد مثل هذا عند هذا المضطرب، وأنه يعاني في عقله الباطن مثل هذا الهوس والحيرة، كيف لا، وقد وقع في ذلك كبيرهم الذي خلط الدين بالفلسفة، وهو الرازي، وتلميذه الخسروشاهي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير