تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقولك: " ولا يبقى خالقاً حتى يكون مخلوق موجوداً معه فيلزم القدم النوعي للمخلوقات فذا كفر!! وقوله بالقدم النوعي كفر من التزام قدم الزمان!!! وأمَّا قوله بأنَّ الله سبحانه وتعالى عالٍ بالزمان. وكذلك قوله بالأعضاء والأجزاء ... ".

لماذا تلبس الحق بالباطل وتدعي أن هذا لفظ ابن تيمية أو قوله؟ هات نصا صريحا يدل على هذا، وأما تأويل كلامه وتحريفه، فكذب عليه.

أما اتهامك له بقدم العالم، فقد قال الآلوسي عن هذا القول: " نسبه الملا جلال الدواني للشيخ ابن تيمية في العرش، وحاشاه من القول بذلك، بل هو قول مفترى، عامل الله من افتراه بعدله". قلت: ونقله-أيضا- الكلنبوي في حواشيه، وقال بمثل قول الآلوسي: الكوراني، وغيرهم. وهذان العالمان ممن نسبا للأشاعرة.

وقد سبق أن قائل هذا القول هو الرازي، الذي قال: "عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم"، فقوله: " عندي كذا وكذا مئة شبهة" تدل على حيرته، وأنه يرى رأي الفلاسفة في القول بقدم العالم.

ومما يؤكد لزومه لكم قوله في العقائد النسفية (1/ 99): " وجوده تعالى مقارن للزمان وحاصل معه". فأنتم تدعون قدم الزمان.

ومما يدل على كذب هذا القول: أن ابن تيمية كفر الفلاسفة لقولهم هذا القول. فهذا من مفتريات الهيتمي وسعيد فودة وأبي الغوش.

فائدة: وأما الدواني، فهو من كبار الأشاعرة، وهو الذي ألف رسالة ذكر فيها بأن فرعون مؤمن، وأنه ينجو يوم القيامة.

ودليلهم أن أول واجب عندهم النظر، وقد حصل من فرعون، فآمن، فإيمانه صحيح. وهذا كدعوى السيوطي أن الله أحيى أبوي النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلما، وهو من الغلو، وكدعوى جمع من الأشعرية والرافضة أن أبا طالب آمن.

قولك: "فأنتم تثبتون حقيقة كونه تعالى في مكان ما فوقكم!! أظنَّك ممَّن يجيزون الإشارة إلى الأعلى أيضاً بناء على الفهم -فهمكم! - لفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن رفع إصبعه ونكّتها وقال "اللهم فاشهد" ....

فما رأيك برفع النبي صلى الله عليه وسلم أصبعه؟ أو تنكر هذا.

وما رأيك بقول صاحبكم في النشر الطيب (2/ 95) عن صفات الباري: " وبكونه ليس من جملة العالم"، فهي صريحة في الجهة، فكلمة (ليس) تساوي (الجهة)، وتساوي (الخارج)، أو أنك تقول بأنه من العالم، هذا ما يمكن توقعه منك، فربما تكون حلوليا من غلاة الصوفية، ونحن لا نعلم.

ولذا وقعت حيرتهم في مثل هذه النصوص، ولم يستطيعوا لها جوابا.

وقد سبق لنا إلزامك بغيرية الله لك على لزوم القول بالجهة، شئت أم أبيت، ولا فرار لك، إلا كما تفر الحمر من القسورة.

قولك: " والحقيقة أنَّ السماء فوقنا وتحتنا ... ".

أريد منك أن تقول هذا لجدتك، قل السماء تحتنا، وستجد منها الإجابة، فاستح على وجهك، ودع الخيال، والوهم، والافتراء.

وهات نصا صريحا من اللغة أو القرآن أو الحديث أن السماء تحتنا.

ثم قولك: إن السماء تحتنا من جهة أمريكا، وتحت أمريكا من جهتنا، فيلزم على هذا أن تكون السماء تحت الجميع، وأقسم بأن هذا القول لا يقول به الحيوان فضلا عن الإنسان، فكفّ عن عرض جهلك أمام العقلاء.

وأعيد عليك الإلزام السابق: إذا كان الله غيرك، لزمك القول بالجهة، ويلزمك ما ألزمته السلف وأتباعهم كابن تيمية.

فالأمريكي لا يرى السماء تحته إطلاقا، وكذا أنت، فكيف تدلس وتكذب، وأما خيالك الفاسد، فلم يُصب به أحد من العوام.

وسيأتي لاحقا من كلام الجويني وغيره ما يدل على مخالفة العقلاء لك، بل والأشاعرة.

قولك: " الرد على الجهة الثانية: قولك: (نقول لك ما قال الله سبحانه: "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة" ....

لم تجب على الآية وكيف تحرفها؟

قولك: " أنت لا تعقل شيئاً ممَّا تنقل عن الإمام الرازي!! ".

سبق أن ذكرنا ما يتعلق بالرازي، ونقول لك: وأنت –أيضا- لا تعقل ما تنقل عن ابن تيمية.

قولك: " من توهم أن كون الله في السماء بمعنى أن السماء تحيط به وتحويه، فهو كاذب ... ، فكلامك ذا قد نقلتَه عن ابن تيمية رحمه الله كما يفعله كلُّ مقلديه!!

وليس فيه ردٌّ على ما ادعيتُ عليكم".

هل ترى خلاف ما ذكره ابن تيمية هنا؟ فإن قلت لا، فلماذا تكذب بهذا الكلام، وإن قلت نعم، أجبنا على نعمك.

وأذكرك بأنكم جعلتم الله كالبقة في الأندلس، كما نقلنا لكم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير