تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الهراء علواً كبيراً. وهنا الإشارة إلى أنّ ابن تيميّة كان ذكياً في التزام التجسيم والتشبيه بالتزامة القول بالتسلسل بعكس بعض مُقدّسِيه اليوم الذين يرُدّون كلامه هذا لأنهم لم يعقلوه!! هذا وبطلانُ القولِ بأنّ العلوَّ المكانيَّ كمالٌ واضحٌ عندنا بأن المفضول قد يعلو الفاضل مكانياً كعلو سيدنا بلال رضي الله تعالى عنه للأذان على سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلّم في مسجده, وليس الجن الذي لمس السماء بأفضل منه صلى الله عليه وسلَّم. وتكثيرالأمثلة في هذا لا داعٍ له لوضوحه, ولكنّ الحاصل أنَّنا بالرفع لشيءٍ مكانياً كالمصحف الشريف إنَّما نُشِيرُ إلى شرفِه ومكانته وليس العكس. هذا والقدمُ النوعيُّ الذي يُسَمَّى بالتسلسل من الماضي باطلٌ في أصول وضَّحها علماء التوحيد لها تفاصيلُها. وإشارةٌ هنا إلى أنّ بعض الحمقى والمغفلين ينفون كونَ السماء محيطة بالأرض إحاطة ظرفيَّة!! وبعضهم أنكر كروية الأرض! فالدليل على كروية الأرض الحسُّ وبأنَّ الشمس تغرب عند قوم وتشرق على آخرين وهكذا حتى ترجع مشرقة مرَّة ثانية, وإحاطة السماء الدنيا بنا بقوله تعالى "ولقد زينّا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين" [الملك-5] , وحولَ الأرض تجدُ الناسَ كلَّ من له نظرٌ منهم يرَوْنَ النجومَ والكواكبَ والشهبَ فثبت المرادُ والحمدُ لله تعالى.

ب-أنّ استدلالهم اعتمد على قياس الخالق سبحانه على المخلوق قياساً مع الفارق, وهذا جهل عجيب!! فإنَّ العقلاء من بني سيدنا آدم عليه السلام يعلمون انتفاء كون الله تعالى مشابهاً للمخلوقات, وهذا القياس أيضاً من جهة الافتراق بالصَّفة لا من جهة الاشتراك! والفارق في القياس هو بقولهم بعلو الله تعالى, و يستدعي القياس جواز كونه تعالى محاذياً للعالم أو تحته, وأنّ يكون تعالى محاذياً للعالم أو تحته نقص عندهم, فاستدعى القياس هذا النقص فبطُل.

2 - " يخافون ربهم من فوقهم" [النحل-50] , (زوّجني الله من فوق سبع سموات) [صحيح البخاري] ..................... "إذ جاؤوكم من فوقكم و من أسفل منكم" [الأحزاب-10] ,"وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريةً ضعافاً خافوا عليهم" [النساء-9]

في اللغة يتعلق حرف الجرّ بمتعلَّق, وهنا حرف الجر هو (من) ويفيد ابتداء الغاية المكانية, فيكون المتعَلّق هنا مُقََيَّداً بما يفيد حرف الجرّ من الابتداء من المكان-أي الحركة-, وعلى هذا يجبُ وجودُ انتهاءٍ لهذهِ الغايةِ وهو الملائكةُ الكرامُ كما في الآية الكريمة, فيكون ابتداء الغاية إما لحركة الله تعالى نازلاً وانتقاله من مكان إلى آخر فَيَصِلَ الملائكةَ الكرام–وهذا محال تعالى الله عنه-, أو التعلّق للملائكة الكرام وهذا باطل مفهوماً, أو لخوف الملائكة إذ تخاف من جهة الفوق نزول عذاب ... والاحتمال الثالث هو الصواب, وحتى إن لم نقطع به عن غيره يبقى احتمالاً يُسقط قول الخصم بقطعِيَّة دلالة الآية الكريمة على مراده. وكذلك بالحديث الشريف يتبين أنّ التزويج الذي نزل قرآناً كريماً وأمرأً إلهياً اقتضى الحركة والانتقال ... وفي الآية النظيرة في سورة الأحزاب تبيَّنَ أنَّ المعنى قد اختلف تماماً عن العلو المباشر, إذ كان الحديث عن غزوة الخندق وما كان للمشركين من طائرات أو مناطيدَ حتى يعلوا المسلمين العلو المباشر المُتَوَهَّمَ!! فبان أنّ المعنى المقصودَ غيرُه, وهذا أيضا يمنعُ كونَ الآيةِ من سورة النحل قطعيةً على مرادِ الخصم. والآيةُ الكريمة من سورة النساء دلّت على أنه حتى لو ذكِر ظرف المكان مع حرف جرٍّ أفاد الابتداء أو الانتهاء المكاني فإنه قد يكون مجازياً, ففي هذه الآية الكريمة قوله تعالى " من خلفهم" يعني: بعد وفاتهم, وبهذا يذهب التشغيب من بعضهم على ردّ الاستشهاد بالآية الكريمة "من فوقهم" على علوّ المكان.

3 - " وهو العلي العظيم", .............................. " إن الله كان علياً كبيراً" [النساء-34] ,"واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً","سبحانه وتعالى عما يقولون علوّا كبيراً" [الإسراء-43].

3 - تواتر عن العرب التسمية باسم (عليّ) وتواتر أن سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم قد علم الاسم وما أنكره, وهو اسم سيدنا عليّ كرّم الله تعالى وجهه, والعلو هنا قطعاً ليس مكانياً, وفي قوله تعالى "إن الله كان علياً كبيراً" دلالة واضحة على غير علو المكان, وذلك لوجهين:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير