تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمدأكرم أبوغوش]ــــــــ[04 - 07 - 2006, 12:59 ص]ـ

8 - (لمّا قضى الله الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش) [صحيح البخاري] ............. "فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون" [فصلت-38] , "ولمّا جاءهم رسول من عند الله" [البقرة-101] ,"ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب" [هود-31]

يستشهد المجسَّمة بحديث الكتاب الذي فوق العرش بأنه عند الله سبحانه, وهو فوق العرش, فالله تعالى فوق العرش!! غفلوا كعادتهم عن أنَّ العندية لا تعني العندية المكانية دائماً فقد تكون للتشريف مثل قوله تعالى "ولمّا جاءهم رسول من عند الله" [البقرة-101] , وهذه الآية الكريمة تعني أيضاً أنّ الذي أجاء سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلّم هو الله سبحانه وتعالى الذي بعث سيدنا موسى عليه السلام, ولم ينزل الرسول صلى الله عليه وسلّم من السماء!! هذا وبيطل المجسمة هؤلاء كون شيء في مكان الله –تعالىعن المكان- فالعندية ليست بمكانية, وكذلك قوله تعالى في سورة فصَّلت, وقول سيدنا نوح عليه السلام في سورة هود "ولا أقول لكم عندي خزائن الله" [هود-31] أي إنّها ليست تحت تصرّفي, فالدلالة هنا واضحة في إفادة غير العندية المكانية, وأقصى دلالة للآية الكريمة على مراد هؤلاء لا يعدو كونه ظناً بذاته, باطلاً بقرائنَ غيرِه, هُراءًعند أصحاب ما سلم من العقول!!

9 - "أم أمنتم من في السماء", , "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً" [غافر-37] (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) [رواه أبو داود] , (إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها) [صحيح مسلم] , (كان إذا أمطرت حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول إنه حديث عهد بربه) [صحيح مسلم] , , (فقال لها: [أين الله؟] قالت: في السماء. قال: [أعتقها فإنها مؤمنة]) [صحيح مسلم] , (فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكتها إليهم ويقول اللهمّ اشهد) [صحيح مسلم] , ............. "فامشوا في مناكبها" [الملك-15] , "لأصلبنّكم في جذوع النخل" [طه-71] , ", (ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء) [مسند الإمام أحمد] , ومن الشعر:

قال عنترة: ولا أسلو ولا أشفي الأعادي فساداتي لهم فخر وفضل

أناس أنزلونا في مكان من العلياء فوق النجم يعلو

قال الأخطل:

بنو دارم عند السماء وأنتم قذى الأرض أبعد بينما بين ذلك

يقول المجسَّمة إنّ الذي في السماء هو الله -تعالى عن هذا- استشهاداً بالآية الكريمة من سورة الملك, وبطلان هذا الاستشهاد بأدلة منها ما هو من الآية نفسها, فحرف الجرّ (في) يفيد الظرفية المكانية وأنّ موجوداً داخل موجود, وعلى قول المجسمة بامتناع حلول الله سبحانه في خلقه يبطل كونه سبحانه في السماء إلا إن كانت غير مخلوقة فهذا كفر. ويقول بعضهم إنّ حرف الجرَّ (في) يفيد هنا معنى (على) مستدلين بالآيتين من سورتي طه و الملك, وإنّما في هاتين الآيتين الكريمتين دليل على بُطلان افترائهم هذا على الله سبحانه وتعالى, وذلك من وجهين: الأول هو إفادة الملاصقة, فحرف الجرّ (على) يفيد الفوقية مع ملاصقة الجسم الأعلى للذي تحته, ولا يمسّ شيء شيئاً إلا إذا كانا جسمين لكلّ منها طول وعرض وارتفاع محدودات, وينبني على هذا وجود حجم وكتلة و كثافة ومادة يتكوّن الجسم منها!! سبحان الله وتعالى عن هذا. وهنا قد يقول بعضهم إنّه ما من مانعٍ أن يكون الله تعالى جسماً! ومن الرَّدَّ على هؤلاء أنّه إن كان تعالى جسماً كان متحيّزاً, وإن كان متحيّزاً كان في مكان, ولا يخلو من أن يكون المكان حادثاً فيكون الحلول أو قديماً وهذا كفر كما سبق بيانه. وقد يقول بعضهم إنَّ الله سبحانه محدود من جهة ممتدّ من الجهات الأخرى! وعلى هذا ينتفي وجود اليد التي تمسك السموات والأصابع التي توضع عليها السموات والأرض والجبال والرَّجل التي توضع في النار!!! لأنّ الأعضاء التي يزعم هؤلاء هي حدود بذاتها, ومثلاً وضعُ السموات على الأصابع يفيد فوقيتها عليها لا العكس! وبهذا بطلان القول بهذه الرواية أو بعدم التكمّل بالعلو أو بالنقص بالكون غير عالٍ!! سبحانه وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً. والوجه الثاني هو بإفادة الآيتين الكريمتين الحصر أيضاً من الجوانب, ففي الآية من سورة طه الصَّلبُ يكون بربط الأعضاء وتحديد مكانها وحصرها عن الحركة, وكذلك المعنى صحيح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير